الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بعد تصنيفهم جماعة إرهابية.. الحوثيون يهاجمون مأرب وقوات الشرعية تتصدى لهم

بعد تصنيفهم جماعة إرهابية.. الحوثيون يهاجمون مأرب وقوات الشرعية تتصدى لهم

قوات الشرعية تتصدى لهجمات الحوثيين. (أرشيفية)

منذ اليوم التالي لإعلان وزارة الخارجية الأمريكية، اعتزامها تصنيف ميليشيات الحوثي في اليمن جماعة إرهابية، وإدراج 3 من قادتها على قائمة الإرهابيين الدوليين، سارعت الميليشيات المدعومة من إيران إلى إسناد أوامر لجبهات قتالها في محافظة مأرب بشن هجمات عسكرية واسعة، في محاولةٍ يائسة لتحقيق مكاسب على الأرض، قبل دخول القرار الأمريكي حيز التنفيذ في الـ19 من يناير الجاري.

وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الشرعية في مأرب تمكنت من امتصاص الهجمات الحوثية، وقلب موقف الدفاع إلى عمليات هجومية استعادت من خلالها الشرعية، مجموعة من المواقع الحاكمة والسلاسل الجبلية، في حين يرى خبراء عسكريون لـ«الرؤية» أن الميليشيات تواجه أكبر تحدٍ لها على الإطلاق سياسياً وعسكرياً، باعتبارها أصبحت منظمة إرهابية.

معارك عنيفة

وقال مصدر في وزارة الدفاع اليمنية لـ«الرؤية» إن جبهات محافظة مأرب تشهد معارك عنيفة، خاصة الجبهات الغربية والجنوبية، منذ الثلاثاء الماضي، «خلفت أكثر من 270 قتيلاً وجريحاً من عناصر الميليشيات الحوثية، وفق الإحصاءات الأولية». لافتاً إلى أن المعارك تركزت في مديرية رحبة، وتم استعادة سلسلة جبال قريضة، وجبال السليفة الاستراتيجية، بعد معارك ضارية مع الحوثيين.

وأضاف المصدر أن الحوثيين دفعوا بالآلاف من العناصر والآليات العسكرية «مستبقين دخول القرار الأمريكي حيز التنفيذ، لكنهم لم يحققوا أي اختراق عسكري حتى اليوم». مشيراً إلى أن الميليشيات الحوثية «تحاول إيجاد مكاسب عاجلة على الأرض، خاصة أنها ستواجه تحديات كبيرة على المستوى العملياتي كونها باتت تنظيماً إرهابياً مرفوضاً محلياً ودولياً».

وأشار المصدر إلى أن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان «تخططان لإعادة الزخم العسكري والاستفادة من القرار الأمريكي، بما يخدم العمليات القتالية، ويعزز المكاسب العسكرية الشرعية». منوهاً بأن «هناك تنسيقاً مستمراً مع كل القوات المناهضة لميليشيات الحوثي، لتوحيد المعركة ضدها».

وقف الدعم

بدوره، قال الخبير العسكري اليمني، مستشار المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، العقيد يحيى أبوحاتم، إن دخول القرار الأمريكي حيز التنفيذ «سيعطي استفادة كبرى للشرعية رغم تأخره كثيراً، فما ارتكبته ميليشيات الحوثي من جرائم إرهابية طوال السنوات الست الماضية كان يتطلب أن يتم هذا التصنيف في وقت مبكر. ميليشيات قتلت نحو 50 ألف يمني، ودمرت المنازل والمنشآت ودور العبادة، وارتكبت أبشع الجرائم بحق الطفولة والمرأة، وهى جرائم تستدعي تصنيفها على لائحة المنظمات الإرهابية».

وأضاف أبوحاتم في تصريحات لـ«الرؤية» أن مفاعيل القرار الأمريكي «ستظهر بلا شك في تراجع مستوى الدعم للميليشيات الحوثية، إضافة إلى أن الموالين أيضاً لهذه الجماعة من شيوخ القبائل والسياسيين، سينسحبون من هذا الولاء، لأنهم يدركون أنهم سيصبحون تحت طائلة الاتهام والملاحقة الدولية».

ونوّه بأن «مسألة الوقوف إلى جانب ميليشيات الحوثي لم تعد مسألة عادية، باعتبارها أصبحت تشكل خطراً دولياً، وننتظر أيضاً تصنيف الميليشيات جماعة إرهابية من قبل مجلس النواب والحكومة الشرعية، لتعزيز القرار الأمريكي محلياً». مؤكداً على ضرورة «أن تسعى الدبلوماسية اليمنية لحث منظمات ودول إضافية لأن تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية حتى يتم التضييق أكثر وأكثر على الميليشيات وملاحقتها دولياً».

وأشار أبوحاتم إلى أن «جماعة الحوثي حشدت الآلاف من عناصرها باتجاه مأرب والجوف، ويظهر أن هناك حركات تمرد في صفوف عناصر الميليشيات الحوثية، وهي مؤشرات على حالة الاضطراب والتوجس الذي تخشاه الميليشيات من تبعات قرار التصنيف».

وأكد أبوحاتم أن «الجهة الغربية من محافظة مأرب، تحرز انتصارات مهمة للشرعية، تمثلت في تحرير عدة مناطق حاكمة وسلاسل جبلية، وهذه مناطق تعتبر ذات أهمية تكتيكية. ويحدث أيضاً نوع من التطوير لهجمات قوات الجيش الوطني والقبائل، ويلاحظ أن هناك تنسيقاً كبيراً بين قوات المناطق العسكرية الثالثة والسادسة والسابعة، باتجاه الجوف ومأرب، وهناك أيضاً عمليات استدراج وتطويق، وتسلل إلى العمق، وكمائن».