حذر رئيس المؤسسة الليبية للإعلام التابعة لحكومة فايز السراج في طرابلس محمد بعيو، من اندلاع «ثورة جياع» بسبب ارتفاع أسعار الخبز، معتبراً أن تفعيل صندوق موازنة الأسعار مع تغيير إدارته خيار لا بد منه.
وقال بعيو، في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إن دعم الدقيق ليس ترفاً بل ضرورة، والخبز ليس سلعةً سياسية، بل هو حاجة أساسية أيها الساسة.
جاء ذلك فيما أعلن مركز مراقبة الأغذية التابع للحكومة في طرابلس عن اتفاق لإعادة سعر الخبز إلى مستواه السابق. واتُّخذ القرار لتجنب ما وصفه مراقبون بـ«ثورة الجياع» التي قد تنفجر في جميع أنحاء البلاد في أي لحظة، نتيجة الغضب السائد بين الليبيين من الارتفاع المفاجئ في سعر الخبز.
سعر غير مسبوق
وحمّل رئيس نقابة الخبازين، سعيد بوخريس، المطاحن العامة والخاصة، مسؤولية ارتفاع سعر الدقيق إلى أعلى مستوى له، حتى وصل إلى 220 ديناراً ليبياً، أي ما يعادل (49 دولاراً) للجوال سعة 100 كلغ.
وقال إن تلك الشركات رفعت كذلك سعر المكونات المستخدمة في صنع الخبز مثل الخميرة والزيت والملح والسكر.
وقال مركز مراقبة الأغذية إنه قرر إعادة السعر السابق للخبز، خلال لقاء مع مدير عام شركة مطاحن الدقيق ورئيس حرس بلدية طرابلس وأعضاء نقابة الخبازين.
وشدد أعضاء مركز مراقبة الأغذية على ضرورة التزام جميع المخابز بوضع المعايير والمواصفات الصحية، وعدم استخدام المواد الغذائية المحظورة في صناعة الخبز.
وقالت وزارة المالية في حكومة فايز السراج في بيان، إن الوزير فرج بومطاري بحث مع رئيس نقابة الخبازين أوضاع المخابز بعد ارتفاع أسعار الدقيق، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز. وخصص الاجتماع لمناقشة عملية الإنتاج في المخابز ومدى توفر الدقيق والقمح في المطاحن والمخابز وإمكانية الإسراع في توفير المخزونات الكافية.
وأوضح البيان أن الجانبين شددا على أهمية التزام المخابز بضوابط تصنيع الخبز والأسعار التي تحددها الوزارة، وإشراف الجهات الرقابية على المخابز. وقال رئيس النقابة، إن هناك تواصلاً مستمراً مع المخابز، وإن هناك التزاماً بهذه الضوابط.
تأثير سعر الصرف
هناك محللون أكدوا أن ارتفاع سعر الخبز، هو أحد الانعكاسات السلبية لارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار الليبي بنسبة 230%، بعد سريان قرار توحيد أسعار الصرف بداية الشهر الجاري، بحسب موقع «عرب ويكلي» الناطق بالإنجليزية.
وبدأ مصرف ليبيا المركزي في 3 يناير، تطبيق سعر جديد قدره 4.48 دينار ليبي للدولار الأمريكي، بعد اتفاق تم التوصل إليه بين السلطات في غرب وشرق البلاد في ديسمبر الماضي، بحيث يقترب السعر من القيمة في السوق السوداء، حيث كان سعر الدولار الرسمي قبل هذه الخطوة نحو 1.4 دينار.
استغلال الخبازين
وأشار ناشطون محليون إلى أنه يتم بيع 3 أرغفة من الخبز الآن مقابل دينار، حيث ارتفع سعر الخبز من ربع دينار إلى 33 درهماً. وحذرت بلدية طرابلس، الخميس الماضي، من اتخاذ إجراءات قانونية بحق المستغلين لجني الأرباح من سعر الخبز.
وقال الناشطون، إن ارتفاع أسعار الخبز قد يثير اضطرابات شعبية في جميع أنحاء البلاد. وأكدوا أن السكان يفتقرون إلى معظم الخدمات الأساسية، ولم يبقَ منها سوى رغيف الخبز، وهو الآن في خطر نتيجة سياسات حكومة الوفاق الفاشلة.
قال أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي، عطية المهدي الفيتوري، إن سعر رغيف الخبز في ارتفاع منذ بعض الوقت، والحكومة غير قادرة على مراقبة الأفران وفرض سعر معين عليها.
وأشار إلى أن حجم رغيف الخبز، غالباً، ما يتغير وليس له حجم أو وزن محدد. كما اتهم الفيتوري مصرف ليبيا المركزي في طرابلس بالمساهمة بشكل غير مباشر في ارتفاع الأسعار.
وتستهلك ليبيا 1.3 مليون طن من القمح سنوياً، لتغطية احتياجات السوق المحلي 75% منها مستورد بعد تراجع الإنتاج المحلي من القمح إلى 250 ألف طن.
تبرير الموقف
ويوجد 4160 مخبزاً في مناطق مختلفة من ليبيا، إضافة إلى 57 مطحنة. وحاولت الأطراف المقربة من حكومة السراج في طرابلس، تبرير الموقف بارتفاع أسعار القمح في الأسواق العالمية.
وقال محمد الرائد، عضو البرلمان الموازي في طرابلس، وعضو غرفة التجارة والصناعة، إن ارتفاع سعر الطحين في ليبيا ناجم عن زيادة بنسبة 20% في سعر الطحين في السوق العالمية، ولا علاقة لهذا الأمر بتعديل سعر الصرف.