السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«صمت وغموض».. تأخر وصول لقاحات كورونا للمغرب يُثير الغضب

«صمت وغموض».. تأخر وصول لقاحات كورونا للمغرب يُثير الغضب

المغرب خفف قيود كورونا والاصابات عاودت الارتفاع.(أرشيفية)

يكتنف الغموض موعد وصول لقاحات فيروس كورونا إلى المملكة المغربية، بعدما كان من المتوقع أن تصل وتبدأ حملة التلقيح قبل نهاية العام الماضي.

ولم تصل الشحنة الأولى التي كان مقرراً وصولها يوم السبت، وسط صمت حكومي زاد من الاستياء الشعبي.

فقد كان من المتوقع أن تصل السبت الدفعة الأولى من لقاح «أَسترازينكا» البريطاني، الذي تقوم الهند بإنتاجه، والحامل لاسم «كُوفِيشِيلْدْ»، بحسب اتفاق مبرم بين المغرب والشركة البريطانية، الأمر الذي أدى إلى استياء بين المغاربة، علماً بأن الهند أطلقت في نفس اليوم حملة تلقيح ضد كورونا، تستهدف 300 مليون شخص.

وأعلن وزير الصحة المغربي، خالد آيت الطالب، في وقت سابق، أن المغرب قد اقتنى 66 مليون جرعة من لقاحي أسترازينيكا البريطاني، وسِينُوفَارْمْ الصيني، لكن لم تصل حتى الآن أيّ دفعة منهما، وذلك بعدما وجَّه ملك البلاد، محمد السادس، في 9 نوفمبر المنصرم، بإطلاق عملية تلقيح مكثفة ضد فيروس «كوفيد-19».

صمت وشائعات

وتسبب تأخر إطلاق الحملة المغربية للتلقيح ضد فيروس كورونا مع صمت الجهات الرسمية، في انتشار الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن جهته، قال المحلل السياسي المغربي رشيد لزرق: «لقاح كورونا ليس محكوماً بالمنطق التجاري القائم على العقود المبرمة بين الشركات المصنِّعة للقاح، والدول الراغبة في اقتنائه، بل يخضع للمنطق القومي الداخلي والسياسي للدول المصنِّعة، التي تفكر في مصالح شعوبها أولاً، وبعد تأمينها للجرعات اللازمة لإنجاح عمليات التلقيح الخاصة بمواطنيها، تلتفت إلى باقي الشعوب، التي هي في حاجة أيضاً إلى اللقاح».

وأوضح لزرق لـ«الرؤية» قائلاً: «الإحباط الذي يعيشه الشعب المغربي اليوم، ليس بسبب جائحة كورونا، وإنما بسبب التزام الحكومة الصمت، الذي يعد أفضل مناخ للشائعات، بدلاً من كشف الحقيقة للشعب».

واستنكر لزرق تكتم رئيس الحكومة، ووزير الصحة، والناطق الرسمي باسم الحكومة، على تفاصيل الموضوع، مضيفاً أنه من الأفضل أن تخبر الحكومة الشعب بالحقيقة، بدلاً من الاستمرار في الصمت.

استعدادات حكومية

وتستهدف حملة التلقيح الوطنية المغربية المواطنين الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً، وستكون الأولوية للعاملين في مجالات الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن، والعاملين بقطاع التربية الوطنية، والأشخاص المسنين، وذلك قبل توسيع نطاقها لتشمل باقي المواطنين، وفق ما جاء في بيان للديوان الملكي المغربي، الذي صدر في 9 نوفمبر المنصرم.

وكان وزير الصحة المغربي قد أعلن في مجلس النواب، أن عملية التلقيح تهدف إلى ضمان نسبة تغطية لا تقل عن 80 % من سكان المغرب، الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاما، والمقدَّرين بنحو 25 مليون مواطن، وستستغرق عملية التلقيح 3 أشهر.

كما قال آيت الطالب، في لقاء تلفزيوني بُثَّ قبل أيام: «المغرب مستعد على المستوى اللوجيستي، لإطلاق عملية التلقيح، ويمتلك اليوم رؤية واضحة حول كيفية القيام بحملة التلقيح، وأجرى التجارب على أرض الواقع، لاختبار جاهزيته لاستقبال اللقاح، وتخزينه، وتوزيعه على مختلف مناطق المملكة المغربية، في أحسن الظروف».