الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عراقيون يبحثون عن أقاربهم في مستشفيات بغداد.. ومخاوف من موجة عنف جديدة

عراقيون يبحثون عن أقاربهم في مستشفيات بغداد.. ومخاوف من موجة عنف جديدة

أقارب المفقودين يبحثون عن ذويهم. (رويترز)

تنقلّ أفراد عائلات الضحايا مفجوعين في أروقة أحد مستشفيات بغداد من سرير إلى آخر، في محاولة للتعرف على أحبائهم الذين أصيبوا في الاعتداء الذي حصد أكبر عدد من القتلى منذ 3 سنوات في العاصمة العراقية.

ففي مستشفى الشيخ زايد، تجمعت العائلات على بعد أقل من 3 كم من ساحة الطيران حيث فجر انتحاريان نفسيهما في الصباح، وقد نقلت 6 جثث و13 جريحاً يصارعون الموت، إلى المكان.

وقع الاعتداء صباح اليوم الخميس في موقع لتجمع عمال وسوق للملابس المستعملة في ساحة مزدحمة وسط العاصمة، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة.

قام انتحاري أول بتفجير نفسه في سوق البالة «بعد أن ادعى أنه مريض فتجمع الناس حوله»، حسب وزارة الداخلية التي أوضحت أن الانتحاري الثاني فجر نفسه «بعد تجمع الناس لنقل الضحايا الذين أصيبوا في التفجير الأول».

وأغلب الضحايا الذين سقطوا هم من الباعة الذين يحاولون كسب لقمة العيش، في بلد يمر بأسوأ أزمة اقتصادية، على خلفية انخفاض أسعار النفط والتراجع الحاد في قيمة العملة. وقال عباس سامي (25 عاماً) الذي كان يبحث عن شقيقه «أخي متزوج وله طفلان وخرج هذا الصباح ليحضر شيئاً لإطعامهما. ماذا سيحدث لأبنائه الآن؟». وتسلم المستشفى ضحايا لم يتم التعرف عليهم بعد بسبب شدة إصابتهم.

وقال مازن السعدي الذي نجا بأعجوبة من الانفجار، وقال إنه كان مع صديقه الذي «ابتعد بضعة أمتار عني. كنا معاً لحظة التفجير. بعد لحظات اختفى، ولم أره». وبعد ذلك، عثر على جثته في المستشفى.

ومع تحديد الحكومة موعداً لانتخابات مبكرة، يخشى هذا الرجل «عودة التفجيرات». وتحول الخلافات السياسية دون البت في اقتراح تأجيل أو إلغاء الانتخابات المبكرة.

وقال السعدي «عادت الصراعات السياسية» التي غرقت فيها البلاد من 2006 إلى 2010. وأردف «يعود بنا الزمن إلى الوراء».

وظن البغداديون أن زمن التفجيرات التي كان ينفذها إرهابيون في الماضي، وتخللها أحياناً تفجير 15 سيارة مفخخة في يوم واحد وهجمات أسفرت عن سقوط 300 قتيل، انتهى. فمنذ 2017، تاريخ إعلان الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، حصل نوع من الاستقرار.

لكن عاد الخوف والقلق ليخيما على الجميع اليوم ويذكرا بتجارب الماضي. وقال أبو زينب الذي توفي شقيقه في مستشفى الشيخ زايد: «كيف تسلل الدواعش إلى قلب بغداد؟ ألم تعلن الحكومة النصر على داعش؟».

ولم تتبن أي جهة بعد الاعتداء، لكن أسلوبه بذكر باعتداءات تنظيم داعش. واعترف مسؤول استخباراتي، رفض الكشف عن اسمه، بحدوث خرق. وقال لوكالة فرانس برس: «كنا في حالة تأهب لاحتفالات نهاية العام وتوقعنا وقوع هجمات، وفي النهاية لم يحدث شيء. خذلنا حذرنا».

وكغيره من الكثير من العراقيين، حمّل أبو زينب المسؤولية إلى الفساد الذي ينخر كل المؤسسات، بما فيها تلك التي يفترض أن تضمن أمن الجميع. وقال «ما دام الفساد ينخر المؤسسات الأمنية، لن يعود الأمن وأصبح العراقي حطب نار الصراعات بين السياسيين».

وقال البعض إنهم جالوا على العديد من المستشفيات الأخرى دون أن يجدوا أحباءهم. وقال عباس سامي: «لم نرتح طويلا، وعادت التفجيرات الآن مع تردي الوضع الاقتصادي». وأضاف بحسرة «بات من المستحيل العيش في هذا البلد».