الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ليبيا: تأخر خروج المرتزقة يهدد مصير «وقف إطلاق النار»

ليبيا: تأخر خروج المرتزقة يهدد مصير «وقف إطلاق النار»

مرتزقة سوريون تدربهم تركيا قبل إرسالهم إلى ليبيا. (أ ف ب)

مع انتهاء المهلة المحددة لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، يبقى اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في البلاد مهدداً، خصوصاً مع احتمال اندلاع أعمال عسكرية مجدداً بين طرفي النزاع.

وكانت الجهود الدبلوماسية نجحت في وقف الأعمال العسكرية، وتوجت بتوقيع اللجنة العسكرية الليبية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، في أكتوبر الماضي، اتفاقاً لوقف إطلاق النار بشكل دائم في أنحاء البلاد، ومن أهم بنود الاتفاق رحيل القوات الأجنبية والمرتزقة في مهلة 90 يوماً تنتهي، اليوم السبت، فيما لم يصدر أي إعلان حتى اليوم عن رحيل هذه القوات.

وكشفت مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، في مطلع ديسمبر الماضي، عن وجود 20 ألفاً من القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، معتبرة ذلك انتهاكا مروعاً للسيادة الوطنية.

وأرسلت تركيا طائرات مسيرة ومدربين ومستشارين عسكريين إلى ليبيا بموجب اتفاق عسكري موقع مع حكومة الوفاق، كما أرسلت مرتزقة سوريين، بحسب خبراء الأمم المتحدة، وفي 22 ديسمبر الماضي، مدد البرلمان التركي الإذن بنشر هؤلاء الجنود لمدة 18 شهراً.

وقال خالد المنتصر، أستاذ العلاقات الدولية في ليبيا، إن قرار إخراج المرتزقة «ليس بيد الأطراف الليبية بل بيد القوى الأجنبية». وأكد أن «وجودهم يعني أن الصدام العسكري يمكن أن يتجدد في أي لحظة، وبالتالي التهدئة الحالية يظل مصيرها مجهولاً».

من جهته، رأى جلال الفيتوري، أستاذ القانون في حديث لـ«فرانس برس»، أن «تمديد أنقرة تواجدها العسكري لمدة 18 شهراً لا يعكس نوايا جادة للخروج».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شدد خلال الأسبوع الجاري في تقرير قدم إلى مجلس الأمن، على ضرورة مغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة قبل السبت.

وبات يتعين على السلوفاكي يان كوبيش، الذي تم تعيينه مبعوثاً جديداً إلى ليبيا، القيام بمهمة فرض تطبيق هذا الاتفاق، وإدارة المفاوضات الصعبة بين الليبيين.

وتوافق الفرقاء الليبيون في ملتقى الحوار السياسي الذي عقدت أولى جولاته في تونس في 9 نوفمبر الماضي، على تحديد موعد إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر 2021.

كما اتفقوا الثلاثاء الماضي، على آلية اختيار السلطة التنفيذية الجديدة (الحكومة) التي ستحضر لعملية الانتخابات نهاية العام الجاري، بعد جولات مضنية من المناقشات وبضغوط دولية.

وتتواصل هذه المفاوضات التي يشارك فيها محاورون ليبيون لوضع خارطة طريق سياسية للانتخابات التي أُعلن عنها في ديسمبر 2021، شريطة ألا يتم انتهاك وقف إطلاق النار.