الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

«التعطيش».. نقص المياه يهدد حياة مليون شخص بشمال سوريا

«التعطيش».. نقص المياه يهدد حياة مليون شخص بشمال سوريا

قرى وبلدات شمال شرق سوريا تواجه نقصا حادا في مياه الشرب.(أرشيفية)

يؤدي انقطاع المياه المتكرر في شمال شرق سوريا إلى ترك حوالي مليون شخص بدون مياه صالحة للشرب، في وقت تتوجه فيه الأنظار نحو تركيا لاستخدامها المياه كسلاح لزعزعة استقرار المنطقة، حسب مراقبين.

وانقطعت إمدادات المياه مرة أخرى عن منطقة الحسكة التي يحكمها الأكراد في شمال شرق سوريا ـ كما حدث حوالي 20 مرة في الأشهر الـ12 الماضية ـ بحسب تقرير نشره موقع «دويتشه فيليه» الألماني، الأحد.

وقالت سارة كيالي، الباحثة المتخصصة في شؤون سوريا في هيومن رايتس ووتش، »هذه كارثة إنسانية.. تشهد بعض أجزاء المنطقة اليوم الثامن على التوالي بدون ماء».

وتتفاقم مشاكل إمداد المياه من محطة علوك القريبة منذ تولي القوات التركية ووكلائها من المسلحين السوريين المسؤولية في أكتوبر 2019، بعد ما يسمى بعملية نبع السلام التي استهدفت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في المنطقة.

وتتهم الحكومة السورية تركيا بالوقوف وراء انقطاع المياه لأن لها مصلحة كبرى في زعزعة استقرار المنطقة التي يبلغ تعداد سكانها حوالي مليون نسمة (أغلبهم من الأكراد السوريين) في مدن مثل الحسكة وأكثر من 45 قرية والعديد من مخيمات اللجوء الرسمية وغير الرسمية.

لكن تركيا تعلن بشكل رسمي، أنها غير مسؤولة عن الانقطاعات المتكررة وتدّعي أنها ناجمة عن مشكلات فنية.



وقال المحلل السياسي جوني يلدز، الباحث في مركز دراسات تركيا التطبيقية والمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إن تركيا تنفي الاتهام بقطع المياه عن المنطقة، وتقول إن محطة مياه علوك لا تزال تحت الصيانة وتواجه نقصاً في الكهرباء من سدّ لا يخضع للسيطرة التركية.

وأضاف يلدز «من جهة أخرى، تعلن تركيا في وسائل إعلامها صراحةً نيتها القضاء على الإدارات التي أقيمت في شمال شرق سوريا، وهي على الأرجح مستعدة لاستخدام وسائل مختلفة لتحقيق ذلك، فزعزعة استقرار المنطقة جزء من تلك الاستراتيجية».



ومن جانبه قال، تشارلز فلين، الباحث في مركز روجافا للمعلومات، إن وجود منطقة كردية مستقلة بالقرب من تركيا فكرة قد تشجع على المزيد من الانتفاضات من داخل السكان الأكراد في تركيا، لذا فإن أردوغان يتطلع إلى منع قيام دولة كردية في سوريا.

وفي وقت مبكر من شهر مارس الماضي، حذر ممثل اليونيسيف في سوريا، فران إيكويزا، من عواقب ترك مليون شخص بدون ماء والاعتماد على الحلول المؤقتة، خاصة في أوقات الوباء. وقال إن «انقطاع إمدادات المياه خلال الجهود الحالية للحد من انتشار مرض فيروس كورونا يعرض الأطفال والأسر لخطر غير مقبول».

ومن جانبه، اعتبر عودة أوغلو الباحث في الشؤون التركية والعلاقات الدولية أن «هذه القضية يصعب حلها دون تدخل دولي لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية لأهالي تلك المناطق».