الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

محللون: اعتراف ظريف بتمويل الميليشيات تدخل في شؤون الدول يستوجب المساءلة

محللون: اعتراف ظريف بتمويل الميليشيات تدخل في شؤون الدول يستوجب المساءلة

الحوثيون من بين الجماعات التي تتلقى دعماً كبيراً من إيران.(رويترز)

وصف محللون سياسيون اعتراف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بدفع بلاده أموالاً لجهات خارجية موالية لها لتنفيذ سياستها، بالتدخل السافر في شؤون الدول والذي يستوجب المساءلة.

وكان ظريف قد صرح لصحيفة «اعتماد» الإيرانية منذ يومين بأن بلاده تدفع للميليشيات والجماعات المسلحة بالإضافة إلى القوى السياسية التي تدين لها بالولاء أموالاً طائلة لتنفيذ أجندتها الخارجية، مشيراً إلى أنه “لا يعرف حجم المال الذي تصرفه إيران على القوى الموالية لها في المنطقة".

تعميق للانقسام

ويقول رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق، الدكتور عبدالمنعم سعيد "تصريحات وزير الخارجية الإيراني تمثل درجة من الوقاحة غير مسبوقة في العلاقات الدولية، واعترافاً صريحاً بأن طهران تتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، وأن ذلك التدخل يؤدي لتزويد بعض الجماعات بالأسلحة، لتستخدمها في قتل مواطنين آخرين من نفس البلد، فهي بذلك تخلق وتعمق انقساماً شيعياً سنياً، لا ينبغي أن يكون موجوداً، وتعطل تعافي دول تعاني بشدة، كسوريا ولبنان واليمن".

وأضاف سعيد لـ«الرؤية»: «تصريحات ظريف تدين بلاده، لكن تحويل هذه الإدانة إلى قرارات في مجلس الأمن، يتوقف على ألّا يكون هناك «فيتو» صيني على ذلك، وهو أمر صعب في ظل أن الصين تستورد البترول من إيران بتخفيض قدره 25% عن السعر العالمي، وبذلك فإن المصالح المشتركة تجعل من الصعب إدانة طهران».

ويقول أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله: "الجميع يعرف أن إيران هي الداعم المالي والسياسي والعسكري الأكبر لميليشيات شيعية إرهابية، تعمل على امتداد الوطن العربي، وتقدم طهران لها أسلحة تقليدية وصاروخية هجومية، تستهدف عواصم عربية بشكل يومي، وتضعف الدولة الوطنية، وتحيلها إلى دول هشة وفاشلة، وأكبر مثال لذلك لبنان والعراق وسوريا وليبيا".

عسكرة الخلاف المذهبي

وأضاف عبدالله لـ«الرؤية» أن هناك دولاً عديدة تدعم جماعات مسلحة، لكن ما تقوم به إيران هو عسكرة خلاف مذهبي (سني– شيعي) عمره 1400 سنة، وتأجيج هذا الخلاف وتعميقه، لتحقيق ثأر تاريخي، بينما لا توجد دولة لديها مثل هذه الأجندة المذهبية، وهذه النزعة الانتقامية، فإيران فريدة في دعمها لهذا العنف المذهبي.

ويقول رئيس المركز العربي للدراسات والأبحاث السياسية، الدكتور هاني سليمان: «تصريحات وزير الخارجية الإيراني مستفزة، فهناك فرق بين الشفافية و"البجاحة" السياسية، ففي العلاقات الدولية هناك العديد من أدوات التأثير، منها الأدوات الصلبة، سواء العسكرية أو الاقتصادية، والأدوات الناعمة، وهذا موجود في الأعراف الدولية، ولكن بحدود وقواعد وضوابط، وفي إطار العملية السياسية، أما ما تقوم به إيران فقد تجاوز العملية السياسية بمراحل».

أدوات الهدم

ولفت سليمان إلى أن «إيران تستخدم الميليشيات بناء على أسس طائفية، وهذا كفيل بهدم المنطقة، وتستخدم البعد الديني الأيديولوجي، وهذا أمر خطير، ساهم في اضطراب المنطقة بشكل كبير خلال السنوات الماضية».

وشدد سليمان لـ«الرؤية» على أن «إيران تعدت فكرة الأدوات الناعمة، إلى استخدام أدوات تهدم وتهدد استقرار دول بأكملها، فلديها في العراق أكثر من 68 ميليشيا مسلحة طائفية، تقاتل على أسس طائفية، بجانب ما يحدث في اليمن، ويكفي القول إن جماعة الحوثيين أطلقت 400 صاروخ على المملكة العربية السعودية، خلال العامين الماضيين، بجانب تهديد حركة الملاحة الدولية، وحركة النفط، والتحرش بالسفن، والاقتتال الأهلي».

واستطرد سليمان قائلاً «تقديم إيران الدعم من أجل أهداف أيديولوجية طائفية، وزعزعة الاستقرار، وتهديد بعض الدول، وقتل المواطنين، والاعتداء على مقدرات وموارد الدول الاقتصادية، لم تفعله دولة بهذا القدر من التبجح، وظريف يحاول تجميل الوجه القبيح والمشوه لإيران».