السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بعد فشل ترامب.. دبلوماسي أمريكي يرسم لبايدن خطة «الخروج» من سوريا

بعد فشل ترامب.. دبلوماسي أمريكي يرسم لبايدن خطة «الخروج» من سوريا

قوات أمريكية في سوريا.(أرشيفية)

انتقد السفير الأمريكي السابق لدى دمشق استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه سوريا معتبراً أنها فشلت في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، ولم تدفع الرئيس بشار الأسد، لتبني سياسات إصلاحية جوهرية.

وطالب السفير الأمريكي السابق لدى دمشق، روبرت فورد، الذي عمل في سوريا في الفترة بين 2011- 2014، الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن بوضع تصور مختلف لتحقيق المصالح الأمريكية في سوريا وفي مقدمتها احتواء داعش.

وأكد الدبلوماسي الأمريكي في تقرير نشرته مجلة فورين أفيرز، اليوم الثلاثاء، أن المصلحة الأهم بالنسبة لأمريكا هي احتواء مخاطر الجماعات الإرهابية، وليس ضمان شكل الحكم في شرقي سوريا، ونصح التقرير الرئيس بايدن بتبني استراتيجية جديدة تقوم على سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، والاعتماد على كل من روسيا وتركيا لمواجهة بقايا داعش.

شبه دولة

وأوضح فورد أن سياسات ترامب نحو سوريا، استخدمت ورقتي القوة العسكرية، والضغوط الاقتصادية، لدفع الرئيس بشار الأسد لإجراء إصلاحات جوهرية على الحكم، وإقامة نظام للحكم الذاتي للأكراد في شمال شرق سوريا، واستطاعت واشنطن أن تطور تلك المنطقة لتكون «شبه دولة»، تسيطر عليها كل من قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب الكردي، وذراعها السياسية حزب الاتحاد الديمقراطي.

وأضاف أن شبه الدولة تلك، أصبحت طفل أمريكا المدلل، وأنفقت واشنطن عليه نحو 2.6 مليار دولار، لكن لا يمكن أن تبقى الأمور كذلك للأبد، فسوريا لم تكن يوماً من دوائر الأمن القومي الأمريكي، كما أن المصالح الأمريكية في سوريا «محدودة»، وتتمثل في منع امتداد الصراع إلى دوائر أخرى بالمنطقة، أكثر أهمية بالنسبة لواشنطن.

دعم الأكراد ومواجهة داعش

ونوه السفير الأمريكي إلى أن دعم واشنطن للأكراد في سوريا أثار قلق السوريين العرب الذين يشعرون بالضجر تجاه ذلك الدعم، الذي مكن الأكراد من السيطرة على حقول النفط، كما يشتكون من فساد الإدارة الكردية، كما أن هناك تركيا التي تقلق من تنامي نفوذ الأكراد في المنطقة المتاخمة لحدودها.

ولفت التقرير إلى أن داعش يستغل هذه البيئة المضطربة، للعمل والحصول على دعم وتأييد من السكان المحليين، بل وتجنيد بعضهم للانخراط في صفوف التنظيم الإرهابي.

وأشار التقرير إلى معضلة أخرى تتمثل في أن داعش لا يعمل فقط ضمن الأراضي التي تسيطر عليها أمريكا وحلفاؤها، بل إن بقايا التنظيم تتواجد أيضاً في مناطق تحت سيطرة جيش الأسد، والقوات المتحالفة معه، بما في ذلك روسيا وإيران، في مسافات تصل إلى 200 كم غرب نهر الفرات، وبالتالي وإذا كان الهدف حرمان داعش من العودة للملعب من جديد، فإن نشر قوات أمريكية في شرق سوريا لن يجدي نفعاً، ولا العقوبات على الأسد، لأنها تحد من قدرات قواته على التصدي لداعش.

الاعتماد على روسيا وتركيا

وذكر فورد أنه في ظل كل تلك المعضلات، فإن إدارة بايدن بحاجة لتوجه مختلف، يقوم على احتواء بقايا داعش، بدون فتح جبهة جديدة للحرب، من خلال اللجوء إلى سيناريو ربما لا يعتبره البعض ساراً، وهو الاعتماد بشكل أكبر على روسيا وتركيا، وهو ما قد يؤدي لنتائج أفضل.

وقال إن روسيا قد لا تكون الشريك الأمثل، إلا أن دعمها للأسد جعل قواتها هي القوة الأفضل في معركة كبح جماح داعش، وربما من الأفضل لواشنطن أن تتفاوض مع موسكو للوصول لاتفاق يسمح للقوات الروسية بالعمل على ضفتي الفرات لمواجهة داعش، ووضع جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من شرق سوريا ودخول القوات الروسية.

وأوضح التقرير أنه بالتوازي مع ذلك، يجب على واشنطن العمل مع تركيا من أجل تأمين حدودها الجنوبية مع سوريا، وفي تلك الحالة على واشنطن الوصول لاتفاق مع أنقرة، وربما تزويدها بمعدات تكنولوجية ومخابراتية، لتأمين الحدود السورية- التركية التي تبلغ 600 ميل.

مستقبل الحلفاء

وذكر التقرير أنه إذا تبنت إدارة بايدن تلك السياسات، فمن الأفضل إبلاغها لحليفيها في شرق سوريا؛ قوات سوريا الديمقراطية، وقوات حماية الشعب الكردي، مع الوصول إلى اتفاق بشأن مستقبليهما مع روسيا، خاصة أن الحليفين لعبا دوراً مهماً في الحرب ضد داعش، وإذا كانت موسكو قد أنشأت مؤخراً «الفيلق الخامس» من قوات تابعة للأسد تقوم بتنفيذ مهام في كل الأراضي السورية، فإن موسكو يمكنها إنشاء «الفيلق السادس» بالاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية، تحت القيادة الروسية.

وبشأن قوات حماية الشعب الكردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي، اقترح التقرير دخولهما في مفاوضات مع الأسد حول الوضع في شمال شرق سوريا.