الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قرقاش: السلام مع إسرائيل لتحقيق الرخاء للمنطقة

قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إن الإمارات وإسرائيل تمكنتا في الفترة الأخيرة من إحداث تغيير كبير بعقد معاهدة السلام بينهما، في وقت كانت التصورات السائدة تشير إلى استحالة حدوث ذلك، مشدداً على أن الحوار والسلام هو أداة دولة الإمارات للتحرك إلى الأمام.

جاء ذلك خلال كلمته مساء الثلاثاء، عبر تقنية الاتصال المرئي، في اليوم الأول للمؤتمر الدولي الـ14، الذي ينظمه معهد دراسات الأمن القومي، ومقره تل أبيب، بمشاركة وزير الخارجية البحريني، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية الإسرائيلي غابي اشكينازي.

وقال الدكتور قرقاش إنه على المستوى الإقليمي كان هدف الإمارات هو خلق مناخ جديد من التعاون لتحقيق مستقبل من الرخاء للمنطقة بأسرها، مضيفاً أن العام الماضي كان عاماً صعباً للشرق الأوسط كما كان للعالم أجمع، وأن هناك العديد من التحديات ما زالت قائمة.

وتابع «نرى أن الحوار والمصالحة هو ما تحتاجه المنطقة».

وأضاف «على الرغم من الصعوبات التي وضعتها جائحة كورونا نعتقد أن هناك حماساً بين شباب المنطقة لإيجاد سبل جديدة ومستقبل جديد».

وقال إن الإمارات تتطلع إلى إقامة علاقات ثنائية مثمرة مع إسرائيل، مضيفاً «نرى أن الاتفاق الإبراهيمي هو خطوة نأمل في أن تدعم قدراتنا وتمكننا من تسهيل الطريق أمام انضمام القوى الدولية للمساهمة في تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة».

وتابع «كما نأمل أيضاً في أن يساهم الاتفاق في تحقيق المنفعة الاقتصادية المزدوجة للدولتين واستثمار كافة الفرص المتاحة».

وأشار إلى أن الاتفاقات السياسية يجب أن تترجم إلى مبادرات وفرص اقتصادية تنعكس في تحسين حياة الناس العاديين.

وشدد على أن الإمارات تنظر إلى الاتفاق الإبراهيمي على أنه حافز لتنمية الاقتصاد والاستثمار، وليس فقط مجرد اتفاقية سياسية.

وأضاف أنه مع تولي الرئيس جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة يتوقع الكثيرون أن يكون هناك دور أكثر فعالية للإدارة الجديدة في قضايا الشرق الأوسط، موضحاً أن دور القيادة الأمريكية في قضايا المنطقة هو محل ترحيب من جانب دولة الإمارات.

وشدد على أن قيادة دولة الإمارات تؤمن بأن الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لحل الصراعات والنزاعات.

وأكد الدكتور قرقاش ضرورة التعامل مع الأنشطة الإيرانية في المنطقة، مشدداً على أهمية الدور الأمريكي لمعالجة هذه الأنشطة بمشاركة القوى الدولية.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية إن الدبلوماسية وعدم التصعيد تعد أولوية في سياسة دولة الإمارات، وأشار إلى أن أي جهود عاقلة يجب أن تأخذ في الاعتبار برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وتأثيره على الاستقرار في العديد من دول المنطقة.

وشدد على أن الإمارات ستعمل بكل جهد في دعم توجهاتها نحو تعزيز التسامح ومحاربة التطرف والإرهاب.

وقال إن «الخلافات السياسية لا يجب أن تمنعنا من قبول بعضنا البعض وأن نعمل معاً لضمان استقرار طويل الأمد للمنطقة».



الزياني: تعاوننا مستمر لمصلحة المنطقة

من جهته، اعتبر وزير الخارجية البحريني، الدكتور الزياني أن اتفاقات إبراهيم للسلام تمثل تقدماً قائماً على الانفتاح والحوار والتسامح. وقال "نرى أن الدول الثلاث تجاوزت مرحلة إقامة علاقات دبلوماسية، ووصلت إلى التعاون في مجالات عديدة، بسبب المزايا التي يمكن أن نحصل عليها، ونظهر ما يمكن أن نحققه،."

وأضاف «لدينا فرصة لتشجيع الآخرين ليلحقوا بنا كما حدث مع المغرب والسودان».

وقال الزياني «تعاوننا سيستمر لمصلحة دولنا ولمصلحة المنطقة، أنا متفائل.. أملي وتطلعي أن اتفاقات السلام ستدفع الآخرين للتعاون، والمضي على طريق السلام».

وتابع «آمل أن يساعد تقدمنا على تقدم المفاوضات الفلسطينية، وحل الدولتين، ومنع أي خطوات قد تعرقل ذلك.. أدرك أنه ستكون هناك أطراف تفعل كل ما بوسعها لتعرقلنا».

وتطرق الزياني إلى ملف إيران قائلاً «يجب أن نثير مع أصدقائنا المشتركين ما يتعلق ببرنامج إيران النووي والصاروخي، وتدخلها العدواني، وأن نعمل على إقناع أصدقائنا في أمريكا للعمل من أجل الاستقرار في المنطقة».

منع إيران من امتلاك سلاح نووي

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكينازي، أهمية امتلاك إسرائيل خياراً عسكرياً لوقف إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي.

وقال إن «إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرضت أقصى ضغوط على طهران، وبالنسبة لبايدن، فإن سياستنا هي أن نتحاور مع أقرب أصدقائنا، ونعبر لهم عن مصالح إسرائيل، ونصل لتفاهم مع الادارة الأمريكية الجديدة، والتي قالت إنها ستتشاور مع إسرائيل ومع الدول الصديقة بالمنطقة».

وأضاف أنه «يجب أن يكون لدى إسرائيل خيار عسكري على الطاولة للتعامل مع إيران، وبدونه ستكون الأمور صعبة، وإذا أصبحت إيران نووية فإن ذلك خطر على إسرائيل وعلى دول المنطقة».

وتابع أنه «من المبكر الحديث عن الخيار العسكري، ولكن نقل الولايات المتحدة إسرائيل إلى منطقة القيادة المركزية هو أمر طبيعي، وهو المكان الطبيعي لإسرائيل، ويساعد على التعاون من أجل التعامل مع المخاطر التي تهدد المنطقة».