الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

نجاح مسبار الأمل.. مئات الجهات العلمية تتلهف للحصول على المعلومات

سعادة عربية كبيرة بنجاح عملية وصول مسبار الأمل، الذي أطلقته دولة الإمارات، إلى كوكب المريخ مساء اليوم الثلاثاء.

وكانت الإمارات قد أرسلت المسبار إلى الفضاء لاكتشاف أسرار الكوكب الأحمر في شهر يوليو الماضي.

وأكد خبراء أن الخطوة التي تمت بنجاح اليوم مهمة للغاية، وستكون مصدر إلهام للعديد من الباحثين العرب في مجال الفضاء، مؤكدين أن المسبار وضع الإمارات على قدم المساواة مع دول فضائية متقدمة، حيث تعتبر الإمارات اليوم الدولة الخامسة التي تصل إلى المريخ.

خطوة مهمة

ويقول رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الدكتور جاد القاضي «إن كون دولة عربية، ووكالة فضاء عربية، وهي الوكالة الإماراتية تقدم على مثل هذا البرنامج الطموح (مسبار الأمل)، فهو خطوة مهمة للغاية، وستكون مصدر إلهام للعديد من الباحثين العرب في مجال الفضاء

وأضاف القاضي لـ«الرؤية» قائلاً: «ركزت معظم البرامج مؤخراً على الغلاف الجوي للأرض، والعلاقة بين الأرض والقمر، لكن لم يكن أحد لديه الطموح، للوصول للأجرام الأخرى، وعلى رأسها المريخ، وهو ما تصدى له مسبار الأمل، بالوصول للمريخ، وأخذ عينات منه للدراسة المستقبلية، ومدى صلاحية الكوكب للمعيشة، ولأي ظروف اقتصادية أخرى، وهي خطوة مهمة للغاية، وستساعد برامج الفضاء العالمية، سواء كانت ناسا، أو غيرها، وستمكن العالم العربي أن تكون له كلمة في هذا الأمر، وهناك ترتيبات وتجهيزات كبيرة وكثيرة للغاية، قام بها الأشقاء في الإمارات، لإنجاز مهمة مسبار الأمل».

وتابع: «النتائج التي سيحصل عليها المسبار، ستساعد مع غيرها من العينات والأبحاث السابقة التي تمت وتُجرى عن المريخ، وصلاحيته للمعيشة، ونوعية التربة الخاصة به، والمسبار هو الأول من نوعه على مستوى العالم العربي، وسيساهم في أن يكون إلهاماً للعديد من الباحثين العرب لتكون لهم مشاركات جديدة في مجال الفضاء».

إنجاز كبير

ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الدكتور محمد القوصي: «مسبار الأمل ليس إنجازاً للإمارات فقط، وإنما هو إنجاز للعالم العربي، والعالم الإسلامي، فالإمارات تعتبر خامس دولة على مستوى العالم، تقدم على هذه التجربة العظيمة، ويكون لها تواجد حول كوكب المريخ، وتبدأ في استكشاف هذا المجهول الأحمر، الذي ما زال يحتفظ بكثير من أسراره، ويحتاج إلى جهد علمي عملي فضائي مثلما قامت به دولة الإمارات».

وأضاف القوصي لـ«الرؤية» قائلاً: «المسبار سيكون حول المريخ، وهو مزود بكاميرات عالية الدقة، تقيس الغلاف الجوي للمريخ، والطبقات المتوسطة والعليا والدنيا، وتأخذ هذه القياسات وترسلها لمحطات التحكم، وهذه العمليات ليست سهلة على الإطلاق».

وتابع: «سمحت الإمارات في مبادرة مهمة وكريمة منها، بنشر المعلومات الفضائية، وحصول أكثر من 200 مركز علمي، على هذه المعلومات بدون مقابل، وبالتالي هناك أكثر من 200 مجموعة علمية تتلهف للحصول على هذه المعلومات، لتبدأ تجارب متعددة ونتائج واستكشافات عن المريخ الذي ما زال يعتبر غامضاً في كثير من نواحيه».

واستطرد: «المسبار وضع الإمارات على قدم المساواة مع دول فضائية متقدمة، والدول العربية ستستفيد من هذه الرحلة استفادة عظيمة، فالحصول على التكنولوجيا من الدول المتقدمة كان وما زال يشوبه كثير من المحاذير، أما دولة الإمارات فإنها ستعطي لدول عربية كمصر وغيرها المعلومات التكنولوجية، التي كان من الصعب أن تحصل عليها دولة عربية، فالتقدم في مجال الكواكب سواء المريخ أو القمر سيتلقى دفعة قوية، لم تكن متاحة لولا ما تقوم به الإمارات».

مهام المسبار

وأشار القوصي إلى أن المسبار يلتقط صوراً للمريخ والغلاف المحيط به، بكاميرات عالية الدقة، يتم إرسالها عبر محطات إلى مراكز استقبال، موجودة في الإمارات، وفي أماكن أخرى، وعن طريق التواصل الشبكي، ويتم توصيل هذه المعلومات إلى مراكز علمية على مستوى العالم والاستفادة من هذه المعلومات.

وأوضح: «من المخطط أن هذا المسبار سيكون في مداره حول المريخ مدة سنة من عمر المريخ، وهي تساوي ما يقارب عامين من الأرض، وتحديداً 686 يوماً، سيظل خلالها المسبار في مداره، ويظل يعطي معلومات طوال تلك المدة».