الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الوساطة التركية.. إثيوبيا تبحث عن حل "غير عربي" في الخلاف مع السودان

الوساطة التركية.. إثيوبيا تبحث عن حل "غير عربي" في الخلاف مع السودان

الجيش السوداني يعزز تواجده على الحدود مع إثيوبيا. (أرشيفية)

قال خبراء ومحللون إن دخول تركيا على خط الوساطة في الأزمة الحدودية بين إثيوبيا والسودان، بناء على طلب إثيوبي، يرتبط بمصلحة مشتركة بين أنقرة وأديس أبابا ويتيح فرصة لتركيا لتعزيز نفوذها في شرق أفريقيا فضلا عن السعي لموازنة العلاقات المتميزة التي تربط القاهرة مع قبرص واليونان.

وطلبت وزارة الخارجية الإثيوبية، أمس، بشكل رسمي وساطة تركيا لحل النزاع الحدودي مع السودان، الذي استدعى سفيره في ​أديس أبابا​ أمس الأربعاء للتشاور بشأن تطورات أزمة الحدود المتصاعدة بين البلدين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، إن بلاده لا تفكر في الحرب ،وإن هناك إمكانية لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية. واتهمت الخرطوم، أديس أبابا بممارسة ما يشبه الاستيطان عبر تعديها على الأراضي السودانية بمنطقة الفشقة الحدودية.

وتزامن ارتفاع وتيرة التوتر مع الخلاف بين إثيوبيا من جانب والسودان ومصر من جانب آخر حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق مما أثار مخاوف لدى القاهرة والخرطوم بشأن امدادات المياه من نهر النيل.

مناكفة مصر

وقال أستاذ العلوم السياسية المصري الدكتور طارق فهمي، إن اختيار إثيوبيا لدولة غير عربية للوساطة مع السودان ربما يرجع إلى تخوف الجانب الإثيوبي من عدم حياد العرب أشقاء السودان في هذه القضية الحساسة، بفعل الانحياز القومي للخرطوم.

وتوقّع أستاذ العلوم السياسية أن يكون طلب الوساطة بإيعاز من الجانب التركي بالأساس، في محاولة لموازنة العلاقات المتميزة التي تربط مصر بقبرص واليونان خصمي تركيا في شرق المتوسط.

وأشار إلى أن إقصاء تركيا من المشهد في منطقة شرق المتوسط وعدم ضمها لمنتدى غاز شرق المتوسط أو المنظمة الإقليمية للغاز، يدفع الأتراك للبحث عن أوراق ضغط أمام مصر.

تلاقي المصالح

وقال عضو مجلس الشيوخ المصري عمرو عزت، إن الموقف الإثيوبي يحقق للجانب التركي فرصة التواجد جنوب الحدود المصرية بعد فشل إقامة قاعدة عسكرية تركية في سواكن السودانية.

وأضاف عزت، وهو باحث متخصص في الشؤون الأفريقية لـ«الرؤية»، أن الأحرى بأديس أبابا أن تستعين بالاتحاد الأفريقي في مسألة تخص الأمن والاستقرار في القارة السمراء، أو أن تطلب وساطة جامعة الدول العربية باعتبار السودان جزءاً منها.

وأشار إلى أن الخرطوم حاولت مراراً تسوية هذا الملف بشكل دبلوماسي، وهو ما تجلى في زيارة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك لإثيوبيا نهاية العام الفائت، لكن دون جدوى.

ويرى الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور كرم سعيد، أن سعي إثيوبيا لوساطة تركية في النزاع الحدودي مع السودان يحمل عدة دلالات، أهمها مرتبط بمحاولة تركيا استعادة نفوذها في السودان بعد الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير، الحليف القوي لأنقرة.

وقال سعيد إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول الحصول على موطئ قدم في منطقة القرن الأفريقي، لمناوئة بعض القوى الدولية والإقليمية في هذه المنطقة.

وتابع بأن أردوغان يسعى لامتلاك أوراق ضاغطة على القوى الدولية أو الأطراف الإقليمية في هذه المناطق، ويضع عينه على مناطق جديدة تعوض خسائر الاقتصاد التركي المتدهور، وتتلاقى رغبته مع إثيوبيا التي تبحث عن حليف يقوي موقفها في أزمة سد النهضة مع القاهرة.