الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«الفيلسوف» العربي يستعد لرئاسة النيجر

«الفيلسوف» العربي يستعد لرئاسة النيجر

تعهد بازوم بالانتصار في الحرب ضد جماعات الإرهاب في المنطقة. (أرشيفية)

تشير النتائج الأولية للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في النيجر إلى تقدم كبير لمرشح الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية محمد بازوم أو «أبو عزوم» على منافسه متجاوزاً نسبة 57% من الأصوات وبفارق تجاوز مليوني صوت في عموم البلاد، وفق موقع «فايننشال آفريك».

وسلطت وسائل إعلام أفريقية ودولية الضوء على أجواء التنافس الانتخابي في هذا البلد الذي يعد ضمن أكثر بلدان العالم فقراً رغم توافره على موارد طبيعية غنية.

وفي تقرير مطول حول الانتخابات النيجرية أكدت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن النيجر يخوض معركة انتقال سلمي للسلطة، موضحة أنه وفي نهاية الجولة الثانية من الانتخابات التي أجريت الأحد 21 فبراير، سيتنحى الرئيس الحالي محمد يوسفو عن السلطة دون أن يحاول تقويض الدستور الذي منعه من الخدمة لأكثر من فترتين رئاسيتين.

وحسب «لوموند» فقد بدأ محمد بازوم، مرشح الحزب الحاكم، قبل أشهر من الافتتاح الرسمي للحملة الانتخابية في إقناع الناخبين الصغار والكبار وذلك في ظل عوائق اجتماعية تتعلق أساساً بانتمائه إلى أقلية عرقية في النيجر، حيث ينحدر الرجل من قبيلة عربية تدعى «أولاد سليمان»، تسكن أساساً في ليبيا ولديها امتدادات في تشاد والنيجر.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن دبلوماسي غربي إلى أن هذا الأمر يعطي نجاح بازوم في الفوز برئاسة النيجر «بعداً إيجابياً»، وسط الصراعات العرقية التي تعصف ببلدان عدة في المنطقة.

وأشار موقع «فايننشال آفريك» إلى اكتساح بازوم في الجولة الثانية لبعض المناطق الداخلية مثل «آغاديز» التي صوتت جميع بلدياتها تقريباً له.

ولفتت «لوموند» إلى أن خصوم بازوم استغلوا طيلة الحملة الانتخابية موضوع الأصول العرقية للمرشح من أجل إبعاد الناخبين عنه، وتعالت أصواتهم خصوصاً بشأن التشكيك في شرعية انتخاب رجل مولود في ليبيا لرئاسة النيجر.

وشغل محمد بازوم المولود يناير 1960 مناصب وزارية عديدة، ويوصف بـ«الفيلسوف» نظراً لتخصصه في الفلسفة، حيث درس في جامعة داكار بالسنغال في قسم الفلسفة وعمل أستاذاً لهذه المادة بين عامي 1984 و1991 في مدارس النيجر قبل أن ينطلق في مشواره النقابي والسياسي.

وقالت الصحيفة إن الانتخابات جرت في ظروف مرضية رغم بعض الحوادث القليلة بالنظر إلى معاناة البلد مع الصراعات العرقية وتنامي نفوذ الجماعات المسلحة المتطرفة.

وأكدت أن هذه الانتخابات يمكن أن تمثل حدثاً تاريخياً كأول انتقال للسلطة بين رئيسين منتخبين ديمقراطياً منذ استقلال هذه المستعمرة الفرنسية السابقة في عام 1960.

وخلال حملته تعهد بازوم بالانتصار في الحرب ضد جماعات الإرهاب في المنطقة ودعم التنمية المحلية.