الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

اليمن.. تحريض إخواني على مبادرة لتوحيد القوات المناهضة للحوثيين

أطلقت القوات المشتركة العاملة في الساحل الغربي لليمن، مبادرة لتوحيد التشكيلات العسكرية المناهضة للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن؛ للحفاظ على تماسكها أكثر في مواجهة التهديدات الحوثية، خاصة بعد الهجوم الأخير لميليشيات الحوثي على محافظة مأرب الغنية بالنفط.

حملة تحريض

وسارعت القوات المشتركة التي تتشكل من أكثر من 25 لواء عسكرياً تتوزع على 3 تشكيلات هي «المقاومة الوطنية، ألوية تهامة، ألوية العمالقة» إلى إرسال قافلة غذائية لإسناد مقاتلي الشرعية في مأرب، رفقة وفد عسكري رفيع، في مبادرة هي الأولى من نوعها تجمع فريقين من قوات الشرعية والقوات المشتركة.

وأطلق حزب الإصلاح - ذراع الإخوان المسلمين في اليمن، الذي يتخذ من مأرب معقلاً رئيسياً له، حملة تحريض وتخوين لهذه المبادرة، رغم مباركة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وشيوخ القبائل في مأرب لها.

وقالت مصادر لـ«الرؤية» إن حزب الإصلاح وجه وسائل إعلامه وناشطيه على مواقع التواصل الاجتماعي بالتحريض على القوات المشتركة وتحذير قوات الشرعية منها، وبث الحملات الدعائية ضد هذه المبادرة لإفشالها. مشيرة إلى أن مصلحة حزب الإصلاح من وراء هذا التحريض تكمن في مخاوفه من تشكيل قوة موحدة في اليمن تفقده نفوذه داخل الشرعية وسيطرته على مؤسستي الجيش والأمن.

خندق واحد

وكان وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي، التقى الوفد العسكري للقوات المشتركة في مأرب، وأكد أن المبادرة «عبرت عن الحرص على لم الشمل ونبذ الفرقة، ولملمت الشتات الذي افتعلته وسائل إعلامية، وفرقت بين زملاء السلاح. نحن ليس لدينا سوى عدو واحد يستهدف أمن اليمن واستقراره».

ونوّه وزير الدفاع بأن «الجميع في جبهة واحدة وفي خندق واحد، ووصول الوفد مع القافلة رفع المعنويات، وأزاح الضباب والحواجز بين الأطراف، والتي سببتها بعض وسائل الإعلام». مشيراً إلى أنه يتم حالياً تدارس خطة لاستقبال ألوية عسكرية من الساحل الغربي في جبهات مأرب.

وشدد رئيس الوفد العسكري للقوات المشتركة، العميد الركن طه الجعمي، في اللقاء على أن الجميع في مأرب والساحل الغربي يخوضون «معركة واحدة، ويواجهون عدواً واحداً يتمثل في ميليشيات الحوثي الإرهابية». مؤكداً جاهزية القوات المشتركة لإرسال ألوية عسكرية إلى محافظة مأرب في أي وقت، و داعياً إلى تشكيل «غرفة عمليات مشتركة، للقضاء على المشروع الإيراني الذي دمر البلاد، وأهلك الحرث والنسل».

واعتبر محافظ مأرب، سلطان العرادة، هذه المبادرة ذات «دلالة كبيرة في الداخل والخارج، ورفعت معنويات الجميع في المحافظة؛ لشعورهم بأن لهم إخوة على استعداد كامل لمشاركتهم في معركة شعبنا ضد ميليشيات الحوثي في أي لحظة».

وقال رئيس هيئة الأركان العامة الفريق عزيز بن صغير، لوفد القوات المشتركة: «نحن وأنتم وكل أحرار اليمن في خندق واحد، وهدفنا واحد هو أمن واستقرار اليمن، سلامة اليمن أرضاً وإنساناً من الدنس الإيراني، كلنا نمضي في نسق واحد من أجل القضاء على هذا المشروع».

دعوة ثابتة

وقال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، إن القوات المشتركة «اكتشفت بوضوح خطة الميليشيات الحوثية في إسقاط الجبهات واحدة تلو الأخرى، مستغلة بذلك الخلافات في الصف اليمني التي يشعلها الإخوان.

وقال الطاهر لـ«الرؤية»: «كان إرسال القوات المشتركة لقافلة غذائية إلى المقاتلين في الجيش اليمني في جبهات مأرب، الحجر الذي حرك المياه الراكدة، وإزالة التخوفات التي صنعها الإخوان من أن القوات المشتركة صنعت من أجل القضاء على الشرعية، وفقاً لما تروجها وسائل الإعلام الإخوانية، وكشفت عن النية البيضاء لمقاتلي الساحل الغربي لتؤكد على أن العدو هو إيران و أذرعها في المنطقة، وأن العدو هو الحوثي لا سواه».

وأشار إلى أن المبادرة «كانت ضربة قوية وقد تكون القاضية على الأزمات التي تصنعها جماعة الإخوان في سبيل بقاء الحوثي وإفشال التحالف العربي، ولقد تبين ذلك من خلال الطوارئ التي أعلنها إعلام الإخوان. يحاولون بكل السبل إعادة الفتنة؛ لكي تبقى قبائل مأرب تقاتل وحدها الحوثيين».

واستطرد: «لم الصف هي دعوة ثابتة للقوات المشتركة منذ أن بدأ الحوثي إسقاط نهم والجوف، ولولا التشكيك الإخواني، وعمله المتكرر في تفرقة الصف وإضعاف الشرعية، لكانت الأمور مختلفة تماماً، ولم نكن نرى تلك المساحات تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، بل كنا سنشهد حواراً سياسياً مع الميليشيات لتسليم صنعاء دون قتال، والانخراط في صفوف الشعب والتخلي عن إيران».

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن إضعاف الإخوان وإفشالهم دعوات لتوحيد الصف، هو ما ساعد في تقوية شوكة الحوثيين، ولولا ذلك «كنا سنرى الحوثيين على طاولة الحوار يبحثون عن مخرج لتنفيذ المرجعيات الثلاث بكل بنودها، بشرط أن يتخذ التحالف العربي القرار الحاسم في توحيد الجبهات؛ لأن الاعتماد على الحوار السياسي مع جماعة طائفية إرهابية هو مضيعة للوقت».