الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

النازحون في مأرب يواجهون المجهول مع اشتداد القتال في شمال اليمن

النازحون في مأرب يواجهون المجهول مع اشتداد القتال في شمال اليمن

أحياناً تقيم 7 عائلات في خيمة واحدة. (أ ف ب)

وجد اليمني محفوظ عبده أحمد نفسه مضطراً مرة أخرى إلى خوض تجربة النزوح المريرة مع عائلته والفرار من مخيم قرب مدينة مأرب، بعد وصول الاشتباكات إلى المنطقة، مع تقدم ميليشيات الحوثيين الإرهابية نحو المدينة.

ومنذ أكثر من عام، يحاول الانقلابيون الحوثيون المدعومون من إيران السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط، بهدف وضع أيديهم على كامل الشمال اليمني.

وبعد فترة من التهدئة، استأنف الحوثيون في الثامن من فبراير هجومهم على القوات الحكومية في أفقر دول شبه الجزيرة العربية منذ مارس 2015.

وللمرة الثانية خلال 5 أعوام، وجدت أسرة أحمد، كغيرها من مئات العائلات النازحة، نفسها مضطرة للفرار من مخيم الزور في صرواح، على بعد 30 كم من مدينة مأرب. قامت بجمع حاجياتها البسيطة وفرت إلى مخيم في منطقة جو النسيم، التي تبعد 3 كم عن مأرب شمال غرب المدينة.



وكانت أسرة أحمد نزحت عن منزلها في 2016 من تعز في جنوب شرق اليمن، واستقرت في مخيم الزور قبل أن تضطر الأسبوع الماضي لمغادرته.

ويقول محفوظ أحمد الذي جلس داخل خيمة يتشاركها مع 10 أشخاص لوكالة فرانس برس: «كنا نحو 600 أسرة تعيش في مخيم الزور، والآن تشتتت هذه العائلات». ويضيف «البعض ذهب للسكن مع أقرباء له. هناك 3 إلى 4 أسر تسكن في خيمة واحدة هنا، وأحياناً 7 عائلات في خيمة واحدة. الوضع لا يعلم به إلا الله».

بالنسبة لزوجته حورية، فإن الوضع لا يطاق. وتقول: «نحن نعيش في خيمة واحدة، الحمام داخل الخيمة والمطبخ أيضاً. نحن 10 أفراد ننام في هذه الخيمة. أسرتان في خيمة واحدة».



وتشكو حورية أن أطفالها لا يستطيعون التعلم، موضحة: «تركوا المدرسة. كنا بخير في السابق وكانوا يدرسون ولكن الآن تركوها. لم نجد المدارس ولا المدرسين ولا نعلم كيف نتصرف من أجل مصلحتهم».

وبقيت مدينة مأرب الواقعة على بعد حوالي 120 كم شرق العاصمة صنعاء، حيث يفرض الحوثيون سيطرتهم منذ 2014 بمنأى عن الحرب في بدايتها، لكن منذ عام تقريباً، اقتربت المعارك منها، لا سيما خلال الأسبوعين الأخيرين.

ولطالما اعتُبرت مدينة مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هرباً من المعارك، أو أُمِّلوا ببداية جديدة في مدينة ظلّت مستقرة لسنوات، لكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران. وتضم محافظة مأرب وعاصمتها المدينة التي تحمل الاسم ذاته، 140 مخيماً للنازحين.



وأعربت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي عن قلقها من تعريض ملايين المدنيين للخطر جراء التصعيد العسكري في مأرب. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث لمجلس الأمن الدولي إن هجوم الحوثيين «يجب أن يتوقف»، وحذّر من «كارثة إنسانية» ومن تعريض «ملايين المدنيين للخطر، خصوصاً مع وصول القتال إلى مخيمات النازحين».



ويشهد اليمن بعد 6 سنوات من الاقتتال على السلطة، في نزاع حصد أرواح الآلاف، انهياراً في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها، فيما يعيش أكثر من 3.3 مليون نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.

وفي مخيم جو النسيم، بدأت الأسر التي قدمت مؤخراً، بالاستقرار، لكنها تخشى أن يطول القتال ويتوسع. ويفتقر الموقع إلى أبسط الاحتياجات الأساسية، بحسب النازحين ومنظمات إنسانية.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة أوليفيا هيدون: «الوضع سيئ ومعظم الأسر بحاجة ماسة إلى المأوى والمواد غير الغذائية والمياه والصرف الصحي والمساعدات الصحية والغذائية».



وبحسب هيدون، نزحت 1048 عائلة من منطقة صرواح وحدها منذ الثامن من فبراير. والفرار ليس بأمر جديد على علي التهامي الذي يصف حياته بالصعبة جداً. فقد نزح التهامي في البداية من الحديدة في غرب اليمن، ثم إلى محافظة ذمار في وسط البلاد، قبل النزوح إلى مأرب.

ويقول: «واجهنا معيشة صعبة ثم نزحنا إلى صرواح، لكن أتتنا مشاكل الحرب، بعد ذلك نزحنا الى مأرب. نحن مستاؤون من الوضع» في بلد يشهد أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، ويواجه ملايين من سكانه خطر المجاعة.

ويضيف بحسرة: «فاعل خير تبرع لنا بالخيمة. أولادي مرضوا من شدة البرد، لا نملك البطانيات ولا خزانات مياه، حتى الحمامات غير متاحة لنا».