الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بـ«صفر» خدمات أساسية.. السوريون تحت رحمة البرد والحرمان

بـ«صفر» خدمات أساسية.. السوريون تحت رحمة البرد والحرمان

لاجئون سوريون. (رويترز)

شدد تقرير لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن على أن معاناة السوريين خصوصاً في مخيمات النزوح، وصلت لدرجتها القصوى مع انعدام القدرة على الحصول على الخدمات الأساسية.

وأوضح التقرير أن هناك عقبات كثيرة في هذا المشهد المحزن، تتضمن العنف المسلح الذي يمنع عمال فرق الإغاثة من الوصول الآمن، إضافة إلى العقبات البيروقراطية المفروضة من بعض السلطات المحلية، ما يؤخر وصول المساعدات إلى مناطق دمرتها الحرب.

ولفت إلى أنه بعد عقد من اندلاع الحرب في سوريا، يعاني السوريون من تأثيرات جائحة كورونا بشكل مرعب، حيث زادت معاناتهم، ومنعتهم من الحصول على الاحتياجات الضرورية.

ونقل التقرير معاناة إحدى النازحات بشمال شرق سوريا، وتدعى فرح (16 عاماً)، والتي حرمت من التعليم لأن أقرب مدرسة لها تبعد 15 كم، وليس لديها بطاقة هوية رسمية، ما يحرمها من مغادرة مخيم النازحين، وإذا أرادت استخراج بطاقة هوية جديدة، فعليها العودة إلى محل ميلادها في حمص، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر.

وأشار التقرير إلى أن نحو 6.8 مليون سوري يحتاجون للوصول إلى التعليم، وأن هناك 2.5 مليون طفل خارج المدارس، بسبب تدمير الكثير منها خلال الحرب، كما أن بعضها بعيدة عن مناطق مخيمات النازحين، ما يدفع الأطفال للسفر لمسافات كبيرة للوصول إلى المدارس.

وتطرق إلى أزمة السوريين مع فقدان بطاقات الهوية الرسمية، سواء لضياعها خلال النزوح، أو لمصادرة السلطات المحلية لها، فالأطفال الذين ولدوا أثناء النزوح لا توجد لهم أي أوراق رسمية تثبت وجودهم، وبدون وثائق الهوية يواجه السوريون عقبات تحد من حرية تحركهم، كما أن الأمر يحرمهم من الحصول على الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية.

ولفت إلى أن كل ذلك يعني أهمية إيجاد الخدمات المتنقلة لتصل للجميع، مثل السجلات المدنية المتنقلة، والمنشآت التعليمية الطارئة، لتلبية احتياجات السوريين، وهو ما يتطلب موارد إضافية وإرادة سياسية.

وسلط التقرير الضوء على محنة النازحين في شمال غرب سوريا، حيث يعانون البرد القاسي، وفي ظل غياب وسائل للتدفئة، و«المفزع أنه خلال العام الحالي، ينام نحو 80 ألف نازح في العراء، وتتوقع منظمة الهجرة الدولية أن يموت الآلاف بسبب البرد».

وأشار التقرير إلى أن تأثيرات جائحة كورونا ضاعفت العراقيل أمام وصول الخدمات للسوريين، مع فرض حظر التجول والقيود المفروضة على الحركة، فالمسافة من دمشق إلى بلدة «جديدة الفضل» في محافظة القنيطرة، 14 كم، ولا تستغرق سوى 21 دقيقة بالسيارة، ولكن القيود على تحركات فرق الإغاثة، أدت للوصول إليها في 37 يوماً، لتقديم الخدمات للأهالي الذين باتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية.