السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«حملة الغدر».. ميليشيات الحوثي تنفذ اغتيالات واعتقالات ضد شيوخ قبائل صنعاء

«حملة الغدر».. ميليشيات الحوثي تنفذ اغتيالات واعتقالات ضد شيوخ قبائل صنعاء

أنصار الحوثي في صنعاء. (أ ف ب)

شنت ميليشيات الحوثي حملة اعتقالات واغتيالات، تستهدف العديد من شيوخ القبائل البارزين في العاصمة صنعاء، خلال الأسبوع الماضي، بسبب عجزهم عن تأمين أعداد كبيرة من قبائلهم للقتال في صفوف الميليشيات، وتخاذلهم عن المساهمة في حملات «المجهود الحربي» التي تفرضها الميليشيات لجمع الأموال من القبائل، كما هددت شيوخاً آخرين واتخذت إجراءات لمنعهم من المغادرة إلى المناطق المحررة.

حملة اعتقالات

أكدت 3 مصادر متطابقة لـ«الرؤية» أن الميليشيات الحوثية اعتقلت 13 شيخاً قبلياً بارزاً في صنعاء، منذ 16 فبراير الجاري، في حملةٍ مفاجئة، أعقبت حملة مماثلة استهدفت شيوخ القبائل في محافظة عمران المجاورة مطلع الشهر الجاري.

وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات أبلغت بعض القبائل، بأنها تأخذ شيوخها لعقد اجتماعات في محافظة صعدة، بهدف تحشيد مقاتلين جدد، وبحث سبل دعم «المجهود الحربي» معهم؛ لكن شيوخ القبائل الذين تم أخذهم من مناطقهم، خاصة في مديريات همدان وأرحب وبني مطر، لم يعودوا إلى بيوتهم إلى اليوم، وانقطعت كل وسائل الاتصال بهم منذ أخذهم.

وأوضحت المصادر أن الميليشيات الحوثية نقلت الشيوخ المعتقلين إلى سجون سرية، وهددت أسرهم بذات المصير، في حال أفصحوا عما حدث، أو أشاعوا عمليات الاعتقال لوسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية، وهو ما أجبرهم على التزام الصمت.

عمليات الاغتيال

وفي أعقاب ذلك، دشنت ميليشيات الحوثي يوم 19 فبراير الجاري، عمليات الاغتيال العلنية، مستهدفةً شيوخاً بارزين، حيث قتل في اليوم ذاته ليلاً الشيخ «أبونشطان» أحد أبرز شيوخ قبيلة «أرحب» والذي لقي حتفه برفقة 4 من أفراد أسرته، بنيران عصابة مسلحة، أرسلتها الميليشيات الحوثية للتخلص منه، بقيادة المشرف الحوثي «أبوخالد الراعي».

وعلى خلفية مقتل أبونشطان، حاول بعض من أنصاره الاحتجاج للمطالبة بتسليم قتلته، إذ خرجوا في مجموعات قبلية مسلحة إلى شوارع حي «الجوية» في منطقة الروضة بمديرية بني الحارث شمال صنعاء، وقطعوا خطوط السير في المنطقة، قبل أن تداهمهم الميليشيات وتعتقل عدداً منهم بتهمة «إقلاق السكينة وإثارة الفوضى».

وبحسب المصادر فإن أبونشطان كان من أوائل شيوخ القبائل الذين انضموا إلى الميليشيات الحوثية عقب الانقلاب في 2014، وكان من أبرز من ساعدوها في اقتحام عدة محافظات، من خلال تحشيد مئات المقاتلين من أبناء قبيلته لمؤازرة الحوثيين؛ لكنه أصبح في الأخير هدفاً سهلاً لميليشيات الحوثي.

كما اغتال مسلحون حوثيون، الاثنين الماضي، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، والشيخ القبلي في محافظة عمران، مهلهل أحمد ضبعان، الذي خدم الميليشيات لسنوات، ثم اغتالته في نهاية المطاف بمديرية «شُعوب» الواقعة بصنعاء، والتي كان يعمل فيها مشرفاً أمنياً للحوثيين، إضافة إلى منصبه عضواً فيما يسمى بـ«مجلس التلاحم القبلي» التابع للميليشيات.

مواقع التواصل تكشف الجرائم

وعلى الرغم من تكتم الميليشيات الحوثية عن هذه الحوادث، إلا أن نشطاء وحقوقيين تناولوها على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها «أحداثاً مهمة تكشف الطبيعة الدموية للحوثيين، حتى مع من ناصروهم، وتذكر المجتمع اليمني بأن الميليشيات الحوثية جماعة لا يمكن التعايش معها، وهي تكرس ثقافة الدم والقتل على من استخدمتهم ذات يوم، جسراً للعبور من خلاله، وتحقيق غايتها ثم غدرت بهم»، كما يعلق الصحفي والكاتب أدونيس الدخيني.

وأضاف الدخيني لـ«الرؤية» قائلاً «هذا التوجه الجديد للحوثيين لن يتوقف عند ضبعان وأبونشطان، وسيأتي الدور على كل شيوخ القبائل الذين أباحوا مناطقهم للحوثيين، وخانوا ولاءهم الوطني، ما لم يبادروا إلى التراجع عن مواقفهم، والخروج من تحت عباءة الميليشيات، التي حولت القبائل إلى مجرد خزائن بشرية لاستجلاب المقاتلين منها، ولم يعد لشيوخ هذه القبائل أي دور يذكر سوى الخضوع للحوثيين».

وأكد الناشط والمدون عبدالباسط الشاجع أن «‏الشيخ ضبعان ساند ميليشيات الحوثي في اقتحام البوابة الشمالية لصنعاء، وتماهى مع مشروعها الدموي، فعينته مشرفاً أمنياً في شعوب، وعضواً في مجلس التلاحم القبلي ثم ختمت مسيرته بقتله بطريقة مروعة».

كما قال الناشط السياسي عيسى الشلفوت على تويتر «‏الميليشيات مستمرة في تصفيات شيوخ عمران الذين سهلوا دخولها، وخانوا قبائلهم من أجلها، وقد وصل عدد من تمت تصفيتهم واغتيالهم إلى 11 شيخاً، وذلك بتصفية الشيخ ضبعان أحد شيوخ حرف سفيان بمحافظة عمران في صنعاء، وقبله بأيام الشيخ الوروري و9 آخرين».

ولفتت مصادرُ لـ«الرؤية» إلى تهديدات تلقاها شيوخ آخرون من قبل ميليشيات الحوثي، بعد ما أشيع أن بعضهم يخططون لمغادرة مناطق الحوثيين، إلى المناطق المحررة، خشية أن يواجهوا مصير الاعتقال أو الاغتيال؛ مشيرة إلى أن الميليشيات عممت أسماء العشرات منهم في النقاط الأمنية والعسكرية، بمداخل ومخارج المدن، وشكلت أيضاً فرقاً من جهاز الأمن والاستخبارات التابع لها لتعقب تحركاتهم في العاصمة.