الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سفير الإمارات يقدم أوراق اعتماده إلى رئيس اسرائيل

سفير الإمارات يقدم أوراق اعتماده إلى رئيس اسرائيل
قدم السفير محمد محمود آل خاجه اليوم الاثنين أوراق اعتماده إلى رؤوفين ريفلين رئيس دولة إسرائيل كأول سفير لدولة الإمارات لدى دولة إسرائيل.

وجرت مراسم استقبال رسمية للسفير الإماراتي وعزف السلام الوطني لدولة الإمارات قبل أن يقوم بتسليم أوراق اعتماده إلى رئيس دولة إسرائيل.

وقال الرئيس الإسرائيلي ريفلين في كلمته عقب مراسم التسليم " إنها لحظة خاصة مميزة بالنسبة لي كرئيس لدولة إسرائيل".


وأكد أن دولة الإمارات دولة محبة للسلام واستطاعت أن تحول الصحراء إلى جنة مزدهرة وأضحت اليوم مركزاً عالمياً في مجال التكنولوجيا والابتكار والعلوم المتقدمة.


وقال " إننا نتطلع إلى تعميق علاقات الصداقة بين بلدينا" مؤكدا أنه بفضل القيادة الجريئة والحكيمة في البلدين نشهد هذا اليوم الذي نرى فيه علم دولة الإمارات يرفرف بجانب العلم الإسرائيلي.

وأضاف " أن الشعب الإسرائيلي سعيد ويرحب بكم سعادة السفير بحفاوة " مؤكداً أن الاتفاقيات يتم توقيعها بين الزعماء ولكن السلام الحقيقي والدائم تقوم به الشعوب".

وأشار إلى أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن نقوم بها من أجل دفع شعبينا والشرق الأوسط إلى الأمام من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والاحترام المتبادل وترسيخ قيم السلام".

وقال ريفلين "أتطلع إلى نجاحكم سعادة السفير في بناء جسر السلام بين الدولتين وشعبينا" مختتما كلمته بالقول " أهلا وسهلا بكم".

من جانبه، قال السفير آل خاجه في كلمته "إنه لمن دواعي سروري أن أتحدث إليكم وأشكركم جميعاً على وجودنا معكم اليوم، كما يسعدني أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتمنياتهم إلى فخامتكم ولشعبكم المزيد من التقدم والازدهار والرخاء.. كما اسمحوا لي أن أعبر عن سعادتنا الغامرة بوجودنا على هذه الأرض وبوجود هذا الجمع من أصحاب المعالي والسعادة والسيدات والسادة".

وأضاف أن كلا من دولة الإمارات ودولة إسرائيل تحملان قواسم مشتركة ولديهما رؤية مستقبلية واحدة تحمل قيم التسامح والتعاون الآن أكثر من أي وقت مضى ولا شك أن الاتفاق الإبراهيمي التاريخي للسلام الذي تم توقيعه في البيت الأبيض في سبتمبر 2020 يفتح صفحه جديدة من العلاقات بين الدولتين ويعمل على تضافر الجهود لتعزيز الاستقرار والأمن في منطقتنا.

وأكد "إننا نشهد اليوم فكراً جديداً سيخلق مساراً أفضل لمنطقة الشرق الأوسط فالاتفاق الإبراهيمي للسلام يعد إنجازاً تاريخياً لن يقتصر أثره الإيجابي على الدولتين فحسب بل إننا نؤمن بأن ثماره ستنعكس على المنطقة بأسرها فكل خيار غير السلام سيعني دماراً وفقراً ومعاناة إنسانية".



وقال السفير آل خاجه "إن هذه الرؤية الجديدة التي بدأت تتشكل اليوم لمستقبل منطقة مليئة بالطاقات الشابة هي رؤية تنظر إلى مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا وأمنا، وكم يسعدنا أن تكون دولة الإمارات جزءاً من هذه الرؤية الجديدة للمنطقة التي تتوق نحو الاستقرار ونمو الطاقات البشرية ونحو مقاربة حضارية جديدة تفتح أبواب الفرص على مصراعيها ليستفيد منها مناصرو السلام والازدهار والمستقبل".

وأكد أن الاتفاق الإبراهيمي للسلام سيظل منارة مضيئة في التاريخ الإنساني لكل محبي السلام وهو ما خلق واقعاً جديداً فقد أصبح لدى الدولتين اليوم هدف مشترك وهو إحلال السلام والأمن في المنطقة، وبث روح التفاؤل والأمل بين شعوبنا، وفي هذا الصدد بدأت الدولتان في مواجهة التحديات التي يتعرض لها الأمن الإقليمي والدولي كهدف مشترك، وسأعمل بشكل دؤوب على تعزيز الروابط السياسية بين البلدين خدمة لشعبينا وللاستقرار الإقليمي.

وقال "إن الاتفاق الإبراهيمي للسلام يفتح آفاقا جديدة لخلق فرص عمل لشباب المنطقة فكل من الدولتين تمتلك أهم وأكبر الاقتصادات في المنطقة لدعم النمو وخلق الفرص، وقد باشرت الدولتان في التعاون على مستوى التبادل التجاري وفي مجال التعاون التكنولوجي".

وأضاف "ومن جانب آخر فقد فتحت إقامة علاقات دبلوماسية اعتيادية بين البلدين المجال واسعا لإيجاد مساحة واسعة للروابط بين الشعبين من خلال التبادل السياحي والتعاون في قطاعات مختلفة مثل التعليم والصحة وسأبذل كل الجهد لجعل هذه الروابط أشد متانة والتقريب بين ثقافات البلدين وشعبيهما".

وقال السفير آل خاجه إنه في هذه السنة الصعبة على العالم الذي يعاني من تداعيات جائحة "كوفيد-19" عززت دولة الإمارات التزاماتها تجاه المبادئ الرفيعة التي ارساها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" الذي علمنا أن وقوفنا مع كل محتاج أيا كان انتماؤه الديني أو العرقي هو واجب إنساني ومبدأ راسخ.

وأضاف "بهذا الصدد، فقد تعاونت كل من دولة الإمارات ودولة إسرائيل في الأبحاث العلمية لاحتواء "كوفيد - 19" وتصدرت الدولتان العالم في برامج اللقاحات ضد "كوفيد-19" فنحن نتعلم من بعضنا البعض ونتشارك هذه المعرفة مع العالم وهذا ما يجلبه السلام فاليوم تقف دولة الإمارات ودولة إسرائيل معاً في إنقاذ الأرواح واحتواء الجائحة من جهة وعودة فتح اقتصاد بلدينا بأمان من جهة أخرى".

واختتم كلمته قائلاً " أتوجه بالشكر الجزيل لفخامتكم ولكم جميعاً على استضافتي كأول سفير إماراتي لدى دولة إسرائيل، وأتعهد بالعمل على تقوية العلاقات الثنائية والتوجه بها نحو آفاق جديدة من التعاون لمصلحة بلدينا وشعبينا، وآمل أن نمضي قدماً في بناء سلام دافئ تنعم به شعوب المنطقة".



وعقب مراسم التسليم عقد رئيس دولة إسرائيل اجتماعا ثنائياً مع السفير آل خاجه.

وعبر الرئيس الإسرائيلي عن تمنياته بالتوفيق للسفير الإماراتي في مهام عمله بما يسهم في تطوير العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل وتعزيزها في مختلف المجالات مؤكداً على استعداد بلاده لتقديم كل دعم ممكن لتسهيل مهامه.

من جهته، أعرب السفير آل خاجه عن اعتزازه بتمثيل دولة الإمارات لدى دولة إسرائيل وحرصه على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيلها في شتى المجالات بما يسهم في دعم أواصر الصداقة بين البلدين.

وحمل الرئيس الإسرائيلي السفير تحياته إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتمنياته لدولة الإمارات حكومة وشعبا المزيد من التطور والنماء.

وكان السفير آل خاجه وصل إلى تل أبيب اليوم والتقى غابي اشكنازي وزير خارجية دولة إسرائيل.

وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والنمو الكبير الذي شهدته منذ توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام بالإضافة سبل تعزيز التعاون في المجالات كافة.

وتوجه اشكنازي بالتهنئة إلى السفير آل خاجه متمنياً له التوفيق في مهام عمله الجديد.

ونوه بالدور المهم لدولة الإمارات في قيادة التغيير الذي يؤدي إليه الاتفاق الإبراهيمي للسلام في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.