الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«الثالثة عربياً».. الأردن تفتتح قنصلية عامة في الصحراء المغربية

«الثالثة عربياً».. الأردن تفتتح قنصلية عامة في الصحراء المغربية

وزيري الخارجية المغربي والأردني من المؤتمر الصحفي.

افتتحت المملكة الأردنية الهاشمية، اليوم الخميس، قنصلية عامة لها في مدينة العيون بمنطقة الصحراء المغربية، لتصبح بذلك ثالث دولة عربية تُرْسِي تمثيلية دبلوماسية لها هناك، بعد الإمارات والبحرين، دعماً لوحدة المغرب الترابية، وتأكيداً على سيادته على صحرائه.

وترأس حفل افتتاح القنصلية الأردنية وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية، نائب رئيس الوزراء الأردني، أيمن الصفدي، بحضور مسؤولين مغاربة وأجانب، من بينهم السفير الأردني في المغرب، حازم الخطيب التميمي، والقنصل الإماراتي في مدينة العيون، عيسى البلوشي، وسط حضور عدد كبير من وسائل الإعلام الوطنية والدولية.

ويأتي افتتاح القنصلية الأردنية بعدما عبَّر ملك الأردن، عبد الله الثاني، خلال مباحثات هاتفية مع ملك المغرب، محمد السادس، عن رغبة بلاده في فتح قنصلية بمدينة العيون في منطقة الصحراء المغربية. وهو ما لاقى تقديراً وامتناناً من الملك المغربي. بحسب بلاغ للديوان الملكي المغربي في 19 نوفمبر الماضي.

وتعد الأردن ثالث دولة خليجية وعربية تفتتح قنصلية لها في منطقة الصحراء المغربية، المتنازع عليها بين المغرب وجبهة «الْبُولِيسَارِيُو» الانفصالية، بعد الإمارات في 4 نوفمبر، والبحرين في 14 ديسمبر، إلى جانب 15 دولة أفريقية افتتحت أيضاً تمثيليات دبلوماسية لها في مدينتي العيون والداخلة بالمنطقة المذكورة؛ لتأكيد سيادة المملكة المغربية عليها.

و يُنتَظر أن تفتتح الولايات المتحدة الأمريكية قنصلية لها في مدينة الداخلة من أجل أغراض اقتصادية، بعدما اعترفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بسيادة المغرب على كامل منطقة الصحراء المغربية في 10 ديسمبر الماضي.



الموقف الأردني

وقال وزير الخارجية-نائب رئيس الوزراء في الأردن، أيمن الصفدي، إن «افتتاح القنصلية يعتبر تأكيدا للموقف الأردني الثابت، الذي كان وسيبقى واقفاً إلى جانب الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وتأكيداً على أن الأردن تعمل مع المغرب من أجل التوصل إلى حل لقضية الصحراء المغربية، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة الحكم الذاتي، التي أطلقها المغرب، وتمثل الحل العملي المنطقي لهذه القضية».

ويستمر النزاع حول منطقة الصحراء المغربية بين المغرب والبوليساريو منذ سنة 1975، وهو تاريخ رحيل إسبانيا عن المنطقة بعد استعمارها لمدة 91 عاماً. وتطالب «البوليساريو»، المتواجدة بـ«مخيمات اللاجئين الصحراويين» في تندوف الجزائرية، والتي تأسست سنة 1973 لتحرير منطقة الصحراء من الاستعمار الإسباني، بمنح ساكني منطقة الصحراء الحق في تقرير مصيرهم، عبر تنظيم استفتاء يقررون من خلاله البقاء تابعين للمغرب أو الانفصال عنه، في حين يعتبر المغرب، الذي يحكم المنطقة حالياً، أن الصحراء جزء من أراضيه وتابعة له حتَّى قبل أن تستعمرها إسبانيا سنة 1884.

وأوضح الصفدي، في المؤتمر الصحفي الذي عقب الافتتاح، أن العلاقة بين المملكتين علاقة تاريخية قوية واستراتيجية متميزة، تبرز من خلال التعاون المستمر والتنسيق، الذي لا ينقطع ما بين قيادتي ومسؤولي البلدين على كل المستويات.

وأردف أن العلاقة الأردنية-المغربية تقدم نموذجاً في العلاقات العربية، تفرضه المصالح المشتركة، التي ستسهم في تحقيق أهداف الأمة العربية، وتحقيق التنمية لشعوبها، ومعالجة جميع التحديات المشتركة.

وشدد الصفدي على ضرورة توحيد الجهود في المنطقة العربية، والتركيز على مواجهة التحديات المشتركة، وتجاوز التوترات، حتى تستطيع تلك الدول خلق حياة فضلى لشعوبها.

مواقف ثابتة

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، إن افتتاح القنصلية الأردنية في العيون، يعد ترجمة عملية لعدد من المواقف الثابتة، التي ما فتئت تعبر عنها الأردن للمملكة المغربية، في كل ما تتخذه من خطوات لحماية مصالحها الوطنية، ووحدة أراضيها، وأمنها، وتثبت سيادتها على كامل التراب المغربي. بحسب بوريطة.

وتمتد منطقة الصحراء المغربية، الواقعة في جنوب المغرب، والخاضعة لحكمه، على مساحة تقدر بـ266 ألف كم مربع، وتطل على المحيط الأطلسي. ويقسمها المغرب إلى 3 جهات، وهي كَلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب.

وبيَّن بوريطة، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي، أن المغرب يعتز ويفخر بمواقف الأردن ويقدرها عالياً، مبرزاً أن تلك المواقف ليست غريبة على الدولة الأردنية.

وتحدث بوريطة عن حفاظ العلاقة بين المغرب والأردن على متانتها وتميزها، في ظروف عربية وإقليمية شديدة الدقة والحساسية. ونوه بالتشاور والتنسيق الموصولين بين البلدين حيال مختلف التحديات التي تواجه المنطقة العربية، مردفاً أن المغرب يحدوه اليوم عزم كبير على المضي في جعل هذه العلاقة نموذجاً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية-العربية.