الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بعد النجف وأور.. البابا يلتقي مسيحيِّي شمال العراق في أربيل والموصل

بعد النجف وأور.. البابا يلتقي مسيحيِّي شمال العراق في أربيل والموصل

بابا الفاتيكان مغادراً كاتدرائية «القديس جوزيف» في بغداد. (رويترز)

بعد محطته في النجف وأور، يتوجه بابا الفاتيكان فرنسيس في اليوم الثالث من زيارته التاريخية للعراق شمالاً، حيث يحيي قداساً في أربيل سيضمّ الآلاف، ثمّ يزور الموصل وقرقوش، اللتين عانتا على مدى 3 سنوات من انتهاكات تنظيم «داعش» الإرهابي.

وتحمل هذه المحطة من الزيارة أهمية كبرى، ولا سيما أن محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وتعرّضت كنائسها وأديرتها الضاربة في القدم لدمار كبير على يد التنظيم الإرهابي.

في الموصل، سيتلو البابا صلاة «من أجل أرواح ضحايا الحرب» اليوم الأحد. وما تزال آثار الحرب ظاهرة في تلك المدينة رغم مرور 3 سنوات على طرد التنظيم منها بعد معارك امتدت أشهراً طويلة بين القوات الحكومية العراقية والإرهابيين، خلّفت مئات الضحايا ودفعت الآلاف للنزوح.

كان البابا ندّد بكلمته، أمس السبت، من أور في جنوب العراق بـ«الإرهاب الذي يسيء إلى الدين»، مضيفاً «نحن المؤمنين، لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين. بل واجب علينا إزالة سوء الفهم».

يأمل عدنان يوسف وهو مسيحي من سكان نينوى «أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير لأبناء الشعب العراقي». كما يرى الأب جورج جحولة من قرقوش الواقعة على بعد 30 كم إلى جنوب الموصل أن «هذه الزيارة مهمة جداً لأنها ستساهم في رفع معنوياتنا بعد سنوات من المصاعب والمشاكل والحروب»، علماً أن أعداد المسيحيين تناقصت جداً على مر العقود بسبب الحروب والأزمات.

ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليوناً، بعدما كان عددهم 1.5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأمريكي للعراق.

ويلتقي الحبر الأعظم في المدينة القديمة بالموصل التي كانت في يوم من الأيام مركزاً للتجارة في الشرق الأوسط، لكنها الآن عبارة عن ركام، مسيحيي المنطقة. وفي شوارعها التي لا تخلو من الدمار، ارتفعت لافتات كُتب عليها «الموصل ترحب بالبابا فرنسيس».

ولا يوجد في نينوى ملعب رياضي مناسب أو كاتدرائية لإقامة قداس بابوي، كما يوضح رئيس أساقفة الموصل ميخائيل نجيب لـ«فرانس برس». ويضيف أن «14 كنيسة مدمرة، 7 منها تعود للقرون الخامس والسادس والسابع».

ويتمنى حسام الخواجة وهو مسيحي من سكان الموصل «أن تكون زيارة البابا حافزاً لإرجاع كافة المسيحيين». ولا يزال هناك عشرات آلاف النازحين من نينوى لم يعودوا إلى بيوتهم حتى الآن.

ولا تخلو زيارة البابا من تحديات أمنية، وتتم وسط إجراءات مشددة. ويعبر البابا خلالها مسافة 1445 كم، في سيارة مصفحة، أو في طائرة ومروحية خاصة، فوق أراضٍ لا تزال تختبأ فيها خلايا سرية مسلحة.

بعد الموصل، يزور البابا بلدة قرقوش. ويستعدّ سكانها لاستقباله بهدية فريدة تعكس تراث منطقتهم، عبارة عن وشاح صمم له خصيصاً، إضافة إلى استعدادات أخرى من زينة ورايات ترحيباً به.

ولبلدة قرقوش أو بغديدة تاريخ قديم جداً سابق للمسيحية. يتحدث سكانها اليوم لهجة حديثة من الآرامية، لغة المسيح، ولذلك تعدّ محطة مهمة في زيارة الحبر الأعظم. ولحق دمار كبير بقرقوش على يد الدواعش، ولا يزال الوضع الأمني فيها متوتراً مع انتشار الجماعات المسلحة.

كما يزور البابا هناك كنيسة الطاهرة التي دمرها تنظيم داعش، لكن أعيد ترميمها بالكامل.

وهذه أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق، يحقق فيها فرنسيس حلماً طالما راود البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني. لكن بالإضافة إلى التحديات الأمنية، تأتي الزيارة وسط تحدٍّ صحي أيضاً، مع زيادة بأعداد الإصابات بمرض كوفيد-19، حرمت الحشود من ملاقاة البابا وإلقاء التحية عليه.

وفي إحدى آخر محطات زيارته، يقيم البابا قداساً في الهواء الطلق في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق في ملعب يتسع لأكثر من 20 ألف شخص، لكن لن يضمّ سوى 4 آلاف. وتنعم أربيل بوضع أمني مستقرّ نسبياً، كما أن وضع البنى التحتية فيها جيّد.