الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بعد عام من انتشار كورونا.. كيف كان تأثير الوباء على الشرق الأوسط؟

بعد عام من انتشار كورونا.. كيف كان تأثير الوباء على الشرق الأوسط؟

اد الوباء من الضغط على الأنظمة الصحية الهشة أساساً في دول الصراعات - رويترز.

بعد مرور ما يقارب عاماً منذ بدء تفشي وباء كورونا وإعلان منظمة الصحة له على أنه وباء عالمي في 11 مارس 2020، كانت منطقة الشرق الأوسط من أوائل المناطق التي تفشى بها الوباء خارج الصين مما أدى إلى تفاقم الأزمات الحالية الناجمة عن الصراعات والهجرة القسرية.

إيران



سجلت إيران أول إصابة بفيروس كورونا في فبراير 2020، وهي واحدة من أولى حالات تفشي المرض خارج ووهان مهد الوباء في الصين، وفي غضون أيام أصبحت بؤرة لتفشي الوباء وامتلأت المستشفيات بالمرضى.

وفقاً لموقع «صوت أمريكا»، فإن الأرقام الرسمية في إيران، تشير إلى أن 60 ألف شخص لقوا حتفهم منذ تفشي المرض، ولكن هناك توقعات بأن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير.

وقال بهنام بن طالبو الذي يعمل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن للموقع، إن الأخطاء المبكرة التي ارتكبتها الحكومات كانت السبب في إزهاق المزيد من الأرواح.

وأضاف: «الحكومة الإيرانية أنكرت وجود الوباء في البداية ومن ثم قللت من شأنه، عندما تكون صحة ورفاهية الشعب ليست أولوية ويأتي وباء عالمي سيتحمل المواطنون العبء الأكبر».

وعلى الرغم من ذلك تصر إيران على أنها فعلت ما في وسعها لاحتواء تفشي المرض ونفت الاتهامات بأنها تخفي العدد الحقيقي للوفيات.

وبحلول 11 مارس 2020 عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية التفشي على أنه جائحة عالمية، كان الفيروس قد انتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

دول الصراعات والأزمات

وفي البلدان التي تعاني من الصرعات كاليمن وسوريا، زاد الوباء من الضغط على الأنظمة الصحية الهشة أساساً، وفي مايو حذرت الأمم المتحدة من أن النظام الصحي في اليمن والذي كان بالأصل ضعيفاً جداً بسبب سنوات من القتال قد انهار بالكامل.



وفي لبنان الذي يشهد أسوأ أزماته السياسية والاقتصادية، تفاقمت الأوضاع بالفعل أثناء الوباء وبعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي مما دفع البلاد إلى حافة الهاوية.

وبحلول سبتمبر تفاقمت حالات تفشي الوباء في العديد من مخيمات اللاجئين في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، بينما اجتاحت الموجة الثالثة من الوباء أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية فين نهاية 2020.



وعلى الرغم من آثار الوباء في المنطقة، إلا أن أداء الشرق الأوسط كان أفضل مما كانت تخشاه منظمة الصحة العالمية التي ما زالت تحذر من أن الوضع ما يزال غير مستقر.

وقال أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، إن حوالي 6 ملايين شخص أصيبوا في المنطقة منذ بداية الوباء.

وأضاف: «لسوء الحظ مات حوالي 140 ألف شخص في منطقتنا حيث يعاني الناس ومؤسسات الرعاية الصحية باستمرار من الحروب والكوارث الطبيعية والأمراض في حين يتطلب هذا الفيروس كل جهودنا».

جهود التطعيم

أطلقت إسرائيل أسرع برنامج تطعيم جماعي في العالم، حيث تلقى أكثر من نصف السكان الجرعة الأولى من اللقاح، وبدأت الدولة تدريجياً في تخفيف الإغلاق.

وقال الدكتور بيتر دروباك خبير الصحة العالمية بجامعة أكسفورد: «التخطيط المبكر كان أمراً أساسياً لقد قاموا بالأمر بشكل صحيح من حيث اتفاقيات الشراء والحصول على اللقاحات في وقت مبكر».

وتختلف معدلات التطعيم بشكل حاد بمنطقة الشرق الأوسط، وتتخلف الضفة الغربية وقطاع غزة عن إسرائيل، وتقول الأمم المتحدة إن على إسرائيل توفير اللقاحات بموجب القانون الدولي، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تؤكد أن الرعاية الصحية هي مسؤولية السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو لعام 1993.

وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية في الشرق الأوسط في سرعة وتيرة إعطاء لقاحات كورونا، وحتى الآن تجاوز عدد الجرعات التي تم تقديمها الستة ملايين جرعة، وبلغ معدل توزيع اللقاح 63.43 جرعة لكل مئة شخص، وحتى الثاني من مارس الماضي تم تقديم اللقاح لـ 3 ملايين و614 ألفاً و70 شخص في البلاد.



والعديد من دول المنطقة اعتمدت استخدام اللقاحات الصينية والروسية الصنع، وتأمل الكثير من الدول من الاستفادة من برنامج كوفاكس العالمي والذي يوفر اللقاحات للدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.