الجمعة - 23 مايو 2025
الجمعة - 23 مايو 2025

مع خسارته «الغطاء المسيحي».. حزب الله يخشى تزايد دور الجيش اللبناني

خصمت الأزمة اللبنانية من تأييد الشارع للحلفاء المسيحيين لجماعة حزب الله ما يحرمه من «الغطاء المسيحي» مع اتجاه التأييد إلى الكنيسة المارونية في بكركي، وبروز أهمية الجيش اللبناني وقائده العماد جوزيف عون.

ولفت تقرير نشره مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إلى تحذير قائد الجيش اللبناني، العماد عون، في خطاب في 8 مارس الجاري، من الوضع المزري الذي يواجهه الجيش وجنوده، في ظل الأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة اللبنانية، ما جعل رواتب الجنود متدنية إلى نحو 60 دولاراً شهرياً، وتضمنت كلمته رسائل سياسية ضدّ النُخب الحاكمة.

ولفت التقرير إلى علاقة الجيش اللبناني بحزب الله، فعناصر الجيش كانت تنسق مع ميليشيات حزب الله منذ سنوات، ودعَموا حملاتها القمعية، لكن الجيش حافظ على بعض الاستقلالية، بشكل جزئي، بفضل برنامج المساعدة الأمريكية التي يوفّر له التدريب والمعدّات. لكن الأوضاع تغيرت مؤخراً، ففي نوفمبر الماضي فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على النائب جبران باسيل المتحالف مع حزب الله، ما يعرقل مساعيه للوصول لرئاسة الجمهورية، العام المقبل خلفاً لصهره الرئيس ميشال عون، وفتحت الطريق أمام قائد الجيش، ما دفع حزب الله إلى العمل على تشويه سمعة العماد عون، وسمعة الجيش اللبناني.

الغطاء المسيحي

وذكر التقرير أن باسيل والرئيس عون، وهما من الطائفة المسيحية المارونية، أصبحا لا يتمتعان بدعم الشارع المسيحي، والذي انتقل تأييده إلى الكنيسة المارونية في بكركي، موضحاً أهمية دور بكركي ضد حزب الله. ففي 27 فبراير الماضي، هاجم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حزب الله، معتبراً أنّ السبب الأساسي للأزمة اللبنانية، هو إصرار حزب الله على الاحتفاظ بترسانته الضخمة من الأسلحة، والتدخّل في الشؤون الإقليمية لصالح إيران، وقال «نريد أن تبسط الدولة سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، ونريد توفير الدعم للجيش، وجعله المدافع الوحيد عن لبنان»، ما جعل الكاردينال الراعي يلقى تأييداً كبيراً من المؤسسات والقادة المسيحيين اللبنانيين، ليتحول الجزء الأكبر من التأثير على المجتمع الماروني من قصر بعبدا، إلى بكركي.

وأشار التقرير إلى أن حزب الله أدرك ذلك التحول، فلجأ لمهاجمة الكاردينال الراعي، للحفاظ على مساندة الغطاء المسيحي، لأن خسارة ذلك الغطاء تعني أن الحزب سيمنى بخسائر كبيرة بالانتخابات النيابية المقبلة.

سيطرة حزب الله

وذكر التقرير أن الكثيرين يتوقعون استمرار تدهور الوضع الأمني الداخلي في لبنان، لذلك من المرجح أن يضطرّ الجيش اللبناني إلى تحمّل عبء الحفاظ على الاستقرار واحتواء الفوضى في الشوارع، مما يزيد من أهمية دور الجيش رغم ما يواجهه من أزمات.

وأكد التقرير أن حزب الله حقق دخلاً كبيراً من خلال تهريب السلع المدعومة من الدولة، في ظل سيطرته على المعابر الحدودية الشرعية، والعديد من المعابر غير الشرعية مع سوريا، والتي يُقدَّر عددها بنحو 129 معبراً، وتشير بعض التقارير إلى أن التهريب المستشري يُكلّف الدولة اللبنانية أكثر من 4 مليارات دولار سنويّاً، تغذي خزائن حزب الله.

دور الجيش اللبناني

وطالب التقرير واشنطن والمجتمع الدولي برسم خارطة طريق سياسية، والتعويل على الجيش اللبناني، وسيطرة الجيش لعمليات التهريب عبر الحدود، ما يحرم حزب الله من دخل كبير، ويعود به إلى الخزينة اللبنانية.

كما طالب التقرير بالتأكيد على عدم قيام الجيش اللبناني باستهداف المحتجين أو محاولة التصدي لحرية التعبير، والتشديد على حياد لبنان واستقلاله.

وطلب التقرير من واشنطن وحلفائها، التركيز على الانتخابات النيابية القادمة، والتأكد من إجرائها في مايو 2022، بطريقة ديمقراطية، تحت إشراف دولي، وتشجيع الجهات اللبنانية على تشكيل جبهة معارضة جديدة، تقوم على 3 محاور؛ هي الشارع، والبطريرك الماروني، وقائد الجيش، في مواجهة حزب الله وحلفائه.