الأربعاء - 21 مايو 2025
الأربعاء - 21 مايو 2025

النحل من ضحايا الحوثيين.. العسل اليمني يعاني مرارة الحرب

النحل من ضحايا الحوثيين.. العسل اليمني يعاني مرارة الحرب

عدم الاستقرار السياسي في البلاد أدى إلى محدودية وصول العسل اليمني للسوق العالمي - رويترز.

يعاني مربو نحل العسل في اليمن من عرقلة الحرب لأعمالهم، ما أثر على إنتاج العسل اليمني، وخاصة عسل السدر، المعروف بـ«الذهب السائل»، والذي يعد من أفضل وأشهر أنواع العسل في العالم.

ويبدو أن النحل هو الآخر كان من ضحايا ميليشيات الحوثي الانقلابية، فقد نقل تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، عن مربي النحل سعيد العليق (40 عاماً) قوله إنه ظل يعمل في تربية النحل منذ 10 سنوات، لكنه فقد كل ما كان بحوزته من نحل في عام 2015، بعدما دخل الحوثيون إلى شبوة، وأغلقوا الطرق، فمات النحل الذي يربيه بسبب نقص المياه، واستغرق الأمر منه فترة عامين، كي يعيد تجارته، ويربي النحل من جديد في 300 خلية أخرى، كلفته مليوني ريال يمني (حوالي 1850 جنيهاً استرلينياً)، والآن ينتشر نحله في أنحاء جبال وصحراء شبوة وساحلها وفق الموسم.

وتشير إحصاءات الأمم المتحدة، إلى أن هناك حوالي 100 ألف من صغار مربي النحل في اليمن، ينتجون حوالي 1580 طناً من العسل سنوياً، ويتم تصدير 840 طناً منها للخارج، وقد يصل سعر عسل السدر اليمني إلى 500 دولار للكيلوغرام.



ويؤكد الخبراء أن العسل اليمني، يستحق مكانة متقدمة في سوق العسل العالمي، إلا أن عقوداً من عدم الاستقرار السياسي في البلاد أدت إلى محدودية وصوله للأسواق العالمية.

وأشار التقرير إلى اهتمام الحكومة اليمنية الشرعية بالعسل، كوسيلة لجلب الأموال للبلاد، ولذا اعتبرته قطاعاً مهماً للتوسع فيه، كما عبر القائمون على تربية النحل، وتجار العسل للصحيفة عن حرصهم على تصدير «ذهبهم السائل» للعالم.

ولفت التقرير إلى أن مربي النحل في اليمن، يواجهون عدة تحديات؛ منها أن إغلاق الطرق أو القتال، يمكن أن يمنع انتقالهم بخلايا النحل، إلى مناطق وفيرة الأزهار، ما قد يؤدي لموت النحل، بالإضافة إلى خطر استخدام المزارعين للمبيدات الحشرية.

وأشار إلى مشكلة أخرى تواجه العاملين بتربية النحل، وهي الألغام الأرضية المزروعة في أنحاء البلاد، كما أن مربي النحل يفضلون التحرك ليلاً خلال نوم النحل، وهي الحركة التي قد يعتبرها المتحاربون في اليمن «تحركات مشبوهة»، وتجعلهم عرضة للخطر.



وذكر أنه برغم كل تلك التحديات، إلا أنه وفي ظل عدم وجود فرص للعمل في شبوة، فإن الكثيرين يتجهون للعمل في تربية النحل.

وأشار التقرير إلى إمكانية استيعاب العديد من مربي النحل الجدد، إذا ساعدت السلطات والجمعيات الخيرية في زراعة المزيد من أشجار السدر، وهي الخطوة التي يطلبها العاملون بتربية النحل، كما أن هناك خطوات إضافية؛ مثل إنشاء هيئة للمعايير، وإقامة نظام لشهادات سلامة الغذاء، يسمح لمربي النحل اليمنيين بتصدير العسل لسائر أنحاء العالم.