الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الحوثيون يتكتمون على إصابات ووفيات بفيروس كورونا بين قياداتهم

ضرب فيروس كورونا العديد من قيادات الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على مدى 3 أسابيع، على رأسهم رئيس الحكومة غير المعترف بها دولياً، وذلك بعدما تجاهلت الحكومة الانقلابية تفشى الفيروس بشكلٍ كبيرٍ في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن حاصداً حياة المئات من السكان.

وعلى الرغم من اعتراف الحكومة الشرعية في اليمن بتفشي موجة جديدة من فيروس كورونا دعتها إلى إغلاق المؤسسات التعليمية والترفيهية والتوجيه بمنع التجمعات وجملة من الإجراءات الاحترازية، يرفض الحوثيون الاعترافَ بحجم الكارثة في مناطق سيطرتهم، كما تمتنع سلطاتهم عن اتخاذ أية تدابير عملية للحد من تفشي الوباء الذي أصاب قيادات حوثية بارزة.

مطلوبون للتحالف

وقال مصدر مسؤول في وزارة الصحة التابعة للحوثيين لـ«الرؤية»، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن رئيس الحكومة غير المعترف بها عبدالعزيز بن حبتور، لا يزال يخضع للحجر الصحي في أحد مراكز العزل بالعاصمة صنعاء، إثر إصابته بالفيروس خلال اجتماع لحكومته مطلع الشهر الماضي شارك فيه وزير النقل زكريا يحيى الشامي الذي كان حاملاً للفيروس.

وفي 21 من مارس الماضي نعى قادة ومسؤولون في الميليشيا الحوثية اللواء زكريا يحيى الشامي الذي كان يشغل منصب وزير النقل في حكومة بن حبتور، وهو المطلوب الرابع على قائمة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بمكافأة قدرها 20 مليون دولار رصدها التحالف للقبض عليه أو تقديم معلومات تؤدي لاعتقاله.

وتسبب زكريا الشامي بنقل العدوى الى والده يحيى الشامي الذي يوصف بأنه «مهندس الانقلاب الحوثي»، وإلى أمه أيضاً التي توفيت بعد أيام على نجلها، في حين لا يزال والده يحيى الشامي المطلوب رقم 11 على لائحة التحالف العربي لأخطر 40 قيادياً حوثياً في وضع حرج للغاية بمركزٍ للعزل؛ ولم تستبعد مصادرُ «الرؤية» أن يكون قد توفي دون أن تكشف الميليشيا الحوثية عن ذلك.

عزل إجباري

وأكدت المصادر أن معظم أعضاء حكومة الانقلاب الحوثي أصيبوا بالفيروس، حيث لم يعقد منذ أسبوعين أي اجتماع علني لتلك الحكومة، والتي كانت تعقد اجتماعاتها باستمرار، كما غابت أخبار وزراء الانقلاب في ذات الفترة عن وسائل الإعلام الحوثية، ما عدا رئيس الحكومة الذي ظهر على قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين يتحدث من على سرير المرض بعد تداول أنباء عن وفاته حاولت الميليشيا نفيها بإظهار بن حبتور؛ لكنه بدا في اللقطات المذاعة في حالة صحية متدهورة.

ويشغل يحيى الشامي منصب مساعد القائد الأعلى للقوات المسلحة التابعة للحوثيين، وكان قد تقلد مناصب عسكرية قيادية كبيرة سواء قبل الانقلاب الحوثي أو في ما بعد، وهو من أبرز القيادات العسكرية التي ساعدت الحوثيين في اجتياح صنعاء والانقلاب على السلطة، كما أنه كان دليل الميليشيا في الوصول إلى أغلب مخازن سلاح الجيش اليمني آنذاك واستقطاب قادة الألوية والمعسكرات إلى صف الحوثيين.

وأشارت المصادر إلى وجود عشرات الوفيات والإصابات على مستوى موظفي الوزارات والمكاتب الحكومية والوكلاء، وذلك بسبب مخالطتهم للوزراء الحوثيين في الاجتماعات الوزارية المستقلة، خاصة أن بعض وزراء الميليشيا لم تظهر عليهم أعراض الفيروس وكانوا يعقدون اجتماعاتهم مع موظفيهم قبل أن تجبرهم الميليشيا على البقاء في مراكز العزل المخصصة، أو العزل المنزلي تحت حراسات مشددة.

منع الاجتماعات

وذكرت المصادر أن المجلس السياسي الأعلى «سلطة الحكم الحوثية»، أقر عبر رئيسه مهدي المشاط منع عقد أي اجتماعات في المجلس، وكذا تأجيل أية لقاءات مع زعيم الميليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي الذي كان يجري اجتماعات دورية مع قيادات الصف الأول في جماعته الانقلابية.

وأوضحت المصادر أن المجلس ذاته كلف قيادات نافذة في الميليشيا بتولي إدارة بعض الوزارات في الحكومة الانقلابية إلى حين إتمام الوزراء المصابين فترة العزل؛ مشيرةً إلى أن الميليشيا ترفض مصارحة الرأي العام بتفشي الفيروس أو اتخاذ إجراءات لفرض التباعد الاجتماعي خوفاً من فقدانها الكثير من الإيرادات المالية التي تجنيها من الأنشطة التجارية والخدمية، وهو ما يجعلها تُبقي الحياة العامة على طبيعتها.

وبحسب إحصاءات وزارة الصحة في الحكومة الشرعية فإن إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في اليمن بلغت 4531 حالة، توفيت منها 906 حالات. وتقتصر هذه الإحصاءات على المناطق المحررة ولا تشمل المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيين الذين يرفضون الاعتراف بتفشي الفيروس في مناطق سيطرتهم.