الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الحوثيون يرحّلون مئات المهاجرين الأفارقة قسراً ويعتقلون العشرات

وصل المئات من المهاجرين الأفارقة، اليوم السبت، إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية في اليمن، بعد ترحيل ميليشيات الحوثيين لهم قسراً، كما اعتقلوا العشرات، في العاصمة صنعاء، التي شهدت منذ يوم 8 مارس الماضي احتجاجات متواصلة للمهاجرين الغاضبين، بسبب مصرع العشرات من زملائهم حرقاً بمركز للاحتجاز بصنعاء، في جريمةٍ اعترف بها الحوثيون.

الترحيل القسري

وقال شهودُ عيان لـ«الرؤية» إن نحو 340 مهاجراً أفريقياً أغلبهم يحملون الجنسيتين الصومالية والإثيوبية، وصلوا إلى محافظتي تعز والضالع، في دفعات متفرقة قادمين من محافظة إب، بعدما أجبرتهم ميليشيات الحوثي على استقلال شاحنات من صنعاء، ثم أُجبروا على مواصلة السير على الأقدام، وعبور المناطق المحررة بهدف الاتجاه إلى عدن.

وقالت مصادرُ محلية بمديرية حيفان جنوبي محافظة تعز على الحدود مع محافظة لحج، إن الأهالي استضافوا عند الظهيرة أكثر من 200 مهاجر أفريقي، وقدموا لهم الماء والطعام، ثم واصل المهاجرون طريقهم عبر مناطق مفتوحة بمحافظة لحج، قاصدين مدينة عدن، لطلب العودة الطوعية إلى بلدانهم، عبر المنظمة الدولية للهجرة، التي سبق أن ساعدت مهاجرين سابقين، في العودة الطوعية إلى بلدانهم.

قمع واعتقال

ونقل مصدر محلي عن أحد المهاجرين قوله «ميليشيات الحوثي يعتقلون العشرات من زملائنا في صنعاء، بسبب الاحتجاجات التي شاركوا فيها للتنديد بجريمة إحراق آخرين منا في مركز للاحتجاز».

وتحدثت وسائل إعلام محلية، عن أن ميليشيات الحوثي، اعتقلت يوم أمس فقط 177 مهاجراً، تم ترحيل بعضهم في وقت لاحق، ولا يزال نحو 140 منهم يخضعون لإجراءات تعسفية من قبل الحوثيين، ولم يتسنَ لـ«الرؤية» التحقق من هذه المعلومة على الفور.

لقطات حزينة

وبث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد مصورة، تُظهر أفواجاً من المهاجرين، يدخلون مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، في حين أكدت المصادرُ المحلية أن من بين هؤلاء المهاجرين، نساء وأطفالاً، وعدداً من الجرحى تلقوا الرعاية الصحية الأولية من قبل الأهالي، الذين استضافوهم في منازلهم لساعات.

وقال أحد المهاجرين -بحسب المصدر- إن الميليشيات الحوثية أخضعت الجميع لإجراءات صارمة من بينها أخذ بصمات الإبهام والإجبار على كتابة تعهدات بعدم العودة إلى مناطق سيطرة الحوثيين؛ في حين اشتكت امرأة ضمن المهاجرين من ترحيلها فوراً، وعدم السماح لها باصطحاب أطفالها الذين بقوا وحيدين في المنزل بصنعاء.

ويوم أمس حرك الحوثيون رتلاً من الآليات والعربات المدرعة وعشرات المجندين من قوات مكافحة الشغب التابعة لهم، لتفريق تظاهرة للمهاجرين، خرجت على خلفية المحرقة المروعة، وتعرض بعضهم للضرب والاعتداء، ما تسبب في إصابة البعض بجروح متفاوتة.

جريمة حرق مركز الاحتجاز

وفي السابع من مارس الماضي، أحرق الحوثيون مركز احتجاز للمهاجرين بصنعاء، ما أسفر عن وفاة العشرات منهم، وإصابة آخرين، قبل أن تُحمّل الحكومة الشرعية ومنظمات دولية من ضمنها منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، ميليشيات الحوثيين المسؤولية على الحادثة.

وبعد أيام من إنكارهم الجريمة، أقر الحوثيون بمسؤوليتهم عن الحادثة؛ لكنهم في الوقت ذاته لم يقروا بحجم الخسائر، حيث خلقت الجريمة ردود فعل دولية منددة، وشكلت دافعاً للمهاجرين الأفارقة الذين يعانون من تعسفات وانتهاكات كثيرة باليمن، للخروج إلى الشارع، والاحتجاج على سوء المعاملة، والاعتداءات التي تطالهم من قبل الحوثيين.