الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أخطاء استراتيجية.. قائمة إخفاقات أمريكا في العراق

أخطاء استراتيجية.. قائمة إخفاقات أمريكا في العراق

قوات الحشد الشعبي عند الحدود مع إيران. (أ ف ب)

ارتكبت أمريكا مجموعة من الأخطاء الاستراتيجية في تعاملها مع العراق، والتي يجب مراعاة تجنبها في ظل التقارير الصحفية التي تشير إلى إجراء جولة محادثات جديدة قريباً بين الجانبين، لتأسيس نوع من العلاقة الاستراتيجية المستقبلية فيما بينهما.

ونشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تقريراً موسعاً عن أبرز الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها أمريكا بالعراق، وأسباب الفشل الأمريكي، وأشار التقرير إلى أن من أهم تلك الأسباب أن واشنطن تعاملت بشكل تكتيكي مع العراق وليس بشكل استراتيجي.

فمنذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003، كان التركيز الأمريكي على المخاطر اليومية بدلاً من وضع خطط ناجحة طويلة الأمد لإنشاء جيش وشرطة عراقية تتميز بالفاعلية، بالإضافة إلى نوع من برامج المساعدات الاقتصادية يمكنه أن يوحد الطوائف العراقية من العرب من السنة والشيعة، والأكراد، والأقليات الأخرى، تحت مظلة حكومة فعالة.



كما أخطأت واشنطن حينما قللت من أهمية العراق الاستراتيجية، فقد فشلت أمريكا في إعطاء العراق أهميته الاستراتيجية التي يستحقها، ودوره المحوري في احتواء نفوذ بعض الدول الإقليمية.


ولفت التقرير إلى أن واشنطن ركزت على الأعداء الخطأ في العراق، حين ركزت فقط على المتطرفين، كالقاعدة وداعش، ولم تتعامل مع الخطر الأكبر المتمثل في التدخل الخارجي.

كما أن أمريكا تسرعت في غزو العراق بدون أن تكون لديها خطة لمرحلة ما بعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، وتكرر الأمر حين خرجت القوات الأمريكية من العراق في 2011، فاستغلت داعش ذلك واحتلت أجزاء واسعة، وحينما اندفعت أمريكا مجدداً لمحاربة داعش لم تكن لديها خطط لمرحلة ما بعد اقتلاع داعش، واستغلت الميليشيات، الخروج الأمريكي، لتوسع نفوذها.

وذكر التقرير أن أمريكا قدمت مساعدات ضئيلة لقوات الأمن العراقية، وكانت خطوات واشنطن متواضعة في مجال إقامة قوات جيش وقيادة حكومية مناسبة، كما فشلت أمريكا في الحفاظ على تقديم الدعم العسكري والتدريب والمساندة.

وأكد التقرير أن أمريكا فشلت في معالجة أسباب العنف الداخلي في العراق، فلم تتعامل مع عدم إحراز أي تقدم في المجالات المدنية والفشل الحكومي والفساد السياسي، والمصالح الفئوية، وارتفاع مستويات التوتر الطائفي.

وأشار التقرير إلى الفشل الأمريكي في إجراء إصلاح اقتصادي وتقديم مساعدات اقتصادية فعالة للعراق، متجاهلة أن الاستقرار الاقتصادي والتنمية يكملان الجهود الأمنية.

وشدد التقرير على أن واشنطن تحتاج التعامل مع العراق بنظرة أوسع لتحقيق الاستقرار الإقليمي بدلاً من النظرة الضيقة، ويجب أن تهدف أمريكا لإقامة عراق قوي ومستقل، بحكومة فعالة ونمو اقتصادي وقوات أمن قادرة على مجابهة المخاطر الداخلية والخارجية، وهي أفضل وسيلة لتوحيد العراق.

ولفت التقرير إلى فشل أمريكا في الاستفادة من الحلفاء، في التعامل مع العراق ومشكلاته، كحلف الناتو في الناحية العسكرية، مشيراً لضرورة الاستفادة من الدول الأعضاء بالحلف كفرنسا وإيطاليا وخبراتهما في إنشاء قوات شبه عسكرية تستطيع التعامل مع الميليشيات الموجود حالياً بالعراق، كقوات الحشد الشعبي، بالإضافة إلى الاستفادة من المؤسسات الدولية كالبنك الدولي لتقديم المساعدة الاقتصادية للعراق.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن أمريكا تواجه 3 أعداء في العراق؛ أولهم خطر الخصوم المباشرين، وثانياً الضعف والانقسام والفساد في الحكومة وقوات الأمن، وأخيراً عدم تفهم أمريكا للتركيبة العراقية وتعقد الأوضاع بها.