الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«للمرة الأولى منذ سنوات».. صوم وسط صمت المدافع في ليبيا

استقبل الليبيون شهر رمضان المبارك هذا العام، بعد عشرية شهدت نشاطاً مكثفاً لتنظيمات إرهابية، واندلعت خلالها حرب بين الإخوة في الشرق والغرب، قبل أن يسدل الستار على الحرب لتدخل البلاد مرحلة جديدة من السلام والوحدة بين الأقاليم.

ومن بنغازي في شرق ليبيا، تقول رئيس تحرير صحيفة «الناس» ابتسام اغفير، إن رمضان في 2014، وهي السنة الأولى من الحرب الحقيقية في مدينتها، «كان أصعب رمضان يمر على الأهل، حيث كانت الحرب في أوج اشتعالها».

وتتذكر اغفير هذا العام الذي سيطر فيه تنظيم داعش الإرهابي على معسكر الصاعقة بالمدينة، وقتل العديد من شباب الجيش، مؤكدة أنها تبكي كثيراً كلما تذكرت تلك الأيام.


وأضافت اغفير لـ«الرؤية»: «في ذلك العام، تعسرت الحياة، وأصبحت شبه معدومة، المحلات أغلقت، والسيولة النقدية توقفت في المصارف، فأصبحنا نعيش بما تيسر لنا من رزق، ثم اعتاد الناس على ذلك، قبل أن تبدأ الحياة في العودة إلى طبيعتها رويداً رويداً».


رمضان في الأعوام التالية كان يسير بشكله الطبيعي، حسب اغفير، الناس تجهز له بكل تفاصيله، وعادت موائد الرحمن إلى الشوارع، رغم استمرار الحرب في درنة وسرت وبعدها طرابلس، ولكن أكثر ما نغص على الليبيين صيامهم، كان ضحايا الحرب، ففي كل شارع خيمة عزاء.

وتابعت «هذا العام توقفت الحرب، ونتمنى أن يمر رمضان دون رصاص أو دماء، وألا تفقد الأسر أحد أبنائها، حينها فقط سنشعر بأن الحرب قد انتهت، وأن الحياة عادت من جديد إلى الجسد الليبي الذي ينزف منذ سنوات».

واندلعت الاحتجاجات على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي في 17 فبراير 2011 وبعد مقتله في أكتوبر من ذلك العام انزلقت البلاد إلى حرب بين الفصائل المتناحرة.

ومن بنغازي في الشرق، إلى العاصمة طرابلس في الغرب، حيث تقول الصحافية الشابة أمل الزادم، إن رمضان لم يزر المدينة خلال العام الماضي، فالحرب خطفت كل بهجة، حيث اضطرت للنزوح هي وأسرتها بعيداً عن مناطق الاشتباك.

وأضافت الزادم لـ«الرؤية» أن «رمضان صعب جداً مع مظاهر الموت والدمار»، لكن المختلف هذا العام أنها عادت مع أسرتها لمنزلهم في طرابلس.

وتابعت أن الأجواء الرمضانية في طرابلس جميلة، واجتماع الأسرة على مائدة الإفطار له طابع خاص، «رمضان بدون حرب أفضل، والأجواء هادئة وخالية من التوتر والخوف على النفس والأحبة».

وأكدت أن رمضان الماضي يحمل ذكرى سيئة لها، حيث عاشت خلاله مغامرة صعبة اضطرت فيها لطهي الطعام على الحطب؛ بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الغاز.

وتتمنى أمل أن تكتمل مظاهر الشهر الفضيل هذا العام بصلاة التراويح في المساجد، لأن وباء كورونا زاد من معاناة المسلمين في بلدان عديدة، وحد كثيراً من التمتع بالروحانيات والطقوس المتعلقة بشهر رمضان.