الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

رمضان في المريخ.. سؤال بلا إجابة

مع تزايد الاهتمام بكوكب المريخ، تثور التساؤلات حول شكل الحياة المحتملة على الكوكب الأحمر. ومن ذلك ما سيكون عليه صوم شهر رمضان لمن يستوطنون المريخ إذا انتقل البشر إلى الحياة هناك. كيف سيكون التقويم؟ وتعاقب الليل والنهار؟ سألت الرؤية علماء في الفلك والدين عن أحكام الصوم في تلك الظروف، وسألت شباباً عن توقعاتهم لشكل الحياة في رمضان على المريخ. وكشفت الردود أن الإجابات لا تزال فيما يبدو بعيدة عن آفاق البشر.

يقول رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في القاهرة، الدكتور أشرف لطيف تادرس إن «العام الواحد على كوكب المريخ، يساوي نحو عامين على كوكب الأرض، وهو ما يعني أن الشهر على الكوكب الأحمر يزيد على 50 يوماً، وفيما يتعلق بشهر رمضان فسيكون الأمر معقداً، لأن الأشهر الهجرية مرتبطة بالأهلة وحركة القمر، والكوكب الأحمر به قمران، ربما يكون الواحد منهم هلالاً والآخر بدراً في نفس الوقت، وهو ما يصعب معه تحديد التقويم الهجري».

الصيام على الكوكب الأحمر

ومن جانبه، قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة «فهم صدر الأمة المسلمة من آل البيت والصحابة الكرام، عدم تقدير المسائل قبل وقوعها، فقد جاء رجل إلى واحد من أكابر الصحابة رضي الله عنهم، فسأله عن مسألة لم تحدث، فقال له: أحدثت؟ قال: لا. فأجابه: دعنا في عافية إلى أن تحدث».

وأضاف كريمة لـ«الرؤية» أن «الحكم في هذه الافتراضات أن لكل حادثة حديث، مصداقاً لقول الله تبارك وتعالى "ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً".

وتابع أن «الرأي الفقهي في هذه الوقائع المفترضة، يجب أن يصدر بشكل جماعي عن الأزهر الشريف، أو مؤسسات الفتوى في الدول الإسلامية، وليس من آحاد العلماء».

حياة الشباب على المريخ

وقال الشاب الليبي مهند شريفة إن «الحياة على سطح الكوكب الأحمر ستكون لها ملامح مختلفة، وتفاصيل مثيرة، ستدفع بالخيال البشري لصدمة حضارية جديدة، وبالتالي طقوس صوم شهر رمضان، ستأخذ بدورها طابعاً "فنتازياً"، يجمع بين الواقعية الشديدة، والخيال المفرط.

وأضاف شريفة لـ«الرؤية» قائلاً «إذا ما سنحت الظروف للحياة على المريخ، سيحاول الإنسان نقل ما اكتسبه من اهتمامات وتقاليد، ليملأ بها تفاصيل يومه المريخي، ثم يبدأ في الأيام اللاحقة بترك بعضها، ومحاولة اللجوء لممارسات وأنشطة مبتكرة، تتناغم مع واقع حياته المريخية».

وعن الهوايات التي سيمارسها حال ذهابه للحياة هناك، قال: «سيربكني بادئ ذي بدء التغير الكوني الذي سيطرأ على طبيعة وقتي، وسأمضي مكتشفاً مواطن الجمال لكي أتمكن من صياغة ديمومة خصبة، لحياتي على الكوكب الأحمر، وفي المقابل ستتفتح شهيتي المعرفية على حقيقة الوجود».

عادات جديدة

ومن مصر، قال عبدالله سالم «أهم العادات التي ستتغير في حياتي على الكوكب الأحمر، عدم وجود عالم افتراضي، وسأجرب الحياة البدائية بعيداً، عن التلوث الأرضي، فهناك ستكون تربة المريخ وبيئته طبيعية لم تمسها يد العبث التي تخنق الأرض».

وأضاف «سأحرص على اصطحاب أكبر قدر ممكن من الكتب والمعرفة البشرية، تحسباً لانقطاع الصلة بين الكوكبين، لأن البشر الأرضيين يملكون ترسانات من الأسلحة النووية قادرة على تدمير الحياة».

وحول مسألة الصيام في رمضان، قال سالم إن «السنة في المريخ تعادل نحو عامين أرضيين، والشهر سيكون طويلاً جداً، أكثر من الـ30 يومًا المعتادة على الأرض، وبرغم ذلك، سأحرص على أداء الصلوات وممارسة الطقوس الدينية مهما كان الوضع».

هوايات مختلفة

وقال الشاب العراقي مصطفى باجلان، إنه لن يصوم على المريخ لاختلاف درجات الحرارة و البيئة الجديدة وقلة توفر الماء واختلاف الليل والنهار، لأنه لا يعلم عن هذه الأمور كثيراً.

وأضاف باجلان لـ«الرؤية» قائلاً إن «الهوايات التي سوف أمارسها، أهمها البحث عن الماء، واكتشاف ينابيع جديدة في سبيل إيجاد سبل للزراعة، وتوفير مخزون للطعام بشكل جيد، وسأتوقف عن استخدام الإنترنت، وأتفرغ للعمل اليدوي، والصناعات البدائية، وخوض تجارب جديدة تشعرني بشعور الإنسان القديم وحجم الجهد الذي بذله».