الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تونس.. احتجاجات على محاولات الإخوان السيطرة على الإعلام

تونس.. احتجاجات على محاولات الإخوان السيطرة على الإعلام

جانب من احتجاج المجتمع المدني.

لم تمنع الأمطار المتساقطة، منذ مساء أمس الأربعاء، عشرات الناشطين من أعضاء مؤسسات المجتمع المدني والصحفيين، من التجمّع اليوم الخميس أمام وكالة تونس أفريقيا للأنباء، استجابة لدعوة عدد من المنظمات والجمعيات والنقابات، للاعتراض على اقتحام الوكالة من قبل وحدات أمنية.

واقتحمت قوات الأمن التونسية، الثلاثاء الماضي، مقر وكالة الأنباء الرسمية لتنصيب المدير العام الجديد كمال بن يونس الموالي لحركة النهضة الإخوانية بالقوة، وذلك بعد رفض صحفيين وعاملين بها لهذا التعيين.

ورفع المحتجّون مجموعة من الشعارات منها: «سلطة رابعة لا سلطة راكعة»، و«وكالة الأنباء حرة حرة والبيادق على برة»، و«حرة حرة و الأحزاب على برة»، و«إعلام عمومي لا إعلام حكومي».

وحمل صحفيون في مختلف المؤسسات الإعلامية شارة حمراء منذ صباح أمس، في انتظار الإضراب العام يوم 22 أبريل الجاري، الذي دعت إليه النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.

ويرجع سبب رفض الصحفيين في الوكالة لبن يونس إلى صلته بحركة النهضة الإخوانية، فقد كان ناشطاً بارزاً في جناحها الطلابي في الثمانينات، ثم استقطبه نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وكان له دور في الانقلاب على المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة. وبعد سقوط النظام، عاد من جديد لحركة النهضة، وكان محللاً سياسياً بقناة الزيتونة المملوكة لقيادات من النهضة، وتم تعيينه مديراً عاماً لإذاعة الزيتونة الدينية، التي صادرتها الدولة من صهر بن علي.

قتل الإعلام

وقالت الناشطة في الائتلاف المدني «صمود»، أحد الداعين لهذا الاحتجاج، علياء جمعاوي، إن التحالف الحكومي الذي تقوده حركة النهضة الإخوانية، يريد وأد صوت الإعلام الحر، وهو المكسب الوحيد الذي تحقق للتونسيين بعد الثورة.

وأشارت جمعاوي في تصريح لـ«الرؤية» إلى أن استهداف الإعلام هو استهداف للعقل التونسي، «وضع الحكومة يدها على الإعلام يعني قتل التعددية والاختلاف، وتحويل البلاد إلى صحراء لا نسمع فيها إلا صوت الحكومة ومؤيديها».

وأضافت جمعاوي أن «رئيس الحكومة هشام المشيشي وضع نفسه في خدمة حركة النهضة وحلفائها، وليس في خدمة تونس، وكان يفترض أن يكون مستقلاً عن جميع الأحزاب».

سياسة ممنهجة

وفي ذات السياق، قال عضو المكتب التنفيذي للنقابة العامة للإعلام، وأحد المشاركين في التحرك الاحتجاجي، محمد الهادي الطرشوني، إن «هناك سياسة ممنهجة لقتل الإعلام ووضع اليد عليه نهائياً، وما حدث في وكالة تونس أفريقيا للأنباء، ومحاولة فرض مدير موال للحكومة هو حلقة من مسلسل تدجين الإعلام».

وأشار «الطرشوني» في تصريح لـ«الرؤية» أنه لا يمكن الصمت في مواجهة هذا التمشي، وأن إصلاح الإعلام لا يمكن أن يتم في غياب النقابات والمجتمع المدني، بل لا بد من رؤية تحترم استقلالية الإعلام، وتضمن حريته.

من جهته، قال المحامي والمحلل السياسي حازم القصوري الذي حضر التجمع اليوم تضامناً مع الصحفيين إن «ما أقدم عليه رئيس الحكومة، يذكرنا بالأعمال الانقلابية عندما يحاصر الانقلابيون مؤسسات الإعلام الرسمية لاستهداف الإعلام الحر».

أصابع النهضة

واعتبر «القصوري» في تصريح لـ«الرؤية» أن المشيشي ليس إلا واجهة لحركة النهضة التي تريد تصفية الإعلام وكتم الأصوات الخارجة عن السرب.

وحمّل القيادي في «صمود» زهير باني رئيس الحكومة مسؤولية ما يحدث في وكالة تونس أفريقيا للأنباء، مؤكداً أنه قد يتكرر السيناريو في مؤسسات أخرى.

وأضاف باني في تصريح لـ«الرؤية» أن استقلالية الإعلام ليست معركة الصحفيين فقط، بل معركة النخب التونسية، فحرية الإعلام هي الضامن الوحيد للتجربة الديمقراطية.