الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

خبراء: جنديات المسجد الحرام خطوة ثورية في تمكين المرأة السعودية

خبراء: جنديات المسجد الحرام خطوة ثورية في تمكين المرأة السعودية

وجود الجنديات السعودية في الحرم المكي لقي إشادة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي

أعلنت وزارة الداخلية السعودية عبر حسابها على تويتر الاثنين، بدء مباشرة جنديات سعوديات العمل في المسجد الحرام ضمن قوة أمن الحج والعمرة، في خطوة جديدة تؤكد الثقة في قدرات المرأة السعودية.

وتؤدي الجنديات العديد من المهام الأمنية في المسجد الحرام، كالتنظيم والمتابعة وتطبيق الإجراءات الاحترازية في ظل انتشار وباء كورونا، وبالتالي المتابعة الأمنية لكل ما يخص الجانب النسائي في الحرم.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جندت نحو 1500 امرأة. وأكدت وكيل الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود، أن ذلك يأتي ضمن خطة الرئاسة المستقبلية للمبادرات التحولية (2024)، التي تهدف إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين، إلى أعلى مستويات الجودة، وإلى تمكين المرأة وخدمتها لقاصدات وزائرات المسجد الحرام، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.

تفاعل رقمي

وتفاعل العديد من المغردين مع هذه الخطوة، واعتبروها ضرورية لخدمة زائرات المسجد الحرام، وعبرت العديد من المواطنات السعوديات عن فخرهن بهذه الخطوة وتمنين لأنفسهن الانخراط في هذا العمل.

كما أشاد المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الخطوة، معتبرين أن تمكين المرأة أمر أساسي يساهم في تقدم الشعوب حيث إنها نصف المجتمع وكانت تشارك في الفتوحات والغزوات.

خطوة ثورية

وقال أستاذ الاجتماع السياسي في جامعتي هلسنكي والنيل الدكتور سعيد صادق، إن مكانة المرأة السعودية أخذت دفعة للأمام بعد السماح لها بقيادة السيارة، وانخراطها في العمل الدبلوماسي والحكومي والأمني، حيث جاءت هذه الخطوة لتطور وتحسن من وضع المرأة السعودية.

وأضاف في تصريحات لـ«الرؤية»، أن خدمة الجنديات في المسجد الحرام بمكة المكرمة، تبرئ الدين الإسلامي من تهمة الانحياز لصالح الذكور، وتؤكد أهمية الخطوات التي تطبقها المملكة العربية السعودية في سبيل المساواة بين الجنسين في المجالات والواجبات.

وأشار إلى أن معركة المساواة بين الجنسين تاريخية وتعليمية وإعلامية وطويلة وتدريجية، وبالتالي هناك حاجة ملحة لتغيير الأفكار المنسوبة للدين والتي تروج للتعصب وقمع المرأة.

وأكد الدكتور صادق أن خطة عمل الجنديات في المسجد الحرام، هي خطوة ثورية ضد العادات التي استبعدت المرأة لقرون من الجوامع، والعادات التي ادعت وأظهرت أن الدين أحد أكثر المؤسسات التي استبعدت المرأة واستخدمت مبررات لقمعها.

وأوضح أنه يجب تقديم الدعم الكامل للتصدي لمن يحاولون إعادة النظرة التقليدية القديمة والذين يضغطون لتغيير الوضع الجديد.

ومن ناحية النظرة الدولية والإقليمية للتغيرات التي تطرأ على وضع المرأة السعودية، يرى الدكتور صادق، أن الغرب يحتاج لأن يرى مثل تلك التطورات لتغيير الصورة النمطية العالقة في الأذهان عن المرأة العربية والمسلمة والسعودية بشكل خاص.

كما أشاد بأهمية دور النساء بالقطاع الأمني، وأكد أن مكافحة الجريمة يحتاج أيضاً لمعالجة أمنية من الكوادر النسائية في ظل وجود العديد من القضايا التي تحتاج إلى صوت نسائي.

أهمية الكادر النسائي

وشددت الدكتورة نهى بكر أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، على أهمية دور المرأة في المنظومة الأمنية، كما اعتبرت أن وجود المرأة في الأجهزة الأمنية صورة مشرفة لدولتها في تمكين المرأة.

وقالت في تصريحات لـ«الرؤية» إن التجارب «أثبتت في عدة دول، أهمية إشراك المرأة في الأجهزة الأمنية، حيث إن دورها يعزز من قدرة الأجهزة الأمنية على تقديم خدمات أفضل للمواطن والدولة».

وأكدت أن المرأة العاملة في القطاعات الأمنية، لديها قدرة أكبر على التعامل مع الضحايا من فئة النساء والأطفال بصورة تلبي احتياجاتهم، وتمكنهم من التعامل مع الأزمة التي يمرون بها بصورة أفضل مما يحقق العدالة ويعمق انتماء المواطن لدولته.

وتطرقت إلى أهمية دور المرأة في المشاركة الأمنية الدولية وقالت: «حين تشارك المرأة في مهام قوات حفظ السلام الدولية، يكون لها دور إيجابي وفعال في مساعدة النساء والأطفال الذين تعرضوا للعنف جراء الحروب، وهناك العديد من الدول العربية التي أشركت نساء بمهام حفظ السلام».

كما شددت على أهمية توفير الدعم الكامل للمرأة وتشجيعها، وإعداد الحملات التوعوية والمناهج التعليمية لمواجهة عدم تقبل هذه التحولات.

تطورات تعزز مكانة السعودية

ومن ناحيته يرى الخبير والباحث في العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، أن هذه الخطوة الجديدة في سجل تمكين المرأة السعودية في قطاع الأمن، هي استمرار للمكاسب الكبيرة التي حصلت عليها المرأة في السعودية منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان.

وأشار إلى أن هذه المكتسبات بدأت بالعديد من القطاعات كالسماح للمرأة بدخول الأندية الرياضية، والسماح بقيادة السيارات، وتعيين المرأة السعودية في قطاعات كبيرة ومهمة كالقطاعات الدبلوماسية.

وأكد لـ«الرؤية» أن هذه الخطوات تؤكد إيمان السعودية بدور المرأة وقدرتها على القيام بكافة المهام والوظائف، وأكد أن تقبل هذا الأمر يأتي بشكل تدريجي قد يقبله البعض أو يرفضه البعض.

وأضاف أن «هذه الخطوات وجدت قبولاً عندما تم إقرارها من قبل الحكومة، فحتى قيادة المرأة للسيارة كان هناك خلاف في البداية، ولكن عندما سمحت الحكومة للمرأة بالقيادة تقبل الجميع الأمر، فالخطوة الأولى تأتي من الدولة وهذا ما تقوم به السعودية».

كما أشار الدكتور سمير، إلى أن هذه الخطوات جميعها سيكون لها رد فعل إيجابي على المستوى الدولي، كما أنها ستصحح الصورة الذهنية الخاطئة عن وضع المرأة في المملكة العربية السعودية ودرجة تمتعها بحقوقها.

وأضاف «هذه التطورات ستعزز من دور المملكة العربية السعودية باعتبارها راعية لحقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة السعودية، وبأنها تقف على مسافة واحدة من جميع أبنائها سواء كانوا رجالاً أو نساء».

وتابع: «هذه التطورات تحتاج إلى التسويق الإعلامي في الخارج بشكل جيد للغاية حتى يعلم ويدرك الجميع أهمية التحولات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية».

تجسيد رؤية 2030

وأكد رئيس المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه لـ«الرؤية» أن المملكة العربية السعودية تمضي في طريق تمكين المرأة على جميع المنابر والمستويات، حيث أصبح هناك أكثر من امرأة تمثل المملكة العربية في الخارج مثل النرويج والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن المرأة السعودية باتت سفيرة ومديرة وفي مجلس الشورى، ما يشير إلى أن السعودية ماضية في جهود تمكين المرأة إلى أن تحقق ذلك على جميع المستويات، وهو ما تنشده رؤية 2030.