الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

المغرب.. المعارضة تدعو لمحاسبة الحكومة وسط تشكيك في نواياها

المغرب.. المعارضة تدعو لمحاسبة الحكومة وسط تشكيك في نواياها

إحدى جلسات مجلس النواب المغربي. (أرشيفية)

توحدت أحزاب معارضة بالبرلمان المغربي في المطالبة بتقييم حصيلة ما قدمته الحكومة الحالية، بقيادة حزب العدالة والتنمية، وتقديمها الجمهور عبر نقاش عام يترجم مبدأ المحاسبة الشعبية، في خطوة وصفت بأنها تأتي في إطار التحضير المبكر وتسخين أجواء الانتخابات لجذب الناخبين.

وقالت الأحزاب "إن الخطوة هدفها إفراز حكومة مقبلة قوية، ومتضامنة، ومنسجمة، ومسؤولة، لتجاوز اختلالات التدبير الحكومي الحالي، والعجز الواضح للحكومة في مُباشَرة الإصلاحات الضرورية، لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية". بحسب بيان مشترك لأحزاب المعارضة البرلمانية حصلت "الرؤية" على نسخة منه.

دعوة لنقاش عام

ودعت أحزاب المعارضة البرلمانية المغربية التي تمتلك فرقاً نيابية «مكونة من 20 نائباً أو أكثر»، هي الأصالة والمعاصرة (حداثي)، والاستقلال (محافظ)، أو مجموعة نيابية «مكونة من 4 نواب على الأقل»، هي التقدم والاشتراكية (يساري)، في بيانهم المشترك، إلى إخضاع المشاريع المجتمعية والبرامج السياسية للأحزاب السياسية المغربية لنقاش عمومي رزين ومسؤول يسود الفضاء المغربي العام، وتحتضنه مختلف وسائل الإعلام وتتناوله وسائل التعبير والمشاركة المواطنة بالتحليل والمقارنة والنقد البناء.

وذكَّرت الأحزاب الثلاثة، التي تمتلك 160 مقعداً في مجلس النواب المغربي من أصل 395، الحكومة المغربية الحالية بما يتعين عليها أن تتخذه، منذ الآن، من إجراءات تواصلية وإعلامية، لمواكبة كافة مراحل الاستحقاق الانتخابي (2021)، خاصة بالنسبة لوسائل الإعلام العمومية، التي يجب عليها إبراز التصورات السياسية على اختلافها وتعددها.

وجدَّدت أحزاب المعارضة البرلمانية رفضها واستنكارها المبدئي لظاهرة التوظيف السياسي للعمل الخيري والتضامني، لاستمالة الناخبين الذي استقبله الرأي العام بكثير من السخط والاستهجان، «حرصاً على سلامة كافة مراحل العملية الانتخابية، وعلى مبدأ التنافس الشريف والمتكافئ، الذي يتعين أن يسودها»، بحسب البيان.

ويشهد المغرب خلال العام الجاري مجموعة من الاستحقاقات الانتخابية، لتجديد كافة المؤسسات المنتخبة الوطنية والمحلية والمهنية، من مجلسي البرلمان، والمجالس الجماعية والإقليمية والجهوية، والغرف المهنية، وانتخابات ممثلي المأجورين.

تسخين الأجواء للانتخابات

وقال المحلل السياسي المغربي، عمر الشرقاوي: «إن دعوة أحزاب المعارضة البرلمانية تعد استعدادت أولية وتسخين الأجواء للحملة الانتخابية، وإنه ينتظر ارتفاع وتيرة التنافس والصراع السياسي في الفترة المقبلة».

وأضاف الشرقاوي، في حديث مع «الرؤية»، «إن الأحزاب السياسية المغربية لم تفهم للأسف أن المواطن أُتْخِمَ بنقاش سياسي يغلب عليه الصراع بين الأشخاص، والأفكار الفردية، بدل مبادرات وبرامج ملموسة تغري الناس للإقبال على التصويت».

ومن جانبه، أكد المحلل السياسي المغربي، محمد بودن، «أنه تصعب معرفة نوايا أحزاب المعارضة البرلمانية المغربية، وهل تريد حقاً الإصلاح والبناء، أم أن خطوتها هذه لها أهداف انتخابية بحتة»، مردفاً «أن الهاجس الانتخابي حاضر، وأن الأحزاب السياسية المغربية تفكر في الغالب في الحصول على المقاعد، والمشاركة في السلطة».

حصيلة أداء الحكومة

وأوضح الشرقاوي «أنه سيكون من الظلم القول إن حصيلة الحكومة المغربية الحالية كانت كلها سلبية، لأنها اتخذت قرارات، وقامت بإجراءات، وسَنَّت قوانين حسنت الأوضاع، وفي المقابل اتخذت قرارات فاشلة، ونفذت مشاريع سيئة، تسببت في أزمات».

وذهب بودن إلى إبداء رأي مشابه، إذ شدد على «أنه سيكون من الإجحاف القول إن الحكومة المغربية الحالية لم تقدم شيئاً للمغاربة، لأنها قامت بإنجازات إيجابية، وفي الوقت نفسه كانت مردوديتها محدودة».

برامج نمطية ووعود زائفة

وبخصوص المشاريع المجتمعية والبرامج السياسية للأحزاب السياسية المغربية، أفاد الشرقاوي «بأنها تكون إعلاناً للنوايا، وأفكاراً ومبادئ عامة ليس لها أثر على مستوى الممارسة، ومليئة بالوعود التي لا تنبني على الواقعية، لكون الأحزاب السياسية المغربية مهووسة بربح المقعد، وأنه بعد انتهاء الولاية الانتخابية يظهر أنها كانت مجرد وعود زائفة».

ومن جهته، قال بودن إن المشاريع المجتمعية والبرامج السياسية للأحزاب السياسية المغربية «يجب أن تبنى على التوقع، وتحليل الظرفية، والابتكار، والإبداع، وتقديم الحلول، لكنها في الواقع نمطية، وغارقة في العموميات، وليست دقيقة على مستوى الأرقام والتفاصيل، ولا تراعي السياق».