السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

في الشتات.. لقاءات افتراضية تلم الشمل في رمضان

حالة من الشتات الأسري يعيشها لاجئون سوريون في رمضان، تهونها لقاءات افتراضية عبر تقنيات الاتصالات الحديثة مع ذويهم في مختلف بلدان العالم.. شتات تلتئم جراحه قليلاً في رمضان وسط الجيران، وشوارع تمتلئ بالزينات، وبيوت حرصت على اتباع عادات وطقوس خاصة بالشهر الفضيل، مما ساهم في تخفيف إحساس الغربة ومرارة الحرب لدى السوريين.

ففي الوقت الذي تحرص فيها الأسر على التجمع في شهر رمضان، تحرم الفنانة التشكيلية السورية هالة حسن من الاجتماع بأبنائها الستة، فثلاثة من أبنائها في الداخل السوري، بينما أبعد الشتات السوري الثلاثة الآخرين عنها بين بريطانيا وتركيا والمملكة العربية السعودية، لتعيش هي في مصر وحيدة، بعد وفاة زوجها قبل عدة سنوات.

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن حوالي 5.6 مليون نسمة فروا إلى خارج سوريا منذ اندلاع الأزمة قبل عشر سنوات، ثلثهم تقريباً من الأطفال من عمر 11 عاماً وما دون. و استضافت مصر نحو 10% من اللاجئين السوريين على مستوى العالم"، بحسب وزارة الخارجية المصرية.

وتقول هالة لـ«الرؤية» إن «ظروف الحرب السورية فرقت بيني وبين أبنائي، وبسبب التعقيدات السياسية الخاصة باللجوء والحصول على تأشيرة دخول لأي بلد، استقر كل ابن من أبنائي في بلد غير الآخر، بينما ظللت أنا في مصر، التي يتعامل أهلها مع السوريين على أنهم أهل وليسوا لاجئين».

وتضيف هالة أن «الشتات الذي أعيشه أنا وأبنائي يزيد في شهر رمضان، فكل العائلات تجتمع على مائدة الإفطار بينما لم أشاهد أبنائي منذ 3 سنوات، وهو ما يدفعني إلى الإفطار مع الجيران السوريين الذين يعيشون بجواري، سواء في منزلهم أو منزلي».

لقاءات افتراضية

وتجتمع هالة مع أبنائها يومياً عدة مرات عبر مكالمات الفيديو، سواء في وقت الإفطار أو السحور، وذلك رغم فروق التوقيت بين الدول المختلفة التي يعيش فيها أبناؤها، الذين يرسلون لها فيديوهات لأحداث يومهم ولأحفادها الذين لم تقابلهم منذ سنوات".

وتقول هالة "اتفقت أنا وأبنائي هذا العام على تزيين منازلنا بزينة رمضان سوياً؛ لنشعر أننا في منزل واحد، مشيرة إلى أنها تشارك مع أبنائها يومياً فيديوهات الطبخ؛ لتشعر أنها معهم.

وحول زينة رمضان تقول هالة إن السوريين لم يعتادوا على تزيين المنزل بقدوم شهر رمضان، لكن يمكن أن يشتروا ملابس جديدة للشهر الكريم، مثل ملابس الصلاة، إلا أن الثقافة المصرية أثرت على سلوك السوريين، فأصبح أغلبهم يزينون منازلهم بأشكال الخيامية وغيرها.

وتقول هالة إن «المطبخ السوري هو ما يحملني إلى الوطن»، مشيرة إلى أن مائدتها في مصر نسخة من المائدة التي كانت تعدها في سوريا، فالفول هو أهم الأطباق على المائدة السورية في الإفطار، ومعه نوع من أنواع الحساء والسلطات مثل الفتوش والتبولة، بالإضافة إلى أنواع من الفتات مثل «فتة الحمص» أو «البداوة» بالإضافة إلى طبق رئيسي يتكون من اللحوم، والعصائر الرمضانية مثل قمر الدين، والجلاب، وهو مشروب سوري مكون من خليط من «الكركديه» و«التمر هندي»، بالإضافة إلى الفطائر المحشوة بالزعتر والجبن.

بين القاهرة وألمانيا

أما الشاب أحمد القابوني فيعيش في القاهرة منذ 10 سنوات مع أسرته بالكامل، عدا أخاه الأصغر الذي استطاع الوصول إلى ألمانيا.

ويقول القابوني لـ«الرؤية» إن شهر رمضان في مصر لا يختلف كثيراً عن سوريا، فالمصريون والسوريون متفقون على الإفطار ثم صلاة المغرب وليس العكس كما هو الحال في بعض الدول، كما يسهر أبناء الشعبين إلى موعد السحور وصلاة الفجر، وهو ما يعطي فرصة أكبر لتتواصل العائلة مع شقيقه الذي يعيش في ألمانيا عن طريق مكالمات الفيديو.

ويضيف القابوني أن السوريين، أخذوا عن المصريين بعض عاداتهم، منها تزيين المنزل في رمضان.

وأوضح القابوني أن مائدة الإفطار السورية تختلف عن المصرية، حيث يحب السوريون الفول على مائدة الإفطار وليس السحور كما يفعل المصريون، بالإضافة إلى كثرة الأصناف الجانبية السورية من فطائر وفتات وسلطات، في حين تنصب المائدة المصرية على الطبق الرئيسي، مشيراً إلى أن المكسرات السورية أساسية في الكثير من الأصناف، وليس في الحلويات فقط، على عكس المصريين.

ويوضح القابوني أن السوريين يغيرون مجالات عملهم في رمضان، حيث لا تعمل الكثير من المحلات في الشهر الفضيل، لذا يقوم أصحابها بتغيير مؤقت للنشاط مثل بيع العصائر والحلويات السورية.