الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مسلم ومسيحي.. فرحة واحدة في رمضان المصريين

عشية احتفال أقباط مصر بعيد القيامة المجيد، أكد قساوسة مصريون من مختلف الطوائف المسيحية، أن شهر رمضان يكون مصحوباً في مصر بروحانيات متفردة، وأن المسيحيين يحتفلون بالشهر الفضيل مع إخوانهم المسلمين، دون تفرقة، فالجميع يشاركون في مظاهر الاحتفال، وتزيين الشوارع، وتنظيم موائد الإفطار.

وقال راعي كنيسة العذراء، القس مكاريوس فهيم، «إن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يأمر بأن نكون متحابين مع الكل، ومجاملين بعضنا البعض دون تفرقة، والسيد المسيح أعطى لنا مثال امرأة فقيرة ليس لديها سوى درهم فقدته، وحين وجدته دعت جميع الجيران للفرح معها، وهناك أمر واضح وصريح يقول يجب أن يكون الإنسان فرحاً مع الفرحين دون تفرقة أو تحديد لهؤلاء».

وأضاف فهيم لـ«الرؤية»، أن الفرح هو ما يهمنا في شهر رمضان المبارك الذي ينال احترام الجميع، فهو شهر يفرح قلوب المسيحيين قبل المسلمين «والمسيحيون يحبون هذا الشهر لأنه يأتي بالفرح».

وتابع: «تسلمنا هذه الفرحة منذ الطفولة، وساهم الإعلام في زيادة البهجة والفرحة بقدوم شهر الصيام، فارتبط في الوجدان بالفرح والفوازير والأعمال الدرامية المبهجة».

وأشار إلى أن الآباء والأمهات في المنازل كانوا ينصحون الأطفال بمشاركة أولاد المسلمين في الشارع، فلا تستطيع التفريق بين ديانة الطفلين، «كنا نحتفل بالمولد النبوي بالحلوى، وحين كبرنا غرسنا هذه العادات في نفوس أولادنا، وهذا سر مصر المتفردة في المحبة والتآخي والتآلف».

وقال مدير المركز الكاثوليكي للسينما، الأب بطرس دانيال، إنه اعتاد تقديم خدمة رمضانية كل عام، سواء بتنظيم مائدة إفطار جماعي يحضرها كبار الشخصيات الفنية والعامة، أو بزيارة مستشفى سرطان الأطفال 57357، وإحضار الهدايا والفوانيس للأطفال المرضى؛ لإدخال الفرحة على قلوبهم الحزينة، لكن تداعيات جائحة كورونا أثرت على هذه النشاطات.

وأضاف دانيال لـ«الرؤية»، أن علاقته بالشهر الفضيل بدأت في سن مبكرة، حيث نشأ بمدينة الإسكندرية في عمارة يسكنها مسيحيون ومسلمون، واعتادت أسرته شراء فانوس له ليلعب مع أقرانه، مؤكداً أن روحانيات شهر رمضان أكثر ما يقرب المجتمع المصري بمكوناته المختلفة.

وتابع بأن البرامج التلفزيونية والفوازير والمسلسلات كانت تجمع الأسرة المصرية أمام التلفاز. مشيراً إلى أن التنافس من أجل عمل الخيرات ظاهرة رمضانية بامتياز، تتمثل في إطعام الفقراء، وتوزيع المال على المحتاجين، وهي روح مصرية خالصة لم يلمسها في بعض البلدان التي زارها خلال شهر رمضان.

بدوره، قال رئيس لجنة الحوار بمجمع القاهرة الإنجيلي، القس رفعت فكري، إن شهر رمضان المبارك يُظهر وحدة وتماسك المصريين، فالجميع منشغل بفعل الخيرات، والشباب الأقباط يشاركون في إعداد وتنظيم الموائد الرمضانية.

وأضاف فكري لـ«الرؤية»، أنه تربى في حي شبرا بمحافظة القاهرة، وهي منطقة معروفة بكثافة السكان المسيحيين، ورغم ذلك فإن الروح الرمضانية فيها عالية جداً، بدءاً من الزينات في الشوارع، مروراً بموائد الإفطار، وتبادل العزومات بين الجيران بغض النظر عن الدين، وانتهاءً بلعب الأطفال في الشارع حتى موعد السحور.

وأكد على ضرورة استثمار هذه الروح في التأكيد على وحدة المصريين، وروح المشاركة بينهم، وهي أمور مبنية على مبدأ الأخوة الإنسانية الذي يمتاز به المصريون طوال تاريخهم، حتى خلال حكم جماعة الإخوان الإرهابية وضع المسلم يده في يد المسيحي واستعادا الدولة المصرية من قبضة الظلاميين.