الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تونس.. زعيم العمال يلوح بخيار العودة للشعب لإنقاذ الدولة من الانهيار

أطلق الأمين العام للاتحاد التونسي للشّغل، نورالدين الطبوبي، نداء لإنقاذ البلاد، عبر تفعيل الحوار الوطني، ملوحاً بخيار العودة إلى الشعب، في إشارة إلى اقتراح إجراء انتخابات مبكرة أو استفتاء على النظامين السياسي والانتخابي.

تحذيرات قوية

وفي خطاب ألقاه الطبوبي اليوم السبت، بمناسبة عيد العمال، حذر من أن الوضع بات ينذر بأسوأ المخاطر، مشدداً على أن تونس تعيش حالة انجذاب قوية نحو الهاوية، وأن الاقتصاد شارف على الانهيار وبات مهدداً بالإفلاس، حسب قوله.

وقال الطبوبي في خطابه «النار أصبحت في الدار.. وإما الخلاص جميعاً أو الهلاك جميعاً».

ووصف زعيم العمال المناخ الاقتصادي والسياسي الحالي بـ«الموبوء»؛ مشيراً إلى أوجه الأزمة الحالية؛ مثل أزمة التعديل الوزاري، وتعطيل المحكمة الدستورية، وتعيينات الولاءات، والصراع العبثي بين أجهزة الدولة، والقطيعة بين السلطة التنفيذية وبين السلطة التشريعية، وتفشي العنف والتهريب والمخدرات والتجارة بالبشر، والهجرة السرية، وتنامي خطاب التطرف والكراهية، الصادر عن كتلة تحتمي بالحصانة البرلمانية ورعاية ائتلاف الحكم إما بالتواطؤ أو بالصمت، حسب قوله.

كما حمّل البرلمان والحكومة، مسؤولية ما يحدث في البلاد من أزمات، مشيراً إلى أن الوضع الصحي المنهار جاء بسبب تقاعس الحكومة.

اللجوء للشعب.. وعرقلة الحوار

وأكد الطبوبي أن هناك أطرافاً تعرقل الحوار الوطني الذي يبقى المسار الوحيد لخروج البلاد من أزمتها المركبة، معتبراً أن لا حل في غياب الحوار إلا العودة إلى الشعب صاحب السلطة الأصلية، بحسب تعبيره، في إشارة إلى اقتراح إجراء انتخابات مبكرة أو استفتاء على النظامين السياسي والانتخابي كما تدعو إلى ذلك جمعيات ومنظمات عديدة.

وحول الدعوة مجدداً للحوار، قال الباحث في المعهد العالي للتاريخ المعاصر بجامعة منوبة الدكتور عبدالجليل بوقرة «لا معنى للحوار اليوم.. الحوار مع من؟.. الإسلاميون لا يؤمنون بتونس، ولا يعنيهم الاقتصاد الوطني، كما لا يؤمنون بالديمقراطية، والدستور الذي وضعوه يرفضون تطبيقه».

وأضاف بوقرة لـ«الرؤية» قائلاً: «صورة تونس اليوم ملوثة بسبب الإرهاب، الذي تتحمل حركة النهضة مسؤوليته السياسية والأخلاقية، وكتلة الكرامة هي صنيعة النهضة، ولا بد من حل البرلمان وتنظيم انتخابات بعد مراجعة الدستور، وتنقيح النظام الانتخابي والسياسي.. داء تونس هو جماعة الإخوان الذين دمروا البلاد».

فرض الاستفتاء

وفي ذات السياق، قال المنسق العام لائتلاف صمود، حسام الحامي إن «مجلس نواب الشعب اليوم هو من يعرقل الحوار، من خلال تمسكه بالشرعية، متناسياً أنه فقدها بعدما أثبتت محكمة المحاسبات حدوث تجاوزات في العملية الانتخابية، ما يسقط عن البرلمان شرعيته».

وأضاف في تصريحات لـ«الرؤية»: «سنضغط كمجتمع مدني سلمياً، مع شركائنا، من أجل فرض الاستفتاء الوطني الشعبي، من أجل تغيير المنظومة، التي أثبتت فشلها، بعد 10 سنوات من الأزمات المتتالية التي انهارت فيها أوضاع البلاد».

مساندة الحوار

وأكد الحامي أن جمعيات المجتمع المدني المنخرطة في تكتل «صمود»، والقوى الديمقراطية، تساند الاتحاد العام التونسي للشغل، في مسار الحوار الوطني لإنقاذ البلاد.

وكان عدد من نواب البرلمان، مثل منجي الرحوي، ومريم اللغماني، وعدة أحزاب مثل مشروع تونس، وحركة النضال الوطني، وحزب العمال، وغيرهم، قد ساندوا دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل، لإجراء حوار يحدد الأولويات، وخاصة النظام الانتخابي والنظام السياسي، معتبرين أن المنظومة الحالية فشلت في تحقيق مطالب الشعب التونسي، في التنمية والكرامة والشغل والعدالة الاجتماعية، بسبب سياسة التمكين التي تمارسها حركة النهضة، في أجهزة الدولة، والتي أشار إليها الطبوبي اليوم في خطابه.