الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

رمضان المحروسة.. وطن لجميع العرب ولا إحساس بالغربة

أكد مقيمون عرب في القاهرة، أن الأجواء الروحانية التي تغلف شهر رمضان في مصر تعطيه مذاقاً متميزاً، وأن مظاهر الزينة والتضامن الاجتماعي في المحروسة ينقلانهم إلى حالة روحانية خاصة، مؤكدين أنهم لا يشعرون بالغربة في أم الدنيا بسبب لطف الشعب وحبه للأشقاء العرب.

إخوة لا غربة

وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، محمد سعيد الرز، «في مصر لا يشعر العربي أنه في غربة على الإطلاق إلا حين يجدد أوراق إقامته، أما على الصعيد الشعبي والعلاقات الإنسانية فتجد المصريين إخوة للمقيم العربي بكل صدق وطهارة وسجية تلقائية تعبر عن أصالة متعمقة الجذور، فيزيلون مشاعر الغربة من نفوس إخوانهم، ويتسابقون للتعايش معهم بكل حب وإخلاص، وهذا سببه العمق الحضاري الإنساني لمصر، في أم الدنيا إخوة وليست غربة».

وأضاف الرز لـ«الرؤية»، أن رمضان في مصر يختلف عن كل ديار المسلمين، وهو في المحروسة أحلى الشهور في كل شيء: «لا أخفي أنني كنت أختار إجازتي السنوية في رمضان، وآتي إلى مصر لأقضي الشهر الكريم فيها، حيث العبادات والاحتفالات التي تستمر بشكل يومي، إضافة إلى مجالس الفقه والحديث ومظاهر الاحتفال بقدوم الشهر في كل أحياء القاهرة».

وتابع «الكل يسلم على الكل، ويدعو له بالخير والصحة، وتنتشر ظاهرة التبرعات والصدقات وموائد الرحمن في أبهى تضامن اجتماعي وتكافل إيماني».

اهتمام بالتفاصيل

وقالت الإعلامية التونسية ألفة صديق، إن المصريين يعيشون بمبدأ «إدي العيش لخبازه»، ويهتمون بكل التفاصيل، بدءاً من شراء الفوانيس، وحتى انتهاء الشهر الفضيل، بصنع وشراء كعك العيد.

وأضافت صديق لـ«الرؤية»، أن كل شيء في مصر له رونق ومزاج، والمصريون يعرفون كيف يستمتعون بالفرح، مؤكدة أن الأجواء الرمضانية أكثر ما شدتها في القاهرة التي تعيش فيها منذ قرابة 5 سنوات.

وتابعت: «المظاهر الرمضانية هنا مستمدة من تاريخ القاهرة العريق، وتحمل معاني عميقة كلها بهجة وفرح. أكثر ما لفت انتباهي تزيين الشوارع والبيوت والشبابيك التي تجعل من المحروسة لوحة فلكلورية تعبر عن الروح المصرية العاشقة للشهر الكريم».

وأكدت أن فوانيس رمضان والخيم الرمضانية كانت مظاهر تراها للمرة الأولى عند قدومها للقاهرة، وأن «المارة في الشوارع يستطيعون أن يجدوا رائحة الدفء العائلي تفوح من كل بيت».

تزيين الشوارع

وقال الطالب اليمني المقيم في القاهرة مصطفى منصر، إنه رغم تشابه بعض التفاصيل بين اليمن ومصر في أجواء شهر رمضان، إلا أن القاهرة تتميز بطابع آخر، خاصة في تزيين الشوارع والأماكن العامة بمناسبة الشهر الكريم «هذا ما يميز القاهرة عن كثير من البلدان والعواصم التي قضيت فيها شهر رمضان».

وأضاف منصر لـ«الرؤية»، أنه لا يشعر بالغربة، «تتشابه بعض الأحياء هنا مع أماكن نرتادها كثيراً في منطقة صنعاء القديمة، القريبة في الطابع والطراز المعماري من المدينة الفاطمية ومسجد الإمام الحسين».

وتابع «ورغم أن جائحة كورونا حرمت المصريين والمقيمين العرب من الاستمتاع الكامل بأجواء رمضان الروحانية في مناطق الحسين والأزهر والسيدة زينب، إلا أن الزينات تنتشر في الشوارع والفوانيس في كل الأحياء المصرية».

وشهدت الأسواق المصرية تزاحماً مع بداية الشهر الفضيل حيث توجه المصريون للتسوق وشراء مستلزمات شهر رمضان، حيث خففت الحكومة القيود المفروضة لمواجهة كورونا وسمحت بفتح المساجد للصلاة على عكس العام الماضي حيث كانت القيود مشددة والمساجد مغلقة مع حظر تجوال ليلي. لكن قبل أسبوع العيد شددت الحكومة الإجراءات لفرض إغلاق جزئي من التاسعة مساء.