الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

اليمن.. رفض الحوثي الاجتماع مع ممثل الأمم المتحدة بمسقط مناورة

اليمن.. رفض الحوثي الاجتماع مع ممثل الأمم المتحدة بمسقط مناورة

مساعدات غذائية لليمنيين في العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون. (أي بي أيه)

أثبت رفض ميليشيات الحوثي الاجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، في عمان، إصرار الجماعة المدعومة من إيران على المناورة لكسب الوقت وتحقيق تقدم على الأرض يقوي موقفها في التفاوض، رغم عدوانها المتواصل لست سنوات على الشعب اليمني، بحسب مراقبين يمنيين تحدثوا لـ «الرؤية».

إضاعة فرص السلام

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد أعلنت أمس الجمعة، أن الحوثيين أضاعوا «فرصة كبرى» لإبداء التزام بالسلام، وذلك بعد رفض الاجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، في مسقط.

وأضافت الوزارة في بيان أن المسلحين يساهمون في تدهور الوضع الإنساني في اليمن بمواصلة الهجوم على مأرب «الأمر الذي يفاقم الأوضاع المتردية لليمنيين النازحين المستضعفين بالفعل».

وتشهد العاصمة العُمانية مسقط التي يقيم فيها رئيس وفد «الحوثيين» المفاوض، حراكاً دولياً وإقليمياً لإيقاف الحرب في اليمن، حيث كثف غريفيث، ونظيره الأمريكي تيم ليندر كينغ، زيارتهما لها وعقدا خلالها لقاءات عدة بالمسؤولين العمانيين، الذين يجرون وساطات بين أطراف الصراع في اليمن، بهدف التوصل لوقف لإطلاق النار، بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء. أهداف الحوثيين

وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن نبيل عبدالحفيظ، إنه ربما جاءت تعليمات إلى محمد عبدالسلام ممثل الحوثيين برفض اللقاء الذي تم تحديده في مسقط الأسبوع الماضي للمبعوثين الأممي والأمريكي والسفير السعودي، على أساس أن الميليشيات ترفض أي مفاوضات في إطار وقف إطلاق النار، وأن يكون الحديث فقط حول الجوانب الإغاثية والشؤون الإنسانية ويريدون من وراء ذلك السماح بإدخال هذه المساعدات من خلال ميناء الحديدة وكذلك فتح مطار صنعاء.

وأضاف عبدالحفيظ لـ«الرؤية» قائلاً «هذا العمل يأتي في إطار مساعي الميليشيات المحمومة لدخول مأرب، كجزء مهم لتقوية موقفهم التفاوضي، وهو ما تؤكده استماتتهم في الهجوم على مأرب، والذي تواجهه انتصارات ومكاسب للجيش الوطني هناك». فرض عقوبات

وأشار إلى أن تصريحات المبعوث الأمريكي لليمن، كانت واضحة حين قال إن الحوثيين يفقدون فرصة كبيرة للسلام، ويثبتون أنهم ليسوا جادين في أية توجهات للسلام، متابعاً: «ربما نرى فرض عقوبات أمريكية على هذه الميليشيات لإجبارها على التفاوض».

وأكد عبدالحفيظ أن هذه مؤشرات على أنه لا بد من اتخاذ موقف دولي جاد وفرض عقوبات على الميليشيات لإخضاعها لقبول السلام، ومواصلة دعم صمود الجيش في مأرب، والتحرك العربي المشترك لخلق موقف دولي في اتجاه تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، لإرغامها على العودة إلى طاولة المفاوضات. استراتيجية خداع

بدوره، قال رئيس مركز حقي للدفاع عن الحقوق والحريات، هاني الأسودي، إن هذه الميليشيات لا تسعى لتحقيق السلام، بل تستخدم أي مشاورات أو مباحثات للسلام كأوراق تكتيكية لتحقيق انتصارات عسكرية أو لتخفيف حجم خسائرها في الهزائم التي تتلقاها مثل ما حدث في مشاورات ستوكهولم الأخيرة والتي لم تنفذ الميليشيات من مخرجاتها إلا الجزء اليسير المتعلق بتقليل خسائرها في مدينة الحديدة بعد أن كانت القوات الشرعية على مشارفها.

وأضاف الأسودي في تصريحات لـ«الرؤية»: «الميليشيات تجاهلت تنفيذ البنود المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين، أو فك حصارها على مدينة تعز، كما جاء في مباحثات ستوكهولم، في ظل صمت دولي مريب، والحقيقة التي يحاول الكثيرون تجاهلها، هي أن أي ميليشيات لا طريق لاستمرارها إلا بالحرب، وميليشيات الحوثي تدرك هذه الحقيقة، وتعتبرها الاستراتيجية الأساسية لها، وتتعامل مع المجتمع الدولي على أساسها، ولذلك يأتي رفضها لقاء المبعوثين الأمريكي والأممي كجزء من هذه الاستراتيجية».

وتابع الأسودي قائلاً «المعضلة الأكبر التي يواجهها اليمنيون، هي صمت المجتمع الدولي على هذه الميليشيات، والتي تبجحت وزادت انتهاكاتها بعد شطب اسمها مؤخراً من قائمة الإرهاب الأمريكية».