الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كيف حول داعش جامعة عراقية إلى مركز لإنتاج أسلحة كيميائية؟

كيف حول داعش جامعة عراقية إلى مركز لإنتاج أسلحة كيميائية؟

العراق: مرحلة ما بعد دحر داعش تتطلب مزيداً من التعاون لمعالجة ما خلفه الإرهاب من دمار. (أرشيفية)

في ذروة تمدده في العراق، استطاع تنظيم داعش الإرهابي تطوير واستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية بعد تجريبها على مجموعات من السجناء الأحياء ما أدى لوفاة بعضهم، وفق أحدث تقرير قُدم أمام مجلس الأمن من قبل رئيس فريق التحقيق الأممي لتعزيز المساءلة عن جرائم داعش (يونيتاد).



وكشف التقرير الذي استعرضه رئيس الفريق المستشار الخاص كريم خان، عن تطورات سريعة طرأت على تحقيق جديد فُتح بشأن استخدام داعش أسلحة كيميائية وبيولوجية في العراق، وفق موقع الأمم المتحدة.



وأفاد التقرير بأن المحققين اكتشفوا أن داعش استخدم بشكل متكرر أسلحة كيميائية ضد السكان المدنيين في العراق بين عامي 2014-2016 وقام كذلك باختبار عوامل بيولوجية على السجناء.

وأكد التقرير أن أدلة تم جمعها أظهرت «تنفيذ برنامج أسلحة كيميائية مركزها في مختبرات تقع في جامعة الموصل سيطر عليها تنظيم داعش عام 2014»، مضيفاً أن ذلك «أدى بدايةً إلى استخدام الكلور المُستخرج من محطات معالجة المياه كسلاح من طرف التنظيم الإرهابي، وبالتالي تطوير مركبات سامة قاتلة بما فيها الثاليوم والنيكوتين التي تم اختبارها على سجناء أحياء، ما تسبب في الوفاة».

وأوضح التقرير أنه «وفي عام 2016، استخدم تنظيم داعش نظام إنتاج الخردل بالكبريت عبر إطلاق 40 صاروخاً على مدينة طوز خورماتو التركمانية الشيعية».

وفضلاً عن استغلال مختبرات جامعة الموصل، وصف التقرير الأممي «ما حدث من تدنيس وتدمير الكنائس من جانب داعش في كرمليس وبطناي والموصل وبرطلة وقرة قوش، واستخدام المواقع الدينية للتدريب على الأسلحة وتخزين الذخيرة».

موت واستعباد

وحول الجرائم المرتكبة بحق الإيزيديين، أوضح المستشار الخاص، كريم خان، في الجلسة الافتراضية أمام مجلس الأمن: «أن ثمة أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم ضد الإيزيديين تشكل بوضوح إبادة جماعية».

وحدد الفريق 1444 من الجناة المحتملين، من بينهم 469 شخصاً تم تحديدهم باعتبارهم شاركوا في الهجوم على سنجار، و120 شخصاً شاركوا في الهجوم على قرية كوجو.

وأشار إلى أن «داعش كان يخيّر السكان بين تغيير الديانة أو الموت وقد قُتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال لأسباب متعلقة بهذه المهلة»، وقال: «البعض اصطحب لمواقع حيث قُتل بالرشاشات.. البعض الآخر فرّ وقُتل فيما بعد. وأولئك الذين فروا ووجدوا ملجأ في جبل سنجار ماتوا بسبب ملاحقة داعش».

وإضافة إلى ذلك، تم استعباد الآلاف، واختطاف النساء والأطفال من عائلاتهم وتعرضهم لأقصى الانتهاكات، بما في ذلك الاغتصاب المتكرر وغيره من أشكال العنف الجنسي غير المحتمل.



قتل جماعي

ومن أبرز النتائج التي عرضها التقرير: القتل الجماعي في تكريت، إذ حدد الفريق 20 شخصاً رئيسياً موضع الاهتمام. وفي سجن بادوش بالموصل - حدد الفريق نمطاً ثابتاً من الهجمات في 4 مواقع إعدام، شارك فيها 4 من قادة داعش. ووجد التقرير أنه عند تنفيذ عمليات الإعدام، فَرز تنظيم داعش المعتقلين على أساس ما إذا كانوا سنة أو شيعة، وأعدموا من تم تحديدهم على أنهم شيعة.

وقال كريم خان: «لقد وصلنا إلى لحظة تاريخية في عملنا، اكتملت الآن موجزات القضايا الأولية فيما يتعلق باثنتين من أولويات التحقيق الأساسية، وهما: الهجمات على الطائفة الإيزيدية في منطقة سنجار، والقتل الجماعي للطلاب العسكريين العزل والأفراد العسكريين في أكاديمية تكريت الجوية في يونيو 2014».

ومع نهاية عام 2021، يتوقع الفريق الانتهاء من وضع موجزات قضايا إضافية تتناول الجرائم المرتكبة ضد طوائف المسيحيين والكاكائيين والشبك والتركمان الشيعية والسنة في العراق، فضلاً عن مذبحة السجناء الذين كان أغلبيتهم من الشيعة في سجن بادوش.



ملاحقة الإرهابيين

من جانبها، قالت الناجية الإيزيدية من براثن داعش، نادية مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، إن هذه الأدلة تروي قصص الشعب الإيزيدي.



وقالت: «الإيزيديون خبروا أفظع الفظائع التي شهدتها البشرية»، مضيفة أن «أكثر من 200 ألف منهم لا يزالون نازحين داخلياً يقيمون في المخيمات على بعد ساعات فقط من ديارهم، يتطلعون ويأملون في العودة إليها وإحقاق العدالة والأمن إلى سنجار، ولا تزال 2800 امرأة وطفل في قبضة داعش».

وفي إحاطته، قال مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد حسين بحر العلوم، إن مرحلة ما بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي عسكرياً تُعدّ مرحلة تتطلب جهوداً حثيثة ومكثفة ومزيداً من التعاون الدولي في تقديم المعالجات لما خلفه الإرهاب الداعشي من دمار، مشدداً على «ضمان ملاحقة المتورطين والداعمين والممولين للعمليات الإرهابية عبر آليات قانونية وطنية ودولية بهدف ضمان عدم ظهور هذه التنظيمات الإرهابية مرة أخرى».