السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مقتل 35 في غزة و5 في إسرائيل مع تصاعد العنف

تصاعد القتال بين إسرائيل وحركة حماس التي تدير قطاع غزة خلال الليل، ليرتفع عدد القتلى إلى 35 فلسطينياً و5 إسرائيليين في أعنف قصف متبادل بين الجانبين منذ سنوات.

ونفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية على غزة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بينما أطلقت حركة حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية وابلاً من الصواريخ على تل أبيب وبئر سبع.

وانهار برج سكني مكون من 13 طابقاً في غزة وتعرض آخر لأضرار شديدة بعد تعرضهما لغارات جوية إسرائيلية.

وذكرت وزارة الداخلية في غزة أن القصف دمر المقار الرئيسية لشرطة حماس.

وقالت إسرائيل إن طائراتها المقاتلة استهدفت وقتلت عدداً من قادة المخابرات في حماس في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء. واستهدفت ضربات أخرى ما قال الجيش إنها مواقع لإطلاق الصواريخ ومقار لحماس.

وهذا أعنف قصف متبادل بين إسرائيل وحماس منذ حرب عام 2014 في غزة، ما أثار قلقاً دولياً من أن يخرج الوضع عن السيطرة.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند على تويتر «أوقفوا إطلاق النار على الفور. نحن نُصعّد (الأمور) نحو حرب شاملة. يتعين على القادة من جميع الأطراف تحمل مسؤولية وقف التصعيد».

وأضاف «كلفة الحرب في غزة مدمرة ويتحملها الناس العاديون. تعمل الأمم المتحدة مع جميع الأطراف لإعادة الهدوء. أوقفوا العنف الآن».

وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء، قال سكان غزة إن منازلهم تهتز وإن السماء تضيء بغارات إسرائيلية شبه مستمرة وبالصواريخ التي تطلقها حماس والجهاد الإسلامي والتي تعترضها الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية.

وركض إسرائيليون بحثاً عن ملاجئ في مدن وتجمعات سكانية على بعد أكثر من 70 كم على الساحل وسط أصوات انفجارات، حيث انطلقت صواريخ اعتراضية إسرائيلية في السماء.

وفي بلدة اللد التي يسكنها عرب ويهود وتقع قرب تل أبيب، قُتل شخصان بعد أن أصاب صاروخ سيارة في المنطقة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إحداهما فتاة كانت في السابعة من العمر.

وقال جناح حماس المسلح إنه أطلق 210 صواريخ باتجاه بئر سبع وتل أبيب رداً على قصف البرج السكني في مدينة غزة.

وفي تل أبيب، دوت صافرات الإنذار من الغارات في أنحاء المدينة. وهرع المشاة إلى الملاجئ وسارع الزبائن بالخروج من المطاعم بينما انبطح آخرون على الأرصفة عندما انطلقت صافرات الإنذار.

وقالت سلطة مطارات إسرائيل إنها أوقفت عمليات الإقلاع من مطار تل أبيب «للسماح بالدفاع عن سماء البلاد»، لكن العمليات استؤنفت فيما بعد.

وأظهرت لقطات مصورة بثتها القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي صواريخ اعتراضية منصوبة على المدارج.

وجاءت أعمال العنف بعد توتر مستمر في القدس خلال شهر رمضان، في ظل اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين في المسجد الأقصى ومحيطه.

وتصاعدت هذه الاشتباكات في الأيام القليلة الماضية قبل جلسة محكمة، تم تأجيلها الآن، في قضية يمكن أن تنتهي بطرد عائلات فلسطينية من منازل بالقدس الشرقية يطالب بها مستوطنون يهود.

وتفجر العنف أيضاً في الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل فلسطيني عمره 26 عاماً برصاص إسرائيلي خلال اشتباكات في مخيم الفوار قرب مدينة الخليل. وأفاد سكان محليون بأن القتيل هو حسين الطيطي من سكان المخيم.

«ذروة حملة كبيرة»

وليست هناك نهاية وشيكة للعنف على ما يبدو. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن المسلحين سيدفعون ثمناً «باهظاً جداً» للصواريخ التي وصلت إلى ضواحي القدس يوم الاثنين خلال عطلة في إسرائيل لإحياء ذكرى احتلالها القدس الشرقية في حرب عام 1967.

وقال نتنياهو وبجواره وزير الدفاع وقائد الجيش في تصريحات بثها التلفزيون «نحن في ذروة حملة كبيرة... حماس والجهاد الإسلامي دفعتا... وستدفعان ثمناً باهظاً لعدوانهما».

ودفع اندلاع القتال خصوم نتنياهو السياسيين إلى تعليق المفاوضات بشأن تشكيل ائتلاف من أحزاب اليمين واليسار ويسار الوسط للإطاحة به بعد انتخابات غير حاسمة في 23 مارس.

وأمام زعيم المعارضة يائير لابيد ثلاثة أسابيع لتشكيل حكومة، مع إجراء انتخابات جديدة- وفرصة أخرى لنتنياهو للاحتفاظ بالسلطة- على الأرجح إذا فشل.

وأدانت جامعة الدول العربية هجمات إسرائيل «العشوائية وغير المسؤولة» في غزة وقالت إنها مسؤولة عن «تصعيد خطير» في القدس.

وتستضيف دولة الإمارات اليوم أعمال المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي لبحث الأوضاع في القدس والمسجد الأقصى. يعقد الاجتماع افتراضياً، ويتضمن كلمات ومداخلات من قبل رؤساء وممثلي المجالس والبرلمانات العربية وبياناً ختامياً.

وقال البيت الأبيض يوم الثلاثاء إن لإسرائيل الحق المشروع في الدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية، لكنه مارس ضغوطاً على إسرائيل بشأن معاملة الفلسطينيين، قائلاً إن القدس «يجب أن تكون مكاناً للتعايش».

وقال دبلوماسيون ومصدر مطلع إن الولايات المتحدة تؤخر مساعي مجلس الأمن لإصدار بيان بشأن التوتر المتصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين خشية أن يضر بالجهود المستمرة خلف الكواليس لإنهاء العنف. وأضاف المصدر المطلع على الاستراتيجية الأمريكية، والذي طلب عدم نشر اسمه، إن واشنطن «تقوم بجهود دبلوماسية مكثفة خلف الكواليس مع كافة الأطراف للوصول إلى وقف لإطلاق النار» وتخشى أن يؤدي صدور بيان من المجلس إلى نتائج عكسية في الوقت الراهن.

وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الجانبين على الهدوء و«ضبط النفس»، قائلاً «نأسف بشدة لوقوع خسائر في الأرواح.. خسائر في أرواح الإسرائيليين وخسائر في أرواح الفلسطينيين»

وأضاف «نضغط بشدة لإيصال رسالة خفض التصعيد هذه كيما نرى نهاية للخسائر في الأرواح».



أعمدة من الدخان الأسود

وقالت إسرائيل إنها أرسلت 80 طائرة لقصف غزة، ونشرت مشاة ومدرعات دعماً للدبابات المنتشرة بالفعل على الحدود، فيما يعيد إلى الأذهان التوغل البري الإسرائيلي في القطاع لوقف الهجمات الصاروخية في 2014.

وقتل أكثر من 2100 فلسطيني في قطاع غزة في الحرب التي استمرت 7 أسابيع بعد ذلك، وفقاً لما ذكرته وزارة الصحة في القطاع، فضلاً عن 73 إسرائيلياً، كما دُمرت آلاف المنازل في غزة.

وأظهرت لقطات مصورة يوم الثلاثاء ثلاثة أعمدة من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد من البرج السكني المنهار في غزة. وانقطعت الكهرباء في المنطقة المحيطة به.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المبنى الكائن في حي الرمال بمدينة غزة يضم مكاتب «عدة» لحماس، منها مكاتب للأبحاث والتطوير والمخابرات العسكرية.

ومن المعروف على نطاق واسع بالمنطقة وجود مكتب لحماس في المبنى يستخدمه القادة السياسيون والمسؤولون الذين يتعاملون مع وسائل الإعلام.

وذكر شهود والجيش الإسرائيلي أن سكان البرج والمنطقة المحيطة تلقوا تحذيراً لإخلاء المنطقة قبل حوالي ساعة من الضربة الجوية التي دمرت المبنى تماماً.

وتعرض مبنى سكني ومكتبي ثانٍ في الحي نفسه لأضرار شديدة في الهجمات الإسرائيلية قبل قليل من الساعة الثانية من صباح اليوم الأربعاء. وكان السكان والصحفيون العاملون في المبنى قد غادروا بالفعل.

وقال مسؤولو وزارة الصحة في غزة أمس الثلاثاء إن عدد القتلى بلغ 32، لكن محطة إذاعية تابعة لحماس قالت في وقت لاحق إن ثلاثة آخرين، بينهم امرأة وطفل، قتلوا قبل قليل من الثانية من صباح الأربعاء في غارة جوية إسرائيلية على شقة أعلى مطعم.

وقال زعماء سياسيون إسرائيليون والجيش إنهم قتلوا «عشرات» النشطاء وأصابوا مباني تستخدمها حماس.

وقال وزير الدفاع بيني جانتس إن إسرائيل نفذت «المئات» من الضربات وإن «المباني ستستمر في الانهيار».

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن من بين القتلى الثلاثين الذين تم الإبلاغ عنهم عشرة أطفال وامرأة واحدة.

وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية نجمة داود الحمراء إن امرأة تبلغ من العمر 50 عاماً قُتلت عندما أصاب صاروخ مبنى في ضاحية ريشون لتسيون في تل أبيب، وأن امرأتين قُتلتا في ضربات صاروخية على عسقلان.

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع أطراف الصراع إلى العمل على تهدئة العنف، وأعادت تذكير الجميع بأن القانون الدولي يطالب بالعمل على تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين.

وقال فابريزيو كاربوني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر بالشرق الأوسط في بيان «يمثل القصف الصاروخي على إسرائيل مؤخراً، والضربات الجوية على غزة تصعيداً خطيراً للتوتر والعنف الذي شهدته القدس في الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك البلدة القديمة».

وتصاعد العنف أيضاً في الضفة الغربية المحتلة.

وقال مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينياً بالرصاص وأصابت آخر يوم الثلاثاء بعدما أطلقا النار صوب القوات الإسرائيلية قرب مدينة نابلس الفلسطينية.