الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سوريا.. بيزنس التهريب الرابح الأول من مشاكل الشباب

تدفع الأزمة الاقتصادية الحادة في سوريا، وزيادة معدلات البطالة، وسنوات الخدمة العسكرية وسط الحرب الأهلية، الشباب إلى طرق أبواب المهربين بحثاً عن مخرج باتجاه الأراضي التركية عبر مناطق سيطرة جماعات المعارضة، بحسب تقرير نشره موقع «المونيتور».

وقال التقرير إن المخاطر متعددة أثناء هذه الرحلة، بداية من اجتياز خطوط المواجهة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا، حيث يكون المسار من خلال ممرات تهريب بين مناطق السيطرة.

أسباب الهروب

ونقل التقرير عن الصحفي السوري المقيم في إدلب، مهند درويش قوله «هناك أسباب عدة تدفع الشباب لهذه الرحلة الخطرة؛ أولها الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وتدهور سعر الليرة، ما دفع الكثيرين، إلى الهروب بحثاً عن أوضاع معيشية أفضل».

وتابع قائلاً «السبب الثاني هو خوف هؤلاء الشباب من التجنيد، فالجنود يواجهون الموت باستمرار خلال سنوات تجنيدهم التي تصل إلى 10 سنوات، ولو أنهى فترة تجنيده يخرج للحياة بدون أي وظيفة، بخلاف الحالة النفسية السيئة التي يعانون منها بسبب ما مروا به.. كل هذه أسباب كافية تدفع الشباب للهرب من الخدمة الإلزامية بالجيش، بما في ذلك الشباب من الطائفة العلوية، المعروفة بتأييدها النظام، فقد مات مئات الشباب من العلويين خلال تجنيدهم في الجيش».

مخاطر عدة

وأضاف درويش «يواجه الشباب خلال سفرهم مخاطر عدة، وقد ينتهي بهم الأمر إلى القتل أو الاعتقال؛ فقوات الأمن تنظر لمن يرحل إلى مناطق المعارضة كمن يرتكب جريمة، كما أن أخطر مرحلة في تلك الرحلة هي عبور خطوط المواجهة، حيث قتلت الألغام المئات، كما أن المهربين يمكنهم أن يسرقوا ما بحوزة الهاربين، والأسوأ هو عبور الحدود التركية- السورية».

ونقل التقرير عن الشاب خالد إسماعيل (20 عاماً) المقيم حالياً قرب الحدود السورية- التركية قوله «كنت أعمل خبازاً في حلب، لمساعدة والدي على مصاريف المعيشة، لكني كنت أعيش في خوف من أن يطلبوني للتجنيد، وتمكنت من الابتعاد عن ذلك طوال عامين، لكنهم أرسلوا في طلبي مرات عدة، ففكرت في الفرار واللحاق بإخوتي في ألمانيا.

وأضاف «تمكنت من الفرار عن طريق مهربين سلكوا ممرات ثانوية لتجنب نقاط التفتيش الأمنية، حتى وصلنا إلى معبر أبوالزندين شمال حلب، وهناك سرنا 3 ساعات وعبرنا حقول ألغام، حتى وصلنا إلى مناطق المعارضة في ريف مدينة الباب، شمالي شرق ريف حلب، وكلفتني تلك الرحلة 600 دولار، وحالياً أحاول عبور الحدود التركية ومنها إلى ألمانيا».

ويقول متحسراً «لكنني فشلت مرتين».