الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

جهود ومبادرات رائدة.. إنجازات الإمارات للحفاظ على البيئة نموذج فريد بالمنطقة

جهود ومبادرات رائدة.. إنجازات الإمارات للحفاظ على البيئة نموذج فريد بالمنطقة

مشروعات البيئة المستدامة تحتل جانباً هاماً من خطط الدولة.(وام)

يحتفل العالم اليوم 5 يونيو، بيوم البيئة العالمي، والذي بدأ الاحتفال به عام 1974، بهدف تسليط الضوء على المشكلات التي تواجه البيئة من أجل عالم عالم أكثر صحة وأماناً لشعوب كوكب الأرض.

ويتم استضافة كل يوم بيئي عالمي من قبل دولة مختلفة كل عام، حيث تقام الاحتفالات الرسمية. ودولة باكستان هي البلد المضيف لاحتفالات يوم البيئة العالمي لعام 2021.

دولة الإمارات من جانبها تولي اهتماماً كبيراً بالبيئة، وتعمل للحد من تلوثها، ومن المخاطر الناتجة عن تغير المناخ إدراكاً من قيادتها الحكيمة لأهمية الحفاظ على البيئة وصونها من أجل الحاضر والمستقبل.

وتقدمت الإمارات الشهر الماضي، بطلب لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في أبوظبي عام 2023 (مؤتمر الدول الأطراف السنوي هو جهة صنع القرار المسئولة عن مراقبة ومراجعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ) مما يؤكد مساعي الدولة الحثيثة من أجل عالم خال من الملوثات.

إنجازات إماراتية كبيرة

ويقول خبير تغير المناخ والتنمية المستدامة، الدكتور صابر عثمان «حققت الإمارات إنجازات كبيرة في مجال البيئة، فمدينة مصدر الإماراتية أول مدينة في العالم تعتمد على الطاقة النظيفة والمتجددة، وتعد نموذجاً حياً وملموساً لكل التطبيقات البيئية التي يمكن أن تؤدي لمواجهة تأثيرات تغير المناخ، وأنواع التلوث المختلفة، سواء تلوث المياه أو الهواء أو التربة، لأن المدينة مبنية بطريقة بيئية، وتعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، وتتخلص من المخلفات بشكل آمن».

وأضاف عثمان في تصريحات لـ«الرؤية»: «تبذل الإمارات مجهوداً كبيراً للحد من تلوث البيئة عالمياً، فقد استضافت أكثر من مؤتمر يتعلق بالبيئة والمناخ، منها المؤتمر التحضيري لقمة العمل المناخي عام 2019، والقمة الثانية لمناقشة أجندة العمل المناخي على مستوى العالم شهر أبريل الماضي، وكيفية توفير التمويل للدول النامية، لتقوم بتنفيذ الإجراءات اللازمة للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، والتخفيف منها، وبالتالي مواجهة المشكلات البيئية". إجراءات للتكيف مع تغير المناخ

وأشار عثمان إلى أن الإمارات اتخذت عدداً من الإجراءات اللازمة للتكيف مع تغير المناخ؛ من خلال وضع خطط للطوارئ، وتجهيز نظم للإنذار المبكر، وتطوير أصناف المحاصيل المختلفة للحفاظ على الأمن الغذائي، والمحافظة على التنوع البيولوجي، ومواجهة تأثيرات المناخ على التصحر، وغيرها من الإجراءات، بالإضافة إلى نشر الطاقة المتجددة، وتطبيقات الحافلات الكهربائية، واستخدام التكنولوجيات المختلفة، وتحسين وتطوير الصناعة حتى تكون أقل تلويثاً، وكذلك التخلص من المخلفات باستخدام إعادة تدويرها، وغيرها من التطبيقات المختلفة، ولدى الإمارات خطة للتنوع في الاستخدام للطاقة، بحيث يتم اللجوء للطاقة المتجددة بجانب الطاقة غير المتجددة، وبالتالي التقليل من معدلات الانبعاثات".

الطاقات المتجددة

من جانبه يقول مدير مشروع التغيرات المناخية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الدكتور سمير طنطاوي «الإمارات من الدول الرائدة في المنطقة في قضايا البيئة، وتحديداً قضية تغير المناخ، فالإمارات شهدت طفرة كبيرة للغاية في الفترة الأخيرة في العمل البيئي بشكل عام، والعمل المرتبط بتغير المناخ بشكل خاص، واتجهت الإمارات كدولة بترولية في الفترة الأخيرة وتحديداً خلال العقد الأخير، إلى تنويع مصادر الطاقة، والاعتماد على المصادر المتجددة للطاقة؛ مثل الطاقات النظيفة، وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، والطاقة الحيوية وخلافه، كما استضافت الإمارات مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، وهذا بالطبع يؤكد على اهتمام دولة وحكومة الإمارات بقضايا البيئة بشكل عام».

وأضاف طنطاوي لـ«الرؤية» أن «الإمارات لها مساهمات ملموسة من خلال الوفد التفاوضي الرسمي الإماراتي بالأمم المتحدة في دفع موضوعات التفاوض تجاه مصالح الدول النامية، فالإمارات تشارك مع مصر والدول العربية الأخرى في مجموعة التفاوض العربي تحت مظلة الدول العربية بالأمم المتحدة، في موضوعات منها على سبيل المثال خفض انبعاثات الكربون، والزراعة الحديثة وخلافه، والطاقات المتجددة أيضاً».

تمويل المشروعات

وتابع «على الصعيد الدولي، فإن الإمارات تمول مشروعات، سواء على الناحية الاقتصادية أو البيئية أو على المستوى التجاري، ذات تأثير بيئي، من بينها مشروعات تهدف لخفض الانبعاثات، لكن بالأساس ليس شرطاً أن تكون مشروعات بيئية، فقد تكون مشروعات استثمارية، أو اقتصادية ربحية في الأساس، لكن يكون لها مردود بيئي، وهي تعمل في هذا الإطار في عدد من الدول، مثل شركة دبي للموانئ والتي لها فروع في أكثر من دولة، وتستخدم تكنولوجيات حديثة للحد من الانبعاثات والتلوث، أيضاً فإن شركتي الطيران الإماراتيتين، الاتحاد والإمارات، تستخدمان أسطولاً من الطائرات أقل انبعاثاً، والإمارات لديها مشاريع للطاقة المتجددة في دول عديدة».

ولفت إلى أن الإمارات طورت في الفترة الأخيرة منظومة العمل البيئي لديها، الخاصة بقياس ملوثات الهواء، وجودة الهواء، وهناك تعاون إماراتي - صيني للقضاء على التصحر، وتحويل التربة القاحلة شديدة الجفاف إلى تربة خصبة". الاستمطار الصناعي

أما أمين عام خبراء البيئة العرب، الدكتور مجدي علام، فقال «هناك أكثر من إنجاز حققته الإمارات في مجال البيئة، وكان أشهرها الاستمطار الصناعي، والذي سيشكل فتحاً جديداً للعالم كافة، والإماراتية ماضية فيه ولديها إصرار على إنجاحه، كوسيلة للتغلب على قضايا المناخ».

وأضاف علام لـ«الرؤية» أن "الإمارات سباقة في عدد من المشروعات الخاصة بتحسين المناخ والبيئة، منها الحزام الأخضر الكبير على الطريق بين أبو ظبي ودبي، حيث يصل كل مدن الإمارات، حزام شجري كثيف، كذلك فإن حماية البيئة البحرية، علامة من علامات الإمارات، كما أن لديها حماية للتراث البيئي، وسباق الجمال الذي يهدف للحفاظ على أنواع برية، بالإضافة إلى الحفاظ على الأنواع الأصلية للصقور والطيور وعدم اندثارها.

وتابع أن الإمارات تصدرت دول العالم التي تحمي التنوع البيولوجي، وتقدمت على الكثير من الدول الأوروبية، سواء بالنسبة للطيور، أو الحيوانات، والمراعي، والمحميات الطبيعية، وتعد الإمارات دولة رائدة في خفض انبعاثات التلوث، وخصوصاً خفض انبعاثات الغازات الملوثة للبيئة، التي تسبب ظاهرة الاحترار العالمي، حيث تحتل رقم 3 في خفض انبعاثات الاحتباس الحراري عربياً، ومن أعلى الدول عالمياً التزاماً بخفض انبعاثات الاحتباس الحراري".

الطاقة الشمسية

وقال علام إن «الإمارات من أكثر الدول التي تستخدم الطاقة الشمسية، والطاقة النظيفة، ومن أوائل الدول التي ستدخل في استخدام طاقة الهيدروجين الأخضر، والتقارير المقدمة من الدول العربية، تشير إلى أن الإمارات تقدمت كثيراً في التعامل مع الهيدروجين الأخضر، والطاقة الشمسية، والطاقة النظيفة، والحد من غازات الاحتباس الحراري متصدرة معظم الدول العربية».

واستطرد قائلاً «الإمارات أيضاً لديها حواجز وسدود، وتستطيع تحقيق الاستفادة من المياه، ولديها مناطق تحمي مواطنيها من الآثار البيئية السلبية، سواء الجفاف الشديد، أو الحرارة الشديدة، أو إذا وقعت السيول بكميات كبيرة، خصوصاً في بعض الأودية الهامة، فلديها تجربة رائدة في هذا المجال».