الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بين الوعود والتنفيذ.. أين وصلت مشروعات لقاحات كورونا بشمال أفريقيا؟

بين الوعود والتنفيذ.. أين وصلت مشروعات لقاحات كورونا بشمال أفريقيا؟

مصريات بعد تلقيهن جرعات اللقاح. (رويترز)

أعلنت بلدان شمال أفريقيا (مصر والمغرب، والجزائر، وتونس) أواخر العام الماضي وبداية العام الجاري، عن مشروعات لإنتاج لقاحات كورونا محلياً، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتصدير للدول الأفريقية، التي لم تتمكن أغلب بلدانها من توفير اللقاحات للمواطنين في قارة يبلغ عدد سكانها المليار والنصف.

وعلى الرغم من هذا التكتل السكاني الكبير إلا أن سكان القارة هم الأقل تلقيحاً ضد فيروس كورونا من بين باقي قارات العالم، إذ يمثل الأفارقة 1.63% فقط من مجموع سكان العالم، الذين تم تلقيحهم، وذلك حتى 6 يونيو الجاري، بحسب موقع Our world in data.

المشروع المصري

ويعد المشروع المصري لإنتاج لقاحات كورونا، هو الأكثر تقدماً من حيث التنفيذ، فقد تلقت مصر في 21 مايو المنصرم، دفعة أولى من المواد الخام، تقدر بـ«1400 لتر، لتصنيع حوالي مليوني جرعة من لقاح سِينُوفَاكْ الصيني، في إطار الاتفاقية الموقعة بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فَاكْسِيرَا)، وشركة سينوفاك الصينية»، بحسب وزيرة الصحة والسكان المصرية، هالة زايد، التي قالت مساء الاثنين «أول جرعة من اللقاح المنتج محلياً ستكون في 15 يونيو الجاري»، وتوقعت زايد أن يتم تصنيع «40 مليون جرعة من لقاح سينوفاك، خلال السنة الأولى من توقيع الاتفاقية».



وأضافت هالة زايد «أن مصر تعمل على تصنيع لقاح (سْبُوتْنِكْ -V) الروسي، ليكون جاهزاً نهاية العام الجاري»، وذلك بعدما أبرمت شركة الأدوية المصرية (مِينَافَارْمْ)، وصندوق الاستثمار المباشر الروسي، اتفاقاً سيُنتَج بموجبه، بحسب بيان مشترك للطرفين، «أكثر من 40 مليون جرعة سنوياً». ويتوقع «أن يكون اللقاح جاهزاً في الربع الثالث من العام الجاري».

المشروع المغربي

وبخصوص المغرب، قال عضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة كورونا في المغرب (لجنة حكومية)، مولاي المصطفى الناجي «المشروع في طور الإنجاز، وعبر عدة مراحل، لكني لا أستطيع القول إنه سيرى النور قريباً، لأن المسألة معقدة، وتتطلب موارد بشرية، وإمكانيات ضخمة جداً».

وأضاف في تصريحات لـ«الرؤية» «المغرب في طور إنجاز مشروع ضخم، سيكون عبارة عن شركة كبيرة لإنتاج مختلف اللقاحات، وليس فقط لقاح كورونا، وسيكون في مدينة طنجة ويتطلب أموالاً باهظة، وشراكة مع عدة شركات».

وتابع الناجي، الذي يشغل أيضاً منصب مدير مختبر علوم الفيروسات في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء «إنتاج لقاحات كورونا في المملكة ينتظر الحصول على تراخيص من شركة سينوفارم الصينية صاحبة اللقاح، ومن منظمة الصحة العالمية، ومن إدارة الغذاء والدواء في أمريكا، ومن وزارة الصحة المغربية، وإلى ترخيص الوضع في السوق، الذي يمنحه المركز الوطني للأدوية، بجانب التوصل لتركيبة اللقاح كما وضعتها الشركة الأصلية، ونقل التكنولوجيات من البلد الأصلي المصنع للقاح، ومعها خبراء من هناك، ليتابعوا برفقة خبراء مغاربة عملية الإنتاج».

مشروعات تونسية

وفي تونس، قال مدير لجنة القيادة للتلقيح، التابعة لوزارة الصحة، الهاشمي الوزير «تونس تعمل حالياً على 3 مشروعات لإنتاج لقاحات كورونا محلياً؛ الأول يتعلق بلقاح من نوع (دِي إِنْ آيْ فَاكْسِينْ)، الذي يعتمد على الحامض النووي، وهو نوع غير مستعمل، في أي بلد في العالم، ويتم تطويره في معهد بَاسْتُورْ بتونس، لكنه لا يزال في مرحلة التجارب على الحيوانات في المختبر، ولا يُتوقع أن يكون جاهزاً بعد عدة أشهر أو حتى في العام المقبل، نظراً للحواجز التقنية، التي تواجه تصنيع هذا النوع من اللقاحات».

وأضاف في تصريحاته لـ «الرؤية» «المشروع الثاني يتعلق بجلب المواد الأولية للقاح كورونا من البلدان المصنعة له، ثم تنفيذ باقي مراحل إنتاجه النهائية في تونس، وهناك مختبرات عالمية طورت لقاحات ضد كورونا وتصدرها، وافقت على إعطاء المختبر التونسي تلك المادة، وإنتاج لقاح كورونا بهذه الطريقة في تونس، سينطلق بعد مدة تراوح ما بين 3 - 8 أشهر».



وتابع «المشروع الثالث يتعلق بنقل تكنولوجيات من مختبرات، أو مراكز بحث عالمية، لتصنيع لقاح كورونا ولقاحات أمراض أخرى من البداية إلى النهاية، وهناك حوارات مع عدة أطراف في أمريكا، وفي بلدان أخرى، من أجل ذلك، والمشروع سيكون جاهزاً بعد فترة تراوح ما بين عام إلى 3 أعوام».

المشروع الجزائري

ومن جهته، قال عضو لجنة مكافحة جائحة كورونا في الجزائر، محمد بقاط بركاني «الجزائر أبرمت عقداً مع معهد غَامَالِي الروسي، لتصنيع لقاح (سْبُوتْنِيكْ-V) في الجزائر، والمشروع في طور التنفيذ، وسيتم الحصول على المواد الأولية من خلال الشريك الروسي، لكن تجهيز التكنولوجيات والاستعدادات العمرانية سيستغرق عدة أشهر».

وأضاف بركاني، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس عمادة الأطباء في الجزائر، لـ «الرؤية» «الإنتاج يُحتمل أن يبدأ في أواخر سبتمبر المقبل، وسيتم تصدير اللقاح إلى بلدان أفريقيا، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي في الجزائر».

التصدير لأفريقيا

وفي ما يخص تصدير لقاحات كورونا، التي ستصنع في المغرب، وتونس، والجزائر، ومصر، إلى البلدان الأفريقية، قالت وزيرة الصحة والسكان المصرية، في تصريحات سابقة «مصر تهدف إلى أن تكون مركزاً لتصنيع لقاحات كورونا، وتصديرها إلى أفريقيا، لكن بعد تغطية الاحتياج المحلي».

وقال مولاي المصطفى الناجي «يجب على البلدان الأفريقية، التي ستصنع اللقاح، وستعطي الأولوية لمواطنيها، أن تزاوج بين ذلك، وبين تزويد بقية بلدان القارة به».

ومن جانبه، قال بركاني «الهدف الأول بالنسبة للجزائر من مشروعات تصنيع لقاحات كورونا محلياً، سيكون هو تحقيق الاكتفاء الذاتي في البلاد، وبعد ذلك يبدأ التصدير نحو القارة الأفريقية».