الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإمارات عضواً بمجلس الأمن: مسيرة حافلة للدبلوماسية الإماراتية نجحت في حشد الدعم الدولي

الإمارات عضواً بمجلس الأمن: مسيرة حافلة للدبلوماسية الإماراتية نجحت في حشد الدعم الدولي

عبدالله بن زايد يلقي خطاب الدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة

شهدت مسيرة دولة الإمارات إلى عضوية مجلس الأمن، عملاً دؤوباً من الدبلوماسية الإماراتية لحشد الدعم لفوز الدولة بمقعد مجموعة آسيا والمحيط الهادئ في المجلس، وتضمن ذلك العديد من الفعاليات والتحركات، الداخلية والخارجية، منذ بدأت الفكرة إلى أن تحولت إلى إنجاز على أرض الواقع بدعم وترحيب عالمي.

أثناء الملتقى الـ14 للسفراء وممثلي البعثات التمثيلية للدولة في الخارج، الذي عقد في 2 فبراير 2020 في أبوظبي، جرت جلسة حوارية بعنوان «أهمية عضوية مجلس الأمن لدولة الإمارات»، شاركت فيها كمتحدث رئيسي المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لانا زكي نسيبة، وأيضاً مبعوثة بريطانيا إلى الأمم المتحدة السفيرة كارين بيرس، والزميل الزائر بمعهد بروكنجز ووكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة المعني بالشؤون السياسية السفير جيفري فيلتمان.

الإعلان الرسمي

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة رسمياً ترشحها وانطلاق حملتها للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2022 – 2023، وذلك في بيان أمام المناقشة العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي أدلى به سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في 29 سبتمبر 2020.

وقال سمو الشيخ عبدالله آنذاك: «ستواصل بلادي بنفس الخطى والمبادئ التي تأسست عليها، جهودها في صون السلم والأمن الدوليين، بالتعاون مع أعضاء المجلس».

وأضاف: «إننا ندرك حجم المسؤولية المترتبة على عضويتنا، ومقدار التحديات التي تواجه المجلس، ونؤكد أن بلادي ستعمل بعزم وإصرار لمعالجة القضايا المهمة للدول، مسترشدين في ذلك بفهمنا للأزمات وبخبرتنا في المنطقة العربية وعلاقاتنا الوثيقة مع الدول وستواصل بلادي الدعوة لإشراك».

تزكية آسيوية

في يوم التصويت على انتخاب الإمارات كانت هي الدولة الوحيدة المرشحة لمقعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعدما حصلت على تزكية من دول المجموعة.

صدرت هذه التزكية في 30 يونيو عام 2020، بعدما عقدت المجموعة اجتماعاً برئاسة المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، أيدت خلاله ترشح دولة الإمارات.

ومن المتعارف عليه أن تنظر مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ في تأييد الترشيحات الخاصة بعضوية مجلس الأمن، قبل عام واحد من تاريخ الانتخابات، وعليه طلب المندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة، السفير محمد الحسن، تأييد مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ، لترشح دولة الإمارات خلال الاجتماع، وهو الطلب الذي أيده المندوب الدائم للهند لدى الأمم المتحدة، السفير تي إيس تيريمورتي.

كما أيدت أكثر من 40 دولة عضو في المجموعة، ترشيح دولة الإمارات خلال الاجتماع، حيث أشادوا بالتزامها بدعم ميثاق الأمم المتحدة، ودورها القيادي في توطيد السلام في المنطقة العربية، فضلاً عن جهودها في تعزيز مبدأ الشمولية ومكافحة الإرهاب، وتشجيع التعددية وتمكين المرأة، كما أشاد الأعضاء بالدور البارز الذي تقوم به دولة الإمارات في ضمان السلام والأمن العالمي والتخطيط للمستقبل.

الدعم الأفريقي

وعلى الصعيد الأفريقي، وفي 31 مارس الماضي، اجتمعت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي مع المندوبين الدائمين للدول الأفريقية لدى الأمم المتحدة، لتقديم لمحة عامة عن أهداف عضوية دولة الإمارات في مجلس الأمن للفترة 2022-2023، حيث شكل الاجتماع عنصراً بالغ الأهمية في مجال تعزيز التعاون بين دولة الإمارات والدول الأفريقية على نطاق أوسع.

وشارك في الاجتماع الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الدولة، ولانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، وأكدت التزام دولة الإمارات بالتعاون مع الدول الأفريقية خلال مداولات مجلس الأمن، باعتبار أن القضايا الأفريقية تشكل غالبية جدول أعمال المجلس.

كما جددت الإمارات التزامها بالعمل مع الشركاء لتعزيز الأمن والسلام في أفريقيا، خلال عضوية مجلس الأمن للفترة 2022 – 2023، وذلك في بيان لدولة الإمارات في 20 مايو 2020، خلال المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن، برئاسة وزير خارجية الصين وانغ يي الذي ترأست بلاده المجلس في ذلك الشهر.

الصوت العربي الوحيد

وستكون الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن بعد انتهاء العضوية الحالية لتونس بالمجلس في نهاية العام الجاري.

وكانت الإمارات حصلت على تأييد مجلس جامعة الدول العربية لترشحها، في اجتماعه الوزاري الذي عُقد في دورته العادية رقم 137 في مارس 2021.