الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإمارات بمجلس الأمن.. علاقات دولية جيدة تنشر السلام وتقلل الصراعات

الإمارات بمجلس الأمن.. علاقات دولية جيدة تنشر السلام وتقلل الصراعات

الإمارات أعلنت في سبتمبر 2020 عن ترشحها لعضوية مقعد غير دائم - أ ف ب.

يشكل وجود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن لمدة عامين، تتويجاً لجهودها الدولية والإقليمية، وفرصة مهمة لتعزيز دورها في حل العديد من القضايا العالمية بسبب علاقاتها الجيدة مع الدول الخمس الأعضاء الدائمين في الكيان التابع للأمم المتحدة، بحسب خبراء ومختصين تحدثوا لـ«الرؤية».

وانتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، دولة الإمارات العربية المتحدة، عضواً غير دائم في مجلس الأمن بعد حصولها على 179 صوتاً، للفترة 2022-2023.

وكانت الإمارات قد أعلنت في سبتمبر 2020، عن ترشحها لعضوية مقعد غير دائم في المجلس للفترة من 2022-2023، وذلك في بيان أدلى به سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أمام المناقشة العامة للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال سموه حينها: «ستواصل بلادي بنفس الخطى والمبادئ التي تأسست عليها جهودها في صون السلم والأمن الدوليين بالتعاون مع أعضاء المجلس».



وأضاف: «إننا ندرك حجم المسؤولية المترتبة على عضويتنا ومقدار التحديات التي تواجه المجلس ونؤكد أن بلادي ستعمل بعزم وإصرار لمعالجة القضايا المهمة للدول، مسترشدين في ذلك بفهمنا للأزمات وبخبرتنا في المنطقة العربية وعلاقاتنا الوثيقة مع الدول وستواصل بلادي الدعوة لإشراك المنظمات الإقليمية في بلورة حلول دائمة للأزمات ونعتمد على دعمكم لنتمكن من تحقيق هذه الغايات».

وانضمت الإمارات إلى منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها في ديسمبر 1971، كما سبق لها أن كانت عضواً في مجلس الأمن في الفترة 1986 – 1987.

إضافة كبيرة لقيمة السلام العالمي

ويرى الخبير والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور أيمن سمير، أن فوز الإمارات بالعضوية هو إضافة كبيرة للجهد الدولي الرامي لإقرار السلام والاستقرار في العالم، وذلك لكون دولة الإمارات قوة للاستقرار ومحوراً للسلام والتعايش المشترك بين كافة الشعوب منذ تأسيسها، حيث أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» أسس الدبلوماسية الإماراتية والسياسة الخارجية الإماراتية التي تقوم على الأيادي البيضاء الممدودة للآخرين بالخير والسلام والتعايش، ولذلك أثمرت الإمارات سياسات إيجابية ساهمت في إنهاء الكثير من الصراعات والخلافات التي كان منها خلافات تاريخية.

.

وأضاف أنه في عام 2018 ساهمت الوساطة الإماراتية في التوصل إلى اتفاق سلام بين أرتيريا وإثيوبيا وهو خلاف كان قد استمر لـ20 عاماً.

وتابع أن دولة الإمارات أيضاً استطاعت أن تنهي حرباً استمرت لمدة 17 عاماً بين ما يسمى بالجبهة الثورية السودانية والحكومة السودانية، بالإضافة إلى جهود قوات الجيش الإماراتي التي لعبت دوراً كبيراً في حفظ السلام العالمي من ناحية توصيل المواد الإغاثية إلى أفغانستان وفي أعقاب الزلزال الذي ضربها، بالإضافة إلى دورها في عملية تعزيز التضامن العربي من خلال مبادرة نزع الألغام من جنوب لبنان.

وأشار الدكتور سمير إلى أن هذه الأسباب جميعها تجعل من دولة الإمارات دوماً وسيط سلام مهماً، وباعتبار أن الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين هو الوظيفة الأولى لمجلس الأمن فوجود الإمارات في الكيان الدولي يعد إضافة كبيرة لقيمة ومعنى السلام في العالم.

وقال إن الإمارات تشكل محور التفاعلات الإقليمية والدولية بما تمتلكه من قدرات في مجالات متعددة كالتكنولوجيا والطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة والمناخ، وهو ما أهلها لتكون قوة إقليمية ليس فقط في محيطها العربي أو الخليجي بل على المستوى الدولي، فالإمارات تمتلك كل المقومات لتكون عنصراً فاعلاً وقوياً في أداء مجلس الأمن خلال العامين القادمين.

وعن دور الإمارات في تحريك القضايا العالمية، أوضح سمير أن الإمارات تمتلك مقاربة سياسية مقبولة ليس فقط في القضايا الإقليمية، ولكن أيضاً على المستوى الجيوسياسي الدولي، حيث إن جهود الإمارات مقبولة في حل الأزمات سواء في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط أو خارج الشرق الأوسط كدورها في التقريب بين الهند وباكستان، ولذلك فإن وجودها في مجلس الأمن سيساهم في وجود مبادرات سياسية وصياغة قرارات دولية وأممية ذات تأثير إيجابي في نشر السلام وتقليل الصراعات والحروب، مستغلة في ذلك علاقاتها الجيدة بباقي أعضاء مجلس الأمن، سواء الدائمون أو غير الدائمين.

تتويج

ومن جانبه، قال أستاذ الاجتماع السياسي في جامعتي هلسنكي والنيل الدكتور سعيد صادق، إن انتخاب الإمارات لتكون عضوة لمدة عامين في مجلس الأمن، هو تتويج لجهود الإمارات ونشاطها الدبلوماسي والاقتصادي والإعلامي والعالمي، ونتيجة لتقديمها نموذجاً للتنمية الناجحة خلال عقود، ونجاحها في تقديم سياسية خارجية جريئة.

وأضاف في تصريحات لـ«الرؤية» أن وجود دولة الإمارات في مجلس الأمن، خاصة في ظل الأزمات الكبرى في المنطقة، سيدفعها للعب دور أكبر والمساهمة في إقناع أعضائه بحلول لهذه الأزمات لأن الإمارات جزء من المنطقة.

وأوضح أنه من هذا المنطلق ستساهم الإمارات في إقناع الدول العظمى بصيانة مصالحها عن طريقة المساهمة في حل المشكلات لا تجاهلها، خاصة مع توجه أمريكا غير المكترث بمشكلات الشرق الأوسط.

خبرة دبلوماسية

وقالت الدكتورة نهى بكر أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن انتخاب دولة الإمارات لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن، للمرة الثانية لتشغل مقعد دول آسيا والمحيط الهادئ إلى جانب تمثيلها الصوت العربي يؤكد القدرات والإمكانات التي تمتلكها الإمارات وذلك بالتزامن مع مرور 50 عاماً على تأسيسيها.

وأضافت أن الخبرة الدبلوماسية التي تتمتع بها دولة الإمارات، وإدراكها للمخاطر الأمنية في المنطقة، سيمكنها من طرح مهم يدعم التوصل لحلول الأزمات بالمنطقة، كما يساعد في طرح وشرح الأوضاع لتحجيم حدوث أزمات مستجدة، بالإضافة إلى تقديم مبادرات تدعم بناء السلام الهش في المنطقة العربية.

وتابعت أن الإمارات ستتمكن من تكوين مساهمة متوقعة في الدبلوماسية متعددة الأطراف في قضايا المخاطر الأمنية التي تتعلق بالبيئة والتغيير المناخي وملفات حقوق الإنسان.