الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مصر والسعودية.. دلالات وملفات في لقاء شرم الشيخ

مصر والسعودية.. دلالات وملفات في لقاء شرم الشيخ

الرئيس السيسي وولي العهد السعودي بشرم الشيخ.(الرئاسة المصرية)

نال لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بمدينة شرم الشيخ المصرية، اهتماماً كبيراً من الخبراء، الذين أكدوا أن اللقاء يدل على عمق ومتانة العلاقات بين البلدين، وأن اللقاء يحمل دلالات مهمة.

عمق ومتانة العلاقات

وقال مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بجامعة أسيوط المصرية، الدكتور محمد العدوي «صورة لقاء الرئيس السيسي وولي العهد السعودي، تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة، حيث تدل على عمق ومتانة العلاقات بين البلدين، فمصر والسعودية، تدركان حجم وأهمية كل منهما في المنطقة، ولهذا يوجد توافق وتنسيق بينهما في الكثير من المواقف».

وأضاف لـ«الرؤية»: «حرص ولي العهد السعودي على بناء علاقات طيبة مع القيادة المصرية، يدل على الميراث الطيب من العلاقات بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبين مصر، ولهذا يسير الأمير على خطى الوالد الملك».

وتابع العدوي «هناك ملفات مشتركة عديدة تهم الجانبين المصري والسعودي، يأتي على رأسها الأزمة اليمنية، وحماية الأماكن المقدسة من أي اعتداءات من الحوثيين، وهناك مقولة مأثورة للملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، أكد فيها أنه إذا تعرضت الأماكن المقدسة لأي خطر أو عدوان، فإن المصريين هم أول من يهب لنجدة وحماية السعودية، فضلاً عن الرابط الديني والنفسي وحب المصريين للسعودية واحترامهم الكبير للأماكن المقدسة».

وأكد العدوي متانة وتناسق التعاون بين الدولتين في محاربة الإرهاب، لأن مصر والمملكة تواجهان التنظيمات والجماعات الإرهابية في المنطقة، وهذا لا يتم إلا من خلال التعاون، خصوصاً في مواجهة التنظيمات الإرهابية في الإقليم المشتعل بالصراعات والاضطرابات الأمنية.

وكتب الرئيس السيسي في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر الجمعة «سعدت اليوم بلقاء أخي الأمير محمد بن سلمان.. وقد تركز لقاؤنا على بحث سُبل تطوير العلاقات المشتركة بين بلدينا، كما توافقت الرؤى بيننا حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وأؤكد اعتزازي الدائم بالعلاقات المتميزة التي تربط مصر والسعودية على المستويين الرسمي والشعبي».

3 دلالات مهمة

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي عماد المديفر «لقاء ولي العهد السعودي والرئيس المصري في شرم الشيخ، يعكس عمق ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، ودور المملكة ومصر المحوري في المنطقة، والعلاقات الأخوية بين القيادتين».

وأضاف لـ«الرؤية» قائلاً «اللقاء يرسخ مدى القوة الإقليمية الكبيرة للبلدين، ويحمل 3 دلالات مهمة؛ أولها دلالة الزمان والتوقيت، كونها تأتي بعد مضي 10 سنوات على ما يسمى بمشروع «الربيع العربي» الفوضوي الذي أريد له أن يستهدف دول المنطقة، وبالأخص محور الاعتدال العربي».

وتابع «ودلالة المكان في شرم الشيخ والأهمية الاستراتيجية للمدينة ولمصر، والثالثة دلالة واقع الحال؛ إذ إن مصر والسعودية اليوم في وضع سياسي واقتصادي وعسكري وتنموي ممتاز، وأفضل بمراحل مما كان عليه الوضع إبان بداية تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة في المنطقة، والذي تورطت فيه حركات الإسلام السياسي ودول أخرى في الإقليم».

وأكد المديفر أن العلاقات والصلات القوية بين المملكة ومصر، كانت السد المنيع والسور العالي الذي حمى المنطقة من هذه المخططات الشريرة، لافتاً إلى أن العلاقات السعودية المصرية تشكل نمطاً فريداً للعلاقات التعاونية والتفاعلية على مستوى الوطن العربي، والتي تتسم بالنمو على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.