السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لبنان.. نفاد الوقود يشعل الأوضاع المتفاقمة

لبنان.. نفاد الوقود يشعل الأوضاع المتفاقمة

طابور سيارات أمام محطة للوقود في بيروت. (رويترز)

لا يتمكن العديد من الطلبة من التوجه لمدارسهم، كما لم يعد بمقدور العديد من الموظفين الذهاب للعمل من مكاتبهم، بينما تجددت الاحتجاجات بالشوارع ضد الحكومة في لبنان، خلال الشهر الحالي، لكن السبب لم يكن جائحة كورونا، وإنما بسبب الأزمة الشديدة في نقص الوقود.

في بلد لم يعد غريباً عليه الأزمات، يعد نقص الوقود هو الأحدث في سلسلة من الكوارث، تراوح ما بين الانهيار الاقتصادي الذي قلص العملة إلى عُشر قيمتها السابقة، وجائحة أغلقت أبواب الكثيرين. وأدى انفجار الصيف الماضي في مرفأ بيروت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وتدمير جزء كبير من وسط العاصمة، بحسب تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

علامات أزمة الوقود

وتمتد طوابير السيارات أمام محطات الوقود لعدة أميال، حيث يستغرق كل شخص عدة ساعات للحصول على كمية صغيرة من الوقود المدعوم من الحكومة، التي تمر بأزمة كبيرة لتوفير الأموال اللازمة لاستيراده من الخارج، حتى تحافظ على ثبات سعر الوقود.

وأوضحت «واشنطن بوست» أن الوقود أصبح عملة نادرة في لبنان، حيث يتم تهريبه إلى سوريا والتي تعاني هي الأخرى من أزمة شديدة في الوقود، وهو ما يتسبب في مشاحنات بمحطات الوقود يومياً وصلت إلى حد إطلاق النار.

ويعتمد لبنان بشكل كبير على السيارات والدراجات النارية، في ظل عدم وجود مترو، وقلة وسائل النقل العامة، وعدم وجود مسارات خاصة للدراجات الهوائية، بالإضافة إلى الاعتماد على توصيل كل الاحتياجات للمنازل.

وبسبب شح الوقود أغلقت العديد من المحطات أبوابها، في ظل اتهامات لهم بتخزين الوقود، انتظاراً لبيعه بأسعار أعلى لاحقاً، في حال رفع الدعم عنه، وهي الاتهامات التي رفضتها رابطة أصحاب محطات الوقود، وألقت بمسؤولية الأزمة على البنك المركزي، الذي اتهمته بعدم توفير الدولارات اللازمة لاستيراد الكميات المطلوبة.

تغير الحياة في لبنان

ولفتت الصحيفة إلى تغير شكل الحياة في لبنان، التي طالما اتسمت بالترف والرفاهية، حيث باتت الطرق خاوية حالياً، ولا تعرف الزحام إلا قرب محطات الوقود، بسبب طوابير السيارات المنتظرة، وأصبح من المألوف رؤية من يحملون زجاجة ويحاولون تعبئتها بالوقود للحصول على كميات أكبر من المسموح بها لكل سيارة.

وبات مشهد سيارات التاكسي التي كانت تملأ شوارع لبنان في السابق مختلفاً، حيث أصبح من الصعب العثور على سيارة تاكسي، بسبب مشاكل الوقود المتفاقمة في البلاد.

مشاحنات وإطلاق نار

وذكرت الصحيفة أن مشكلة الحصول على الوقود شهدت أبعاداً جديدة، حيث اندلع شجار بالأيدي في محطة وقود بسبب أسبقية الدور، فسحب رجل مسدسه وأطلق أعيرة نارية في الهواء ما أدى لتفريق الحشود الغاضبة، كما أطلق رجل النار أمام محطة وقود في طرابلس، بسبب إغلاق عمال المحطة لها، ومحاولتهم إبعاده من أمامها مؤكدين أنه لا يوجد وقود بالمحطة.

ونشرت إحدى محطات الوقود التي وقع بها إطلاق نار، بياناً قالت فيه إن ما حدث يضع عمالها «في وضع شديد الخطورة»، وطالبت من «الجيش وقوات الأمن والبلديات، بتقديم المساعدة في الحفاظ على الأمن وإلا ستضطر إلى الإغلاق».