الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مع تدفق اللبنانيين نحو وطنهم.. مخاوف من «تسونامي» كورونا

مع تدفق اللبنانيين نحو وطنهم.. مخاوف من «تسونامي» كورونا

(رويترز)

فيما شهد لبنان تراجعاً في نسبة الإصابات بكوفيد-19 إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام، ما يمثل خبراً ساراً في ظل الأزمة المتفاقمة في البلاد، بدت المخاوف تلوح في الأفق منذرة بأن هذه الانفراجة قد لا تدوم طويلاً.

مع حلول فصل الصيف، يتوقع تدفق مئات آلاف اللبنانيين المقيمين في الخارج بعدما تعذر على كثيرين زيارة وطنهم الأم في الصيف الماضي في ظل قيود وإجراءات الإغلاق القاسية التي فرضت على السفر والتنقل في لبنان ومختلف دول العالم.

اكتظاظ

تظهر إحصاءات وزارة الصحة تراجعاً كبيراً في معدلات الإصابة والوفيات بسبب كوفيد-19، وهي أعلنت الأربعاء تسجيل 167 إصابة بالإضافة إلى 3 حالات وفاة، والثلاثاء 147 إصابة و4 حالات وفاة. تمثل هذه الأرقام مؤشر نجاح، بعدما كان لبنان يسجل في أسابيع ما بعد أعياد رأس السنة الأخيرة، أرقاما تخطت أحياناً 6000 إصابة، ووفيات لامست المئة حالة يومياً.

من الواضح في شوارع بيروت، مستوى الإقبال الكبير والاكتظاظ في المقاهي والمطاعم خاصة في ساعات المساء، وهي ظواهر تتزايد منذ أن قررت حكومة تصريف الأعمال في فبراير تخفيف إجراءات الإغلاق العام على مراحل، فيما لا يبدو أن هناك التزاماً كبيراً بتدابير الوقاية من الفيروس، ما دفع بأطباء إلى التحذير من أن الاستمرار في التفلت من الإجراءات الوقائية، سيؤدي إلى كارثة خاصة في ظل الانهيار الحاصل في القطاع الصحي في لبنان.



السلالة الهندية

بحسب منظمة الصحة العالمية هناك العديد من السلالات المتحورة من فيروس كورونا، لكن هناك 4 متغيرات توصف بأنها «مثيرة للقلق» تتعقبها المنظمة حول العالم، هي السلالات البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية والأخيرة هي الهندية التي توصف بأنها الأكثر خطورة.

لم تصل السلالة الهندية من كورونا إلى لبنان حتى الآن، لكنها ظهرت في عدد من الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة، وذلك في وقت تظهر بيانات مطار رفيق الحريري الدولي، أن عشرات الرحلات تصل يومياً إلى بيروت ما يعزز المخاوف من موجة تفشٍ جديدة لـ«كوفيد-19».

في مؤشر على الضغط الكبير على مطار العاصمة اللبنانية، طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من وزير الصحة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الازدحام الشديد لإجراء فحوصات البي سي أر في المطار، والاستعانة بفرق إضافية، كما حذر مدير مستشفى رفيق الحريري من أن «السلالة الهندية لن تتأخر قبل أن تصل إلى لبنان طالما بقي الوضع غير مضبوط في المطار».

وهناك بالفعل مخاوف من قيام بعض المسافرين المصابين بالاستحصال على فحوصات بي سي أر مزورة يستخدمونها للدخول إلى لبنان بدون متابعة دقيقة من جانب السلطات الصحية لقيود الحجر ما بين فترة فحوصات المطار وبين إعلان النتائج.





عجز المستشفيات

وكان تفلت مشابه من الالتزامات الصحية قد حصل في أعياد نهاية السنة بعد شهور من إجراءات الحجر ومنع التجول وغيرها، حيث نظمت حفلات رأس السنة في أماكن مكتظة وفتحت الحانات وتجمعت العائلات في أمسيات منزلية أو في الخارج، فسجل عداد كورونا أرقاماً قياسيةً، وكاد يطيح بالخدمات الصحية في المستشفيات التي تئن أصلاً تحت أعباء الأزمة الاقتصادية وتشهد هجرة للأطباء والممرضين، منذ أكثر من عام.

وصلت الأزمة وقتها إلى مرحلة عجزت فيها المستشفيات عن استقبال المزيد من المصابين بالفيروس في غرف العناية الفائقة. لكن القطاع الصحي ما زال معرضاً للانهيار.

وحذر رئيس لجنة الصحة في البرلمان النائب عاصم عراجي من أن «الأمن الصحي في خطر، ومقبلون على أزمة صحية خطيرة» مع مغادرة الأطباء والممرضين إلى الخارج وأزمة فقدان الدواء من السوق والمستلزمات الطبية في المستشفيات.

يقول الدكتور الساحلي إن نسبة التلقيح في لبنان ما زالت دون الـ20% وبالتالي فإن «المناعة المجتمعية التي يتكلم عنها البعض هي مجرد قناع خلف وهم القضاء على الجائحة».