السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

السوشيال ميديا.. سلاح «انتخابي» جديد في يد الأحزاب المغربية

السوشيال ميديا.. سلاح «انتخابي» جديد في يد الأحزاب المغربية

(أ ف ب)

مع اقتراب موعد الانتخابات المغربية في 8 سبتمبر المقبل، كثّفت الأحزاب السياسية من نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي، لجذب جمهور جديد للتصويت على مرشحيها، مركزة على أكثر تطبيقات هذه المواقع قدرة على جذب اهتمام الجمهور الشباب من إنستغرام حتى تيك توك.



قيادات حزبية عديدة فعّلت حساباتها على مختلف منصات التواصل مستغلة الإمكانات الترويجية الكبيرة التي تزخر بها هذه التطبيقات.



وفي ظل أجواء التنافس السياسي استداداً للنزال الانتخابي، قام زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش بالتوجه إلى تطبيق إنستغرام من جديد بعد أن كان قد التحق به في أواخر عام 2019.

https://www.instagram.com/p/CPvGomvIJt3/?utm_medium=copy_link



تُروِّج الأحزاب، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لأنشطتها وأنشطة قياداتها، ولقاءاتهم مع المواطنين، ووعودهم وبرامجهم الانتخابية، وحصيلتهم في تسيير الشأن العام، وذلك عبر محتويات تتنوع بين المكتوب، والمصور، والسمعي، والبصري.



«شرخ تواصلي»

ورغم هذا النشاط «التواصلي» الموجه أساساً إلى شريحة الجمهور الشاب، يدور في أذهان البعض تساؤل حول مدى نجاعة هذه الاستغلال السياسي المباشر للتطبيقات قبيل أشهر قليلة من الموعد الانتخابي.

وفي هذا السياق، قال لـ«الرؤية» الشاب المغربي، خالد بوجميد (26 سنة) «لا نثق بتاتاً في الرسائل السياسية، التي تحاول الأحزاب المغربية إيصالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكونها رسائل موسمية ترتبط بالانتخابات، ما يجعل تواصلها مع المواطنين في الوقت الحالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محاولة لاستغلال الزخم، الذي تعرفه تلك المواقع، لتحقيق مكاسب سياسية لا غير».

بدورها، أوضحت الشابة المغربية، أميمة لطرش (20 عاماً): «عندما يظهر أمامي منشور من منشورات الأحزاب السياسية المغربية على مواقع التواصل الاجتماعي أتجاهله، لأني لا أهتم بالسياسة، ولا أرى أن هناك تغييراً ملموساً على مستوى الأوضاع في السنوات الماضية، رغم تغيير المسؤولين الموجودين في المناصب العليا».

من جهته، يرى الخبير المغربي في التواصل الرقمي، الدكتور مهدي عامري، أن «توجه جميع الأحزاب إلى مواقع التواصل الاجتماعي أصبح ضرورة حتمية، تفرضها روح العصر».

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس بالرباط، عبدالحميد بنخطاب، أن «توجه الأحزاب نحو الفضاء الرقمي جاء بعد شرخ تواصلي بينها وبين الناخبين»، وكذلك يضيف مستشار التواصل الرقمي، أسامة أبرشا، أن «أيّ جهة تريد التواصل مع الجمهور، فإن أنسب فضاء لذلك هو مواقع التواصل الاجتماعي».



التأثير على النتائج

وبخصوص تأثير لجوء الأحزاب المغربية إلى مواقع التواصل الاجتماعي على نتائج الانتخابات المقبلة، قال عامري، إن «ذلك يمكن أن يكون حاسماً على مستوى النتائج»، مبرزاً أنه يمكن «أن يتسبب في اهتمام المواطنين أكثر بالسياسة».

وخلافاً لما قاله عامري، بيَّن بنخطاب، أن توجه الأحزاب المغربية نحو الفضاء الرقمي، سيضمن وصول عروضها السياسية إلى أكبر عدد ممكن من الشباب والناخبين، لكنه لا يضمن تصويت مستخدمي تلك المنصات لصالح حزب سياسي معين.

ويلاحظ أن اهتمام الأحزاب المغربية بمنصات التواصل لا يسير على نفس الوتيرة، حيث يطغى الاهتمام بمنصات مثل فيسبوك وتويتر على البقية، فيما لا تملك غالبية الأحزاب صفحات موثقة مثلاً، على إنستغرام، عدا حسابين لحزبي العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، وذلك من بين 34 حزباً مغربياً، كذلك لم تخلُ منصة تيك توك من أي وجود رسمي لهذه الأحزاب باستثناء حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي دشن حساباً هناك في فبراير المنصرم، ولم ينشر فيديوهات جديدة إلا في 22 يونيو الجاري.

@partirni

لأنك تستاهل خدمات وقطاعات فالمستوى، واللي تلبي الاحتياجات والطموحات ديالك، اختارينا كشعار لبرنامج الأحرار : #تستاهل_حسن

son original - حزب التجمع الوطني للأحرار



المغاربة والسوشيال ميديا

ووصل عدد المغاربة الذين يملكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى 22 مليوناً في عام 2021، بحسب موقع «ستاتيستا» المتخصص في الإحصائيات، من أصل نحو 34 مليوناً من عدد سكان البلاد، وفق آخر إحصاء أجري سنة 2014.

وبحسب تقرير «غلوبال ديجيتال أوفرفيو» لسنة 2020، فإن «المغاربة مستخدمو الإنترنت، الذين تبلغ أعمارهم ما بين 16 و64 عاماً، يقضون ساعتين و25 دقيقة يومياً في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي».

ويصل معدل الحسابات التي يتوفر عليها المغاربة في وسائل التواصل الاجتماعي إلى نحو 5.5 حسابات لكل متصفح واحد، بحسب تقرير غلوبال، الذي يكشف أن «فيسبوك يحتل المرتبة الأولى عند المغاربة، وبعده يوتيوب، ثم واتساب، ثم إنستغرام، في حين لا يهتم المغاربة كثيراً بتويتر».