السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

30 يونيو.. 8 سنوات على ثورة أعادت لمصر هويتها

تحل يوم الأربعاء، الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو، والتي خرج فيها الشعب المصري منتفضاً ضد حكم جماعة الإخوان لإنقاذ البلاد من الفوضى والانهيار، واستعادة هيبة الدولة ودورها الوطني، لتبدأ مصر مرحلة جديدة من بناء الحاضر والمستقبل، بحسب خبراء ومحللين تحدثوا لـ«الرؤية».

ويقول عضو لجنة العلاقات الخارجية، بمجلس النواب المصري، النائب طارق الخولي، إن ثورة 30 يونيو أحدثت الكثير على الساحة السياسية المصرية، وواجهت التيارات المتطرفة، والتنظيمات الإرهابية والجماعات التي أرادت أن تحل محل الدول الوطنية.

ولفت الخولي في حديثه لـ«الرؤية» إلى أن الدعم العربي لمصر خلال تلك الفترة ساهم في تخطيها مرحلة صعبة عقب ثورة 30 يونيو، وخاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية والعديد من دول المنطقة التي رأت أن تراجع الدور المصري خلال حقبة الإخوان لم يكن في مصلحة العرب، فالموقف العربي كان داعماً بشكل كبير وقوي لمصر، وسيظل الدور الذي لعبته الإمارات دبلوماسياً واقتصادياً لدعم إرادة المصريين في هذه الثورة، في ذاكرة كل مصري.

ويتفق مع الخولي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور إكرام بدر الدين، الذي أكد أن ثورة 30 يونيو، أعادت لمصر دورها الفاعل عربياً وأفريقياً، حيث تولت رئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2019، وبذلت جهوداً كبيرة من أجل ليبيا، والدفع نحو استقرارها وإجراء انتخابات بها نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن التنسيق المصري العربي شهد تحولاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.

وأضاف لـ«الرؤية» أن القضية الفلسطينية كانت في القلب من توجهات مصر الخارجية بعد 30 يونيو، حيث لعبت دوراً فاعلاً وقوياً أواخر مايو الماضي في وقف إطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين بعد قتال دام 8 أيام، كما اهتمت مصر خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي بأمن البحر الأحمر والمتوسط، واستطاعت أن تحصل على عضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي.



التأكيد على الهوية

من جهتها، قالت أستاذ العلوم السياسية، بالجامعة الأمريكية، الدكتورة نهى بكر، إن أهم إنجاز حققته ثورة 30 يونيو، هو التأكيد على الهوية المصرية، التي تتميز بإسلاميتها وقبطيتها، وعروبتها، وبانتمائها لأفريقيا، وشرق المتوسط، بعد أن كان هناك توجه لأن تكون هوية إسلامية متشددة وفقط في عهد الإخوان، وهو ما صححته ثورة 30 يونيو.

وأضافت نهى بكر في حديثها لـ«الرؤية» أن مصر حققت بعد 30 يونيو العديد من الإنجازات على الصعيد الداخلي، حيث جددت البنية التحتية من طرق ومياه وكهرباء، وتم إنشاء 14 مدينة جديدة من بينها العاصمة الإدارية، بالإضافة إلى بناء مشروعات إسكان لمحدودي ومتوسطي الدخل استفاد منها ملايين المصريين، وهو ما وفر مئات الآلاف من فرص العمل، وساهم في تحسين مستوى المعيشة.

وأشارت إلى أنه بعد ثورة 30 يونيو بدأ تعافي الاقتصاد المصري، مؤكدة أن الإصلاح الاقتصادي يعد أهم إنجازاتها، حيث تم العمل خلال السنوات الثماني الماضية على تعزيز النمو، والحد من البطالة، وزيادة احتياطيات النقد الأجنبي، ووضع الدين العام على مسار تنازلي.

وعبرت مؤسسات التصنيف الائتماني عن توقعاتها بنظرة مستقبلية مستقرة للاقتصاد المصري. وكانت مؤسسة «ستاندرد آند بورز» أبقت في مايو الماضي على التصنيف الائتماني لمصر بالعملتين المحلية والأجنبية كما هو دون تعديل عند مستوى «B» مع الإبقاء أيضاً على النظرة المستقبلية المستقرة للاقتصاد المصري للمرة الثالثة على التوالي منذ بداية أزمة كورونا.

وفي سبتمبر الماضي، قامت مؤسسة «موديز» للتصنيف الائتماني أيضاً بتثبيت تصنيف مصر عند مستوى (B2)، مع الإبقاء على النظرة المستقبلية المستقرة للاقتصاد المصري، كما أكدت مؤسسة «فيتش» التصنيف الائتماني لمصر عند B+ مع نظرة مستقبلية مستقرة، في مارس الماضي.

الاهتمام بالمرأة والشباب

وتابعت الدكتورة نهى بكر، أن مصر شهدت عقب ثورة 30 يونيو اهتماماً كبيراً بالشباب، حيث تم إطلاق برامج لتأهيل الكوادر الشبابية منها البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، في سبتمبر 2015، لتخريج قيادات شابة قادرة على الإدارة وتولي المسؤولية والمناصب القيادية، وإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، بالقرار الجمهوري رقم 434 لسنة 2017، والتي تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكل قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.

وأكدت أن الدولة أولت اهتماماً خاصاً بالمرأة بعد ثورة 30 يونيو، حيث سنت تشريعات كثيرة لدعمها وضمان حقوقها وصون كرامتها في العديد من القضايا منها الميراث، والختان، والتحرش، بالإضافة إلى أن المرأة شغلت بعد الثورة منصب وزيرة، وعضوة في النيابة ومجلس الدولة، ونالت 26% من مقاعد البرلمان المكون من 568 عضواً، وأصبح هناك أكثر من 600 امرأة في جهاز الشرطة، وشاركت في قوات حفظ السلام الدولي.

وفي نفس السياق، قالت الخبيرة الاقتصادية، الدكتورة بسنت فهمي، إن أهم ملامح ثورة 30 يونيو على الاقتصاد المصري، أنها حولته من اقتصاد ريعي، يعتمد فقط على العائدات، إلى اقتصاد منتج. وأضافت أنه لم تعد ثروات مصر تصدر للخارج كمواد خام يعاد استيرادها في هيئة سلع كما كان يحدث من قبل، وأصبحت هناك مدن صناعية متخصصة، للغاز والبترول، والذهب، وغيرهم.



إعادة التوازن

أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف، الدكتور نجاح الريس، قال في تصريحاته لـ«الرؤية» إن ثورة 30 يونيو أعادت التوازن والأمان للشعب المصري، ووضعت مصر على الطريق الصحيح لإعادة البناء، ورسم خارطة الطريق، التي يعيش الشعب المصري نتائجها وثمارها الآن.