في مجتمعات عديدة ينظر إلى الشباب باعتباره تلك الشريحة العمرية التي تبدأ بعد المراهقة قبل الـ20 وتمتد حتى نهاية الثلاثينيات، وهي مساحة زمنية حيوية من عمر الإنسان تتباين تعريفاتها الدولية.
وفي السياسة تعد الإجابة عن سؤال «من هم الشباب؟» أمراً في غاية الأهمية بالنسبة لصناع القرار، نظراً لما يرتبط بهذا السؤال من خطط خاصة، على سبيل المثال، بحشد التأييد الانتخابي أو بسياسات خفض بعض الرسوم خصوصاً تلك المتعلقة بالدراسة، أو بدعم فئات مجتمعية معينة قد تقع داخل أو خارج هذه الدائرة.
في الأمم المتحدة، تُعرِّف أدبيات المنظمة الدولية منذ عام 1981 الشباب، بأنهم "الأشخاص ممن تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً"، وتستند جميع إحصاءات الأمم المتحدة بشأن الشباب إلى هذا التعريف، فيما تؤكد المنظمة أن هذا التعريف وُضع لأغراض إحصائية ودون المساس بأي تعاريف أخرى تضعها الدول الأعضاء.
وحسب هذا التعريف، تشير الأمم المتحدة إلى وجود 1.2 مليار شاب في العالم، يمثلون 16% من سكان الأرض. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشباب بنسبة 7 % بحلول عام 2030، ليصل إلى 1.3 مليار شاب.
وخارج المنظمة الدولية، يختلف تعريف «الشباب» من بلد إلى آخر، حيث يتوقف الأمر على تناسب بعض العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية لكل مجتمع.
وحسب استطلاع أجرته شبكة «يو غوف» الدولية، يعتقد غالبية البريطانيين أن تعريف الشباب يمتد حتى سن الـ30، فيما يصل الأشخاص إلى منتصف العمر عند سن 48 عاماً، ويعتبرون متقدمين في العمر عند سن الـ70.
في المقابل تشير شبكة «أس بي أس» العالمية، إلى أن استطلاعاً أجري عام 2019، خلص إلى أن الأشخاص العاديين ينظرون إلى الشخص باعتباره شاباً طالما لم يتجاوز سن الـ40.
وفي الاتحاد الأفريقي، تشير الوثائق الرسمية للمنظمة القارية، إلى الشباب باعتباره الفئة العمرية التي تمتد من سن الـ15 وحتى الـ35، وفي فرنسا يعتمد المركز الوطني للإحصاء «إي أن أس إي إي» معيار «15– 29 عاماً» في دراساته حول الشباب، حسب صحيفة «لوموند».
وفي العالم العربي، لا يوجد تعريف متفق عليه بين الدول العربية لتحديد «من هم الشباب» حيث تنتهج كل دولة نهجاً خاصاً في تعريف هذه الفئة وتوجيه السياسات الخاصة بها.
في دولة الإمارات، على سبيل المثال، تستند الاستراتيجية الوطنية للشباب إلى 5 تحولات رئيسية خلال 20 عاماً من حياة الشباب، حيث يمر الشباب بمراحل تحول جذرية خلال الفترة العمرية من 15 إلى 35 سنة، وتشمل هذه المراحل التعليم، العمل، اتباع نمط حياة صحي وآمن، البدء في تكوين أسرة، إضافة إلى ممارسة المواطنة والعمل الوطني.
لكن حتى منظمات الأمم المتحدة لا تلتزم بتعريفها للنطاق الزمني للشباب عند الحديث عن المشاركة السياسية، فحسب وثيقة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت عنوان «تحسين المشاركة السياسية للشباب»، يندر رؤية أشخاص دون سن الـ35 في مواقع قيادية سياسية رسمية، وفي ثلث دول العالم، يبدأ سن الأهلية لعضوية مجلس النواب من عمر 25 سنة أو أكبر، ومن الشائع وصف السياسيين بأنهم «شبان» إذا ما كانوا دون سن 35-40.