الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لبنان.. غموض حول رئيس الحكومة المرتقب بعد اعتذار الحريري

لبنان.. غموض حول رئيس الحكومة المرتقب بعد اعتذار الحريري

الأزمة الحالية تهدد بانزلاق الدولة إلى عنف غير مسبوق. (أ ف ب)

بعد إعلان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، اعتذاره عن تشكيلها، بعد نحو 9 أشهر من إسناد المهمة إليه، تسود التساؤلات المشهد السياسي اللبناني حول من سيكلف بتشكيل الحكومة، وهل يمكن إعادة تكليف الحريري مجدداً وما هو مستقبل البلد في ظل هذا الوضع المرتبك؟

أسئلة عديدة تظل بلا إجابة لكنها تكشف عن الغموض وحجم الأزمة التي يمر بها البلد العربي الذي مزقته الطائفية والانتماءات السياسية وأزمات اقتصادية طاحنة.

خبراء ومختصون لبنانيون تحدثوا لـ«الرؤية» استبعدوا إمكانية إعادة تكليف الحريري بتشكيل الحكومة، خصوصاً مع تعنت الرئيس ميشال عون، لكنهم في نفس الوقت أكدوا أن أي حل بعيد عن الحريري أو رئيس حكومة يدعمه الحريري لن يكون مجدياً.

خلافات سياسية

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، استبعد إمكانية إعادة تكليف الحريري بتشكيل الحكومة، مؤكداً أن التعايش بين الحريري وبين عون يبدو مستحيلاً، لأن الأول أعلن تمسكه بالمبادرة الفرنسية وخارطة الطريق التي وضعها الرئيس إيمانويل ماكرون، وقبلتها أطراف الطبقة الحاكمة في لبنان.

وأضاف في تصريحاته لـ«الرؤية» أن عون ومعه تياره الوطني الحر برئاسة صهره جبران باسيل انتهج طريقاً آخر، يقوم على مشروع حزبي فئوي، أساسه الانقلاب على اتفاق الطائف للوفاق الوطني اللبناني والدستور المنبثق عنه.

وقال إن «عون يريد استمرار هذا الوضع دون وجود حكومة حقيقية، ولن يتورع عن تأجيل الانتخابات المقبلة لتأمين وصول باسيل إلى مقعد رئاسة الجمهورية، بعد انتهاء ولاية عون، وبما أن الحكومة المقبلة في لبنان ستشرف على الانتخابات النيابية بعد 7 أشهر، وتليها الانتخابات الرئاسية، فإن هدف التيار الوطني الحر أصبح واحداً من اثنين؛ إما المجيء بحكومة يسيطر عليها وتكون طيعة، وإما إحداث فراغ حكومي يحتم تأجيل الانتخابات».

وحذر الرز من أن تيار الممانعة الذي يقوده عون، يرفض أي رئيس حكومة يلتزم بنص الدستور، وأن جبران باسيل صهر الرئيس قفز فوق معاناة الناس وجوعهم، والمخاطر المحدقة بالوطن، ليدعو إلى تغيير اتفاق الطائف، من خلال طاولة حوار أو مؤتمر تأسيسي، وهذا وضع خطير يهدد ركائز الدولة.

طريق مسدود

بدوره، قال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إن الوصول لهذا الطريق المسدود كان متوقعاً، لأن رئيس الجمهورية ورغم تضييع أكثر من 9 أشهر في مشاورات تشكيل الحكومة، فإنه يبيت النية على إقصاء الحريري ورفض وجوده على رأس الحكومة.

وأضاف لـ«الرؤية» قائلاً: «يريد عون رئيس حكومة يطيع ولا يلعب أي دور في لبنان، والتوازن الطائفي يتحكم دوماً في مجريات الأمور، لكن هذه المرة رأينا رئيس البرلمان نبيه بري يحارب لإنجاح حكومة الحريري، ربما لتنحية الخلافات المذهبية جانباً أو بسبب خلافاته القديمة مع الرئيس عون».

وحول الأسماء المرشحة لخلافة الحريري، يرى نعمة أن أي حل بعيد عن الحريري، أو رئيس حكومة مدعوم من الحريري، لن يكون حلاً حقيقياً، لافتاً إلى أن الصراع لم يعد طائفياً، ولكنه صراع على المناصب.

وحذر نعمة من أن سياسة تضييع الوقت التي ينتهجها الرئيس عون، سوف تؤدي بلبنان إلى الخراب الكامل، خصوصاً مع انهيار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والمحروقات، وندرة الطعام والأدوية، وسوف يتعرض الشعب اللبناني بجميع طوائفه إلى الأذى، ما لم يتم تمكين الحريري أو من يدعمه إلى رئاسة الحكومة.