الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قهوة وسجائر وجولات ليلية.. كل ما احتاجه سعيد لدخول معترك السياسة مستقلاً

قهوة وسجائر وجولات ليلية.. كل ما احتاجه سعيد لدخول معترك السياسة مستقلاً

له أسلوبه الخاص في مخاطبة الجماهير ويفضل الحديث بالعربية الفصحى. (إي بي أيه)

وصف الرئيس التونسي قيس سعيد فوزه في الانتخابات عام 2019 بأنه «ثورة جديدة». ومساء أمس الأحد، كان هو سبباً في خروج أعداد كبيرة من أنصاره إلى الشوارع بقراره عزل الحكومة وتجميد عمل البرلمان.

دخل خبير القانون الدستوري السابق (63 عاماً) المسرح السياسي مستقلاً؛ له أسلوبه الخاص في مخاطبة الجماهير؛ يفضل الحديث باللغة العربية الفصحى؛ وأصبح الآن محور المعترك السياسي في تونس بلا منازع.

وبعد عامين تقريباً من انتخابه وانتخابات منفصلة أسفرت عن برلمان منقسم على نفسه بشدة، قام سعيد بتهميش رئيس الوزراء ورئيس البرلمان.

مع ذلك أثبت خروج عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع في المدن الكبرى، احتفالاً بقراراته، أنه استجاب لموجة غضب شعبي ضد النخبة السياسية التي فشلت على مدار سنوات في إنتاج ثمار الديمقراطية الموعودة.

فبينما كان راشد الغنوشي رئيس البرلمان طرفاً رئيسياً في البلبلة التي اصطبغ بها المسرح السياسي منذ الثورة التونسية عام 2011، دخل سعيد ساحة العمل السياسي كوجه جديد نسبياً في 2019.

قدم سعيد نفسه في حملة الدعاية الانتخابية كرجل عادي يسعى لإصلاح نظام فاسد، وخاض الانتخابات دون أن ينفق أموالاً، بفريق محدود من المستشارين والمتطوعين، وحصل على دعم يساريين ويمينيين وشباب، على حد سواء.

قال أنصاره إنه لم ينفق على الانتخابات سوى كلفة ما كان يستهلكه من قهوة وسجائر في لقاءاته مع التونسيين، وقدم نفسه باعتباره نموذجاً للنزاهة الشخصية.

عقب انتخابه، بدا لفترة أنه مكبل بالدستور الذي لا يتيح للرئيس سلطة مباشرة سوى على الجيش وفي الشؤون الخارجية، في حين تظل الإدارة اليومية في يد حكومة مسؤولة أمام البرلمان.

وبعد تولي الرئاسة، سرعان ما اختلف سعيد مع رئيسين للوزراء ظهرا من خلال عملية التحالفات المعقدة هما إلياس الفخفاخ وهشام المشيشي.

غير أن أكبر نزاع دخله كان مع حزب النهضة وزعيمه. وخلال العام الأخير، اشتبك سعيد مع المشيشي الذي يحظى بدعم الغنوشي بسبب التعديلات الوزارية والسيطرة على قوات الأمن، مما عقد الجهود الرامية للتصدي لجائحة كوفيد-19 ومعالجة أزمة مالية تلوح في الأفق.

إلا أنه مع تفجر الاحتجاجات في يناير، كانت الحكومة والأحزاب القديمة في البرلمان هي التي واجهت الغضب الشعبي متمثلاً في موجة غضب انفجرت أخيراً الأسبوع الماضي مع ارتفاع الإصابات بكوفيد-19.

ودفعت محاولة فاشلة لإنشاء مراكز لتطعيم المواطنين سعيد الأسبوع الماضي لإعلان أن الجيش سيتولى جهود مكافحة الجائحة، في تحرك اعتبره معارضوه أحدث خطوة في صراعه على السلطة مع الحكومة.

مهد ذلك السبيل لإعلان قراراته، أمس الأحد، في أعقاب احتجاجات استهدفت حزب النهضة في المدن بمختلف أنحاء البلاد.

ويقول طلبته وأصدقاؤه إنه اعتاد خلال ثورة 2011 السير في الشوارع الضيقة بمدينة تونس القديمة والشوارع الواسعة بمبانيها التي تنتمي للعصر الاستعماري في وسط المدينة في ساعات متأخرة من الليل لتدارس الوضع السياسي مع طلبته.

وكان سعيد واحداً من المستشارين القانونيين الذين ساعدوا في صياغة دستور تونس الديمقراطي لعام 2014.